الثلاثاء، 31 مايو 2011

تجمع الوحدة الوطنية..وما بعد السلامة الوطنية


الصورة الأمثل لتجمع الوحدة الوطنية

أكبر حشد شعبي في تاريخ البحرين تجمع الفاتح

برز في الأيام الأخيرة مع اقتراب تصويت الجمعية العمومية التي ستشكل لتجمع الوحدة الوطنية قريباً موضوع تحول تجمع الوحدة الوطنية لحزب سياسي من عدمه..وتمت مناقشة هذا الموضوع بإسهاب من التجمع نفسه.. وقدمت فيه العديد من الأوراق..وعقدت فيه ورشات العمل.. كما نوقش هذا الأمر على وسائل الاتصالات الحديثة كالفيس بوك والتويتر وغيرها.. وكما وعدت أحبائي القراء على التويتر حول الرؤية المنهجية للصورة المستقبلية للتجمع.. أبدأ مقالي برؤية تحليلية أوضح فيها ما الذي يجري حالياً في التجمع..وما آثار تحوله لحزب سياسي أو غيره باختصار.

في البداية..اتفقت اللجنة العليا لتجمع الوحدة الوطنية على تشكيل لجنة فرعية برئاسة عبد الله الحويحي..وعضوية عبد الله هاشم..وتقوم هذه اللجنة بدراسة الوضع الأمثل للتجمع (علما بأن الاسمين المذكورين من مؤيدي تحوله لجمعية سياسية) وهذه أولى أخطاء التجمع بهذا الخصوص..إذ لا يعقل ترأس لجنة يكافح رئيسها وعضو منها لرأي معين..وعلى العموم نورد التالي:

قدم الأخوة الأكاديميين والمختصين في اللجنة وخارجها حوالي 4 أطروحات لرؤيتهم حول  تحويل التجمع لجمعية..وخلاصتها التالي:
1.     أن يتحول التجمع لحزب سياسي.
2.     أن يتحول لحزب سياسي (جمعية) مع عدم التدخل في الانتخابات.
3.     أن يتحول لجمعية سياسية من الناحية الشكلية بحيث يسجل هكذا في وزارة العدل..لكنه يكون عبارة عن ائتلاف في حقيقته لا يشتمل على جمعيات التي ستذوب داخله..بل يكون عبارة عن أفراد يشكلون هذا الحزب.
4.     أن يتحول التجمع لجمعية تنموية أو ثقافية أهلية.

ومع احترامنا الكامل لجميع الآراء..لكننا نود تفنيدها بشيء من التفصيل للتوصل للرأي الأقرب والأمثل والأفضل للتجمع.. ونقول بأن هناك 10 أسباب تمنع تحويل التجمع لحزب أو جمعية سياسية وستؤثر بالتأكيد على قوته وتماسكه.. وهي:

1.     لابد أن نعلم بأن التجمع لا يزال وليد اللحظة..فعمره لا يتجاوز 3 أشهر.. وهو –بصراحة- نشأ تجمعاً طارئاً كردة فعل على خطورة التحرك الشيعي الصفوي.. وتحوله لجمعية سياسية نقلة كبيرة جدا..وخطرة جدا في نفس الوقت.

2.     التجمع لا يقف على أرضية صلبة.. فلا يزال وليداً كما ذكرت.. ولا يزال العديد من أعضاءه ومؤسسيه غير ناضجين سياسياً..وهو عامل قد يؤدي لخلافات سريعة على أتفه الأسباب.. لذا أرى بأن تحويله لجمعية سياسية تصرف متسرع..وسيؤدي لأمور لا تحمد عقباها..وأؤكد بأنه لو تفكك-لا قدر الله- فلن يعود أبداً.

3.     التجمع تيار قوي وكبير يحتوي 99% من الطيف السني..ومعه المسيحيون والبهائيون واليهود وغيرهم.. فهو أكبر من مجرد جمعية سياسية تطمح لمناطحة الوفاق..فهو أكبر من الوفاق نفسها لأنه يمثل الشارع والأمة في البحرين..لذا تحوله لحزب سياسي من شأنه تقليل مكانته وهيبته.. وهو بمثابة إدخال الجمل في سم الخياط..أو إدخال مارد ضخم في صندوق صغير.

4.     وجود اختلافات جذرية بين قيادات وأعضاء والقوى السياسية في التجمع.. فالتجمع يحوي تيارات إسلامية وليبرالية وماركسية وقومية وناصرية..الخ.. فتخيلوا لو شارك التجمع ضمن قائمة انتخابية موحدة..وتمت مناقشة قضية ما.. كتحريم الخمر مثلا..فهناك رموز من التيار الماركسي والليبرالي ممن لن يوافق على هذا الأمر.. أو قضية تولية المرأة وترشيحها..فهناك التيار السلفي الذي لن يرضى بذلك..وربما جميع التيارات الإسلامية من المحتمل إنها لن توافق على ترشيح امرأة متبرجة مثلا.. أو تطبيق الشريعة الذي ستمنع كذلك بعض الجمعيات الليبرالية تطبيقها..الخ.. وقس على هذه الاختلافات العديد من الأمور.. فكيف سيحل التجمع هذه الخلافات؟..وكيف سيوفق بين أعضاءها ضمن حزب سياسي واحد عليه أن تتوحد أطروحاته وآرائه في البرلمان؟..خصوصاً بأننا شاهدنا جميعاً تجربة عدم اتفاق جمعيتين سياسيتين إسلاميتين سنيتين يتقاربان في 90% من الأمور..فكيف بجمعيات ذات رؤى وأيديولوجيات مختلفة 180 درجة.. لذا تحوله لجمعية سياسية حتما سيساهم في تمزيقه وتفكيكه لعدم وجود المرونة المطلوبة في الجمعية أو الحزب السياسي لحل مثل هذه الأمور.

5.     تحول التجمع لجمعية سياسية من شأنه المساواة بين من له رصيد تاريخي وقوي في الشارع كجمعيتي المنبر والأصالة.. وبين الجمعيات التي ليس لها رصيد معتبر في الشارع حالياً –دون ذكر أسماءها- وهذا الأمر ينزع العدالة والمساواة.. خصوصاً في ظل الانتخابات..والتواجد في اللجنة العليا وغيرها من الأمور.

6.     تحول التجمع لجمعية سياسية سيُفقد الجمعيات السياسية الإسلامية المعتبرة (المنبر والأصالة) قوتها..وهذا ما تريده الوفاق.. ولنكن صرحاء.. بأن أفضل من يقف في وجه الوفاق هما هاتين الجمعيتين لما يمتلكانه من كفاءات جيدة وجماهيرية معتبرة.. ومنهجية واضحة.. وقد جربنا المستقلين في هذا الفصل التشريعي أمام عنترة الوفاق.. ولم يستطيعوا الوقوف ضدها..بل كان أداء العديد منهم أداءً متواضعاً-مع احترامي الشديد لشخصياتهم-.

7.     لا يوجد مثال تاريخي أو معاصر لحزب سياسي (قابض) احتضن جمعيات عدة ذات رؤى وأيديولوجيات مختلفة ونجح في رؤاه.. ولا يوجد حزب سياسي سني التوجه في كل الدول الإسلامية استطاع ذلك.. بل إن هناك أمثلة واقعية على تفكك مثل هذه الأحزاب..كما حصل في تحالف 14 آذار اللبناني.. والحزب الإسلامي في أفغانستان بُعيد الحرب الأفغانية مع الاتحاد السوفييتي الذي وصلت الأمور فيه إلى حروب طاحنة.. إضافة إلى التجربة الإسرائيلية في بعض أحزابه التي تفككت لحزيبات صغيرة.. والتجربة الفلسطينية التي رغم وضوح هدفها وهو محاربة الكيان الإسرائيلي إلا أن رجالاتها لم يستطيعوا التحالف وتشكيل حزب سياسي موحد هنظراً للخلافات –الصحية-بين الجميع.. بل إن حتى التجربة الشيعية في البحرين لا تستطيع ذلك..فالجمعيات السبع رغم أنها توحدت ضد أهل السنة في الأزمة الأخيرة..إلا أن بينها اختلافات جذرية تمنعها من تأسيس حزب سياسي موحد.. وجميعنا يتذكر ما حصل بينها من صراعات ومناوشات وخلافات شديدة في انتخابات 2010..وللعلم فإن الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهي أقوى هيئة علمائية سنية في العالم قد أيدت عدم تحول التجمع لجمعية سياسية مع التأكيد على عدم تدخلها المباشر في ذلك..ولكنه من باب النصيحة.

8.     تصلني الأخبار بأن من يطالب بتحول التجمع لجمعية سياسية من داخل التجمع نفسه-أقولها بكل صراحة-هم ممن لا يتمتعون برصيد في الشارع السني..فطلبوا ذلك لأجل مساواتهم مع الجمعيات الأخرى التي تمتلك رصيداً كبيرا من الشارع طمعاً في الدخول في الانتخابات..وللأسف فإن هؤلاء هم من يتصدر صفوف التجمع اليوم.. فهل هذا الأمر عادل؟

9.     هناك أطياف معينة من الجمهور السني لا يمكنهم الدخول في حزب سياسي كالدبلوماسيين والعسكريين لعدم سماح القانون لهم بالانتماء السياسي.. وهو أمر مهم خصوصاً إن علمنا بأن العسكريين جلهم من أهل السنة ويشكلون نسبة كبيرة في البحرين (أكثر من 30 ألف شخص)؟ فمن سيمثلهم؟

10.لابد أن نعلم بأن التجمع وإن كانت نشأته سياسية..إلا أن السياسة ليست مطلبه الرئيسي..ويجب ألا نجعل من مقارعة الوفاق في البرلمان وغيره هدفاً له.. فالتجمع نشأ أيضاً ليوصل مطالب أهل السنة للقيادة والحكومة.. فهناك مطالب تنموية وإصلاحية ومعيشية ذكرت بقوة في تجمعي الفاتح.. ويحتاج التجمع لتواجد تجار ورجال أعمال ينضمون فيه لدعم أهل السنة.. وهذا من الصعب تغطيته من خلال جمعية سياسية.

لذا فإن الاقتراحين (الأول والثاني) مع احترامي الشديد لهما.. إلا أنهما سيخلقون العديد من المشاكل..وسيؤدي بالتجمع للدخول في نفق لا يعلم مداه.. أما الاقتراح الثالث وهو ذوبان الجمعيات في الحزب السياسي..ونشأته باعتبار أفراده فقط..فهذا من شأنه أيضاً ذوبان جميع الجمعيات السياسية داخل التجمع..ونشوء صراعات بين أفراده.. وهذا لن تقبله الجمعيات السياسية..بل حتى الجمعيات الخيرية نفسها.. وسيصب في صالح بعض الأفراد دون غيرهم.

لذا نقول.. بأن التجمع يجب أن يتحول لمرجعية استشارية..وحاضنة للجمعيات والقوى السياسية جميعها..ويعمل على تقويتها والتوفيق بينها..ومعنى ذلك أن يكون بمثابة ائتلاف وطني جامع وضخم يحتوي جميع الأحزاب بحيث يستوعب الاختلافات الجذرية الموجودة بين تياراته المختلفة.. فما هو الوضع القانوني الأنسب له الذي يجب علينا أن نضمه إليه.. لأننا نعلم بأنه لا يمكن إبقاء الوضع على ما هو عليه لعدم قانونية التجمع بشكل رسمي دون تسجيله.. لكن السؤال هو كيف سيتم تسجيله؟.

في ظني بأن الاقتراح الرابع –مع تسليمنا بحاجته للتطوير والتنقيح والتفصيل والتوضيح- هو الاقتراح الأقرب والأمثل للتطبيق بناء على حساسية الوضع الحالي..
ونرى بأن الصورة الأمثل -رغم إقرارنا بوجود عيوب وسلبيات بها- إلا أننا نرى بأنها أقل ثغرات من الفكرتين السابقتين.. وهو أن يتحول التجمع من الناحية القانونية لجمعية تنموية تسجل في وزارة التنمية الاجتماعية..وليس في وزارة العدل.. وفي هذه الحالة يمكن لهذه الجمعية أن تحتضن جميع التحركات والتوجهات.. وسيمتلك التجمع بذلك روح الائتلاف الوطني القابض والحاضن للجميع..بحيث يعمل في التنمية والسياسة معاً.. ويضم كل الأطياف والمهن كالعسكريين والدبلوماسيين ونقابات الأطباء والتعليم والعمال..الخ بكل أريحية ودون تعقيد.. ويمكن أن يشارك كذلك في الانتخابات من خلال الجمعيات السياسية المنضوية تحته كما هي دون أن يتدخل مباشرة.. ولتثبت كل جمعية قوتها من خلال الشارع دون هضم حق أي من الجمعيات..بل من الممكن أن يكون التجمع هو المهيأ للأرضية الملائمة للانتخابات بحيث يكون مرجعية استشارية للتوصل لتوافق وتنسيق بين القوى السياسية –حين الانتخابات-.

على أننا ندعو جميع القوى السياسية للتشاور في هذا الأمر..كما إننا نطالب عقد ندوات للجمهور ليتفهم حقيقة الوضع بشكل صحي..والله أعلم.

محاولات اختراق وتفكيك التجمع

روعة المشهد صفوف لا تنقطع


في البداية أود أن أشير إلى أني لست عضواً في أي جمعية سياسية.. ولكني أدرك بأن الإسلام هو المنقذ الوحيد لجميع المشكلات التي نعاني منها..ويجب علينا أن ننظر لتجارب الدول الأخرى التي تؤكد بما لا يدعوا مجالاً للشك بأن المستقبل لهذا الدين.. ففي تركيا يتصاعد الوجود الإسلامي يوماً بعد يوم..وفي مصر تبينت قوتهم في الثورة وهناك احتمال كبير بأن يكون رئيس مصر القادم من الإسلاميين....وفي تونس يتفوق حزب النهضة الإسلامي على الجميع.. وفي المغرب والجزائر يمكن للأحزاب الإسلامية السيطرة –لولا محاولات التهميش المتعمدة-.. وفي ليبيا وموريتانيا هناك أكبر نسبة حفظة للقرآن في العالم.. وفي أغلب الدول العربية..بل إن شئت قل جميعها يطالب الشعوب بأسلمة النظام .. الأمر الذي يؤكد تدين الشعوب العربية...وعليه فإن ميولي للجمعيات الإسلامية ميول فطري يخلقه الواقع والفطرة والتربية.. وعليه أود أن أشير بأن هناك وللأسف محاولات من بعض أعضاء اللجنة العليا للتجمع لاتهام جمعيتي المنبر والأصالة بأنها وراء هذا الاقتراح لعدم رغبتهما خسارة مقاعدهما الانتخابية..وعدم رغبتهما منافسة غيرهم لهما.. وهذا خطأ كبير واتهام في غير محلة..وشبهة غريبة..فالجمعيتان فازتا في انتخابات 2006 بعد تحالفهما بـ 14 مقعداً من 22 مقعد سني.. أي إنهما كسبتا ما نسبته 60% تقريباً.. أما انتخابات 2010 فمخطئ من يظن بأنهما فقدا شعبيتهما.. لأن الجميع يعلم بأن هناك محاولات حكومية وإعلامية متعمدة لتشويه صورة الإسلاميين..مع دعم لا محدود للمستقلين.. لذا فلا يمكن قياس الوضع فيها..وحتى لو قسناها جدلاً لوجدنا فوز الجمعيتين بمجموع 8 مقاعد (مع المقربين من كل منهما) أي 35% من الشارع السني..وهي أيضاً نسبة كبيرة.. لذا لا يصح اتهام الجمعيتين بهذه الشبهة..ولا يعني هذا الكلام بأن الجمعيتين معصومتين..وليس فيهما قصور..بل إن هناك ملاحظات عليهما تحتاج لتطوير وتعديل.

الأمر الآخر المهم الذي نود ذكره هو وجود بعض أعضاء التجمع وللأسف ممن لا يزال يتعمد تهميش الجمعيتين انتقاماً منهما على اكتساحهما للشارع السني.. وقد تحدثت حول هذا الموضوع مسبقاً.

وقبل البدء في هذا الموضوع أقول بأن هناك تحفظ على سياسة إدارة التجمع حول هذا الخصوص.. فهناك تعمد واضح لتهميش كلتا الجمعيتين خوفا منهما..وذلك من قبل بعض المتسلقين والدكتاتوريين وللأسف..وهذه ظاهرة غير صحية البتة..وتحتاج لوقفة صريحة من الجميع..فالجمعيتين لهما ثقلهما التاريخي والجغرافي على الأرض..ولكن نرى بأن دورهما مهمش تماماً في التجمع..بينما على النقيض.. نجد بأن من يصعد اليوم خلاله ويبرز اسمه هم أشخاص تاريخهم مبهم وغريب.

ولمزيد من التوضيح أقول.. بأن أول اجتماع تحضيري لتجمع الوحدة الوطنية كان يوم السبت 19 فبراير 2011 في الساعة العاشرة صباحا.. و قد  دُعي للاجتماع أكبر ثلاث جمعيات سنية بجناحيها السياسي والخيري وهم: الشورى و الأصالة و المنبر.. والجمعية الإسلامية والإصلاح والتربية.. وفي الاجتماع نفسه فوجئ الجميع بتواجد جمعيات ليس لها أي عمق جماهيري ولم تستطع إيصال نائب واحد للبرلمان.. غير أن الظرف وحساسية الموقف منعت الجميع من الاعتراض خوفا من انفضاض الاجتماع دون التوصل لوجهة نظر واحدة... إضافة إلى أن التوحد كان مطلباً أساسياً.. مع تسليمنا بأنه لا مانع من دخول أي طرف مهما كان حجمه أو ثقله في المجتمع بشرط أن يكون مخلصا لله ثم لوطنه ولجماهير التجمع.

وفي مساء نفس اليوم عندنا طلب ولي العهد الاجتماع مع 15 عضوا للتنسيق معهم.. ذهب له رئيس التجمع فضيلة الشيخ د.عبد اللطيف ومجموعة من ممثلي الجمعيات السياسية والتنموية..وقد فوجئ الجميع بوجود الأمين العام لجمعية العدالة عبد الله هاشم متربع على كرسي الرئيس ويدير دفة الحوار مع إنه وجمعيته (العدالة) لا يمثلون 1% من الحضور الذي كان في اغلبه من الجمعيات الست أو من المستقلين.. و مرة أخرى آثر الجميع السكوت.. حيث كان هناك توافق غير معلن على السكوت والاستمرار خشية تفرق الكلمة.. ثم مضى الاجتماع واتفق الحضور على الدعوة لتجمع في مسجد الفاتح عرف في ما بعد بتجمع الفاتح الأول.

وأود بهذا الصدد أن أُذكِّر رئيس التجمع فضيلة د.عبد اللطيف آل محمود وأعضاء اللجنة العليا بأن فيهم متلونين ومتسلقين يحتاجون لجلسة مصارحة.. وتوضيح بشأن ما صدر منهم.. فهل يعقل أن عبد الله هاشم الذي سبق وأن افتضح أمره لا يزال نائباً لرئيس التجمع ويسير الأمور كيفما أراد.. وهل يعقل أن يكون نائب الرئيس ماركسي لينيني ذو جذور شيوعية.

وهل تعلم أخي القارئ بأن الأمين العام لجمعية العدالة قد دافع بضراوة عن معتقلي التسعينات من الشيعة.. وهل تعلم بأنه صرح بتصريحات غريبة يدين فيها الحكومة ويتضامن مع حركة 14 فبراير في يوم الخميس 17-2-2010..بعد أن زار جرحى الدوار.. وطلب من أهل الدوار رفع قضية على الدولة..ويطالب بانسحاب الجيش..  وانظر للرابط:

وهل تعلم بأنه بعد يومين من هذا الخطاب تلون بخطاب آخر في تجمع الوحدة الوطنية في الاجتماع التأسيسي له في يوم السبت 19 -2-2010.. أي بعد يومين فقط من خطابه الأول.. فقال فيه بالحرف الواحد أن هذه الفئة-يقصد فئة الدوار- قد همشتنا واستأثرت بالقرار..واستخدمت الشارع في الضغط على الحكومة دون الرجوع لنا... ثم تغير الخطاب إلى النقيض التام مرة أخرى في الكلام الذي وجهه لتجمع البسيتين يوم الثلاثاء 17 مايو 2010 بعد حادثة دهس 9 من أفراد الشرطة.. على هذا الرابط..

ومن خلال تحليل شخصية هذا الشخص فيبدوا أن العامل المشترك في جميع الخطابات هو التلون حسب ما يريده الجمهور على غرار ما يطلبه المشاهدون.. ولعلنا نطرح سؤالاً هاماً هنا: وهو ما السر وراء الدفع الشديد الذي قام به مجموعة من أعضاء الهيئة القيادية لتجمع الوحدة و على رأسهم هذا الشخص لتحويل التجمع لجمعية سياسية رغم المناشدات الكثيرة من العقلاء والصحفيين و الكتاب وأعضاء في التجمع بوجوب التريث و دراسة الخيارات حتى لا ننزلق في منحنى يودي بالتجمع و يففكه .. ونذكر هنا قولة هامة لعبد الله هاشم بعدما قيل له: إن تحويل التجمع لجمعية سياسية دون تخطيط مسبق وتمهيد قد يؤدي بنا لخسارة الجموع الكبيرة التي زحفت في الفاتح... فكان الرد الغريب منه: "ما يهم.. يكفي أن يبقى معنا 2000 شخص في الحزب و الباقي نحتاجهم للموافقة على ما يريده الحزب".. أي يعني بأنه يطلب 2000 قيادي والبقية ليس لهم رأي.

يؤسفنا أن نقول بأن هذا التصريح يدل بشكل لا يدع مجال للشك أن الغرض من دخول هذا الشخص للتجمع هو تحقيق مجد ذاتي بعد أن فشل في تحقيقه مع رفاق الماضي -أهل عنف التسعينات- واكتشاف أن الشارع الشيعي مهما كان ودود و مرحب من المستحيل أن يقبل أن يمثله غير الشيعة.. وكذلك السنة لا يمكن أن يصوتوا له –للعلم فقد حصل على 150 صوت فقط-.. ثم.. وبعد أن اكتشف أن طريق التجمع هو الطريق الأسهل للوصول للنصر الذاتي خصوصا إذا ما قارنا الشارع السني حديث العهد بالحراك السياسي مع الشارع الشيعي الذي تمرس فيه من التسعينات ونسى هذا بأننا في عصر التكنولوجيا و أن أي كلمة تصدر تبقى محفوظة في ذاكرة الإعلام المرئي والمسموع.. وأن الشارع السني ليس ساذج ليسلم قيادته لأشخاص يريدون صنع مجد ذاتي على حساب الوطن و المصلحة الكبرى للمواطنين..

وعليه فإننا نطالب مرة أخرى بإخراج كل من يسعى لصنع مجد ذاتي على حساب التجمع.. خصوصا إن كان من المتلونين الذي لا نستغرب أن يتلون في المستقبل بعد صعوده ضد التجمع.. كما نطالب من عبد الله هاشم توضيحاً حول تصريحه في الدوار بهذا الخصوص.

وأعلم بأن البعض سينتقد هذا المقال وينتقد كاتبه لأنه تحامل على بعض أعضاء التجمع..ولسنا بحاجة لتفريق الصفوف الآن.. لكنني أرى بأن تطهير صفوفنا أمر مهم وله أولوية في هذه المرحلة تحديداً قبل تشكيل الصورة الجديدة للتجمع.. لأننا نأمل أن ينضم للتجمع أعضاء مخلصين يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية.. ويعلم الله بأني لا أريد وراء هذه الملاحظات إلا خيراً بالتجمع وأهله..ولكنها الحقيقة المرة التي يجب أن يسمعها الجميع.. خصوصاً اللجنة العليا للتجمع.. وخصوصاً بعدما نعلم بأن العديد من الندوات والمؤتمرات الخاصة بالتجمع لا يزال يترأسها هذا الشخص وللأسف الشديد.. الذي لا نستبعد توجيه طعناته ضد التجمع مستقبلاً.

وداعاً..حالة السلامة الوطنية ولعلها ..إلى لقاء قريب



الشعب قال كلمته في انتفاضة الفاتح

نمر اليوم في مرحلة مفصلية كبرى علينا أن نتوحد فيها ونجمع صفوفنا ونقويها.. فالفتنة لم تنتهي بعد..وأهلها لا زالوا يفسدون في الأرض..وسيستمرون في هذا الأمر.. فقد بدئوا الآن اللعب على وتر جديد.. فهناك أناس يصعدون للضغط على إلغاء أحكام الإعدام وهم أعضاء حزب الله البحرين الذين لا يزالون يمارسون هواية الدهس.. ومنهم من يتلون وينافق على غرار علي سلمان الذي أعتقد بأنه من الصعب على أي محلل سياسي أن يحلل التقلب الغريب الذي تقوم به الوفاق.. وأتوقع أن يستسلم أي محلل نفسي أمام شخصية المنافق الكبير علي سلمان الذي صرح بتصريح للجزيرة أقرب ما يكون بالفكاهة من الجدية.. حيث قال بأنه مع الملكية في البحرين ومع الحكم الخليفي.. وقبلها قال سلمان في تصريح له بأنه وجمعيته لم ينادوا بإسقاط النظام.

وربما جاء هذا التصريح للتغطية على فضيحة الخيانة الكبرى التي قام بها هو وزملائه عندما سربوا كل ما يدور بينهم وبين الحكومة..وكانوا يسلمون السفير الأمريكي- الصهيوني الجنسية- كل شاردة وواردة.. فلم يكتفوا بتسليم البحرين لإيران.. بل سلموها للأمريكان في دلالة واضحة على التواطؤ الأمريكي الإيراني الصهيوني.. فماذا سيقول من يدعي الإسلام ويتحالف مع الصهيوني الأمريكي في سبيل إسقاط البحرين وتسليمها لإيران.. وكيف سينطق هو ومن معه بأن "هذا الوطن ما نبيعه".. ونستغرب على الدولة التي يخونها أبناؤها عياناً جهاراً.. وهي تستقبلهم دون أي إجراء وتنظر إليهم بابتسامة عفو.

وأدعو أهل السنة للانتباه ورص الصفوف..وتقويه النفس.. والتجمع حول تجمع الوحدة الوطنية مهما حصل له.. ومهما قرر..فنقدنا له لا يعني تخلينا عنه.

د.حسن الشِّيَخي
31 مايو 2011

هناك 8 تعليقات:

  1. جُزيتِ خيرآ على مآ أسلفت

    نرجو منك أخينآ أن تُوصل هذا الصوت لقيادة التجمع، حتى تتحقق مصلحة هذا البلد

    أنآ من المُتآبعين لمقآلآتك.. بآرك الله فيك،
    وآصل.. فنحن بحآجة لمن يُثقفنآ

    ردحذف
  2. جزاك الله خير

    نحن لسنا غافلين عن المدعو عبدالله هاشم لأننا في وقت نريد الوحدة ونعرف جيداً اشكاله الذين برزوا في الساحه لمجرد السبق في منصب ما. نعرفهم استاذناً ولكنا آثرنا السكوت للحمتنا وأتفق معك في النقطة الرابعه فالتجمع يجب ان يتمحور في ضم 99% ويحافظ عليه كمنبر توعيي وثقافي وليس سياسي.

    ردحذف
  3. الله يجزيكك خير بارك الله فيك انشاء الله ما يكون التجمع غافل عن المدعو عبدالله هاشم لانا السكوت عنه لا يجدي لانه في ضني انه قنبله موقوته استاذنا
    واخيرن اني حبك في الله

    ردحذف
  4. حفظك الله يا دكتور ، أنت مكسب كبير أسأل الله أن يبارك في جهدك
    تحليل واعي ودقيق

    ردحذف
  5. دكتور لقد نشرت رأيي عن هذ الموضوع المفصلي وأعرضه لك هنا ولكن للأسف هولاء الأفراد غبلوا مصلحتهم على مصلحة الجماعة, الفكرة اللتي طرحتها كان ممكن تحوريها وتعديلها ووضع اليات لها:

    تنتشر هذه الأيام آراء وأفكار متباينة عن الشكل القانوني المطلوب لتجمع الوحدة الوطنية فالبعض يقترح ان تكون جمعية سياسية والبعض يقترح جمعية تنمية والبعض ينادي بمجلس أعلى، ....... موضوع مصيري مثل الاتفاق على الشكل القانوني للتجمع الوطني ينبغي ان يكون لأعضاءه دور فاقترح مؤتمر للتجمع الوطني لكل من يريد الحضور كما هو دور الجمعيات العمومية في الشركات حيث تعقد للقرارات الاستراتيحية والمهمة. أرجوا من التجمع الوطني تبني فكرة المؤتمر فوائد أخرى للمؤتمر تجديد الحماس ولم الصف وحتى انتخاب قيادة التجمع حيث ان القيادة جاءت عفوية وفي ظروف طارئة . ويجب ان يصاحب المؤتمر تغطية إعلامية عالمية قوية ودعوة منظمات حقوقية وسياسية للحضور من خارج البحرين، حتى لا تكون جهودنا مجرد ردود أفعال بل يجب أخذ السبق والمبادرة فالبحرين بعد 14 فبراير لم ولن ترجع كما هي قبل 14 فبراير. ونتمنى من الله ان يهدي الجميع لتوحيد الكلمة وان تكون مصلحة البحرين فوق كل اعتبار. يقول تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏‏.‏ احمد عبدالله سلمان 09/06/2011

    ردحذف
  6. my link

    My homepage; jacksonville foreclosures
    Also visit my web page :: foreclosure homes

    ردحذف
  7. Check These Guys Out

    My site: seo for lawyers
    Feel free to visit my webpage seo for attorneys

    ردحذف
  8. Thank you for another informative website.
    The place else may just I get that kind of information written in such a perfect way?
    I have a mission that I'm just now operating on, and I've been on the glance out for such information.


    my page ... セイコー 時計

    ردحذف