الأربعاء، 6 يونيو 2012


ولكن الإماراتيين لا بواكي لهم


قد يستغرب البعض سبب عودتي للكتابة بعد هذا الانقطاع الذي طال بالرغم من الأحداث الكثيرة التي حدثت في البحرين والخليج وأحداث سوريا الدموية...إلا أن العنوان انتقل إلى الإمارات..ولكي أكون صريحاً مع قرائي الأعزاء..فإن أحداث البحرين لم يستجد فيها الكثير..فهي عبارة عن سيناريوهات مكررة وأحداث تعتمد على ما يجري في الخارج..وهي مرحلة انتظار العديد من الأمور..فأصبح السياسي المبتدأ قادر فيها على قراءة العديد من الأحداث..التي ملخصها أن البحرين تنتظر مع دول الخليج وتوجه عينها تجاه آخر مستجدات الاتحاد الخليجي وأسسه وقواعده..والعين الأخرى على ما يجري في سوريا والذي سينعكس بالضرورة على مجريات الأحداث في الخليج.

الثورة المزعومة التي قادها عصابات الصفوية بهتت واختفت وأصبحت مملة لأتباعها قبل رافضيها..بل إن وسائل الإعلام العالمية لفتت الأنظار عنها وتركتها بعد افتضاح العديد من الأمور..لذا نجد من يحاول إعادة إحياء الميت داخل وخارج البحرين كنبيل رجب أو حسن نصر اللات أو مقتدى الصدر..ولكن لا يدري هؤلاء أن ثورتهم قد انتهت بفشل ذريع..وافتضاح لا مثيل له لتاريخهم الأسود الذي ازداد سواداً.

نعود للعنوان الرئيس لهذه المقالة..وهو ما يجري في الإمارات..الدولة البوليسية الاستخباراتية الكبرى في دول الخليج..والتي تنفق المليارات تلو المليارات لتطوير أجهزتها الاستخباراتية التي تعد غولا ينتشر بين أهلها.. والتي أضحت مثالا يحتذى به في المنظومة الأمنية..ولكي أقطع الشكوك على المتصيدين في الماء العكر فأود أن أؤكد للجميع بأني لا أقصد الإساءة لحكام الإمارات أو شعبها..ولكني أتحدث عن شلة استخباراتية أمسكت الإمارات بقبضتها الحديدية وحرمت شعبها من أبسط الحريات العامة.

شعب الإمارات بطبيعته السمحة والكريمة والبسيطة ميال للتدين والالتزام..وهذا ما كان عليه سابقاً وإلى اليوم..وقد انتشرت الحركات الإسلامية بكثرة في الإمارات وخاصة فيما يسمى اليوم (حركة الإصلاح) والسلفيون كذلك..وكان نشاطهم مميزاً جداً من فترة الثمانينات..وكانت علاقة الإصلاحيين بالسلطة الحاكمة هناك علاقة قوية وترابط كبير..وكان هناك دعم كبير يقدم لتلك الحركات..إلا أنه وفي بداية التسعينات حدث أمر غَيَّر مجريات الأحداث..ألا وهو زيارة الرئيس المخلوع المسجون حالياً محمد حسني مبارك للإمارات..فقد زارها مع وفد من كبار أجهزته الاستخباراتية.. والتقى مع قادة الدولة واستخباراتها لينفخ نافخ الكير ويكذب ويدلس ضد هؤلاء المسالمين ويصور الأمر على أنهم شلة تريد أن تنقض على الحكم..وزين لهم عمله في مصر من سجن وتشريد لأصحاب الفكر الإسلامي..وما كان من بعض قادة الإمارات وأجهزتها إلا أن طلبت الاستعانة بأجهزة الاستخبارات المصرية (التي تمكث إلى اليوم هناك) لتعيث فيها خرابا.

وبعد تلك الزيارة تغيرت الأوضاع وانقلبت رأساً على عقب..فبدأت حملات اعتقالات وتشهير وسجن لجميع من ينتمي لحركة الإصلاح في الإمارات..فسجن عدد كبير.. وضغط على عدد أكبر لترك تلك الحركة وكتابة تعهدات بعدم العودة إليها..وتم فصل المئات من الموظفين من أعمالهم..وحرمان العديد منهم من الترقيات أو إحالتهم للتقاعد الإجباري..ولم تكتف الاستخبارات بهذا الأمر..بل لاحقت الخطباء والأئمة..وأجبرتهم على تلاوة ورقة تُرسل أسبوعيا من وزارة
الأوقاف ليتلوها الشيخ في خطبة الجمعة..ومنعت مكبرات الصوت في الأذان والصلوات (خصوصا في إمارة دبي)..ولوحق الأئمة النشطاء..وأغلقت مراكز تحفيظ القرآن الكريم..والعديد من المراكز الشبابية الهادفة...ومنع العديد من الدعاة دخول الإمارات وعلى رأسهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.يوسف القرضاوي ود.محمد العوضي وغيرهم كثر..



جانب من الحفل الماجن الذي أساءت فيه التافهة للإمارتيين!
بينما تم فتح وترخيص إنشاء الفنادق والبارات والخمارات بشكل أكثر من سهل..وتوالت الحفلات الماجنة والخليعة هناك وآخرها ما جرى قبل أيام في حفلة مادونا التي بدأت حفلها بتوجيه الشتم لـ 25 ألف بقولتها (أبناء العاهرة)..ورفعت صليباً كبيراً في الحفل..وامتلأ رقصاتها بالإيحاءات الجنسية المقززة.. وحدثت الكثير من الأمور التي لا تحدث حتى في كثير من الدول الإباحية..بل منح العديد من الإسرائيلين الصهاينة تأشيرات الدخول للإمارات في أوقات قياسية (لم تتعد يوماً واحدا) ومنحوا امتيازات كبيرة ضمن بند (الشخصيات الكبيرة).


واستمر هذا الوضع ما بين مد وجزر..إلى أن تحركت مياهه الراكدة مرة أخرى إبان الثورات العربية وصعود التيار الإسلامي..فخافت العصابة الإستخباراتية في الإمارات من امتداد رياح التغيير إليها..فبدأت بتصعيد الوضع عن طريق جلادها المتعنتر (ضاحي خلفان) الذي بدأ سلسلة افتراءاته كتلميذ للمسجون مبارك باتهام الحركات الإسلامية بأنها لا تريد استمرار حكم شيوخ الخليج وأن ولاؤهم لغيرهم..وأن تلك الحركات تشكل خطراً كبيرا على استقرار دول الخليج..بل وصل به الغرور والكبرياء إلى الإساءة للعلماء وعلى رأسهم الشيخ د.يوسف القرضاوي وطلب القبض عليه.

ومما زاد اشتعال الوضع..قيام ثلة من الدعاة والعلماء والمفكرين المتميزين وعددهم سبعة وهم: د. على الحمادي.. فضيلة الشيخ محمد عبد الرازق الصديق.. د. شاهين الحوسني.. حسين الجابري..حسن الجابري.. إبراهيم المرزوقي..أحمد غيث السويدي..بأن وقعوا على عريضة إصلاحية وجهوها لحاكم الإمارات يطالبونه بإصلاحات تشريعية..وانتخابات صحيحة للمجلس الوطنى.. وأن يؤدى دوره بصلاحيات كاملة دون تدخل من أحد.. أو منع لأحد..فما كان من جهاز الاستخبارات هناك إلا أن عاقب هؤلاء –فقط لأنهم دعوا للإصلاح- بأن سحبت جنسياتهم التي نالوها منذ القدم.. وتم اتهامهم بالخيانة والعمالة..وأجبروا على توقيع ورقة يقرون فيها بذنوبهم.. وبيان يلزمهم بالحصول على جنسية أخرى في غضون أسبوعين..فرفض هؤلاء التوقيع عليها بالطبع..لذا تم سجنهم ورفضت المحكمة أي استئناف بحقهم..وتم نقلهم لمركز احتجاز بوصفهم مهاجرين غير شرعيين.. ولم يكتف جهاز الاستخبارات المتغول هناك بهذا الأمر..بل صعد الوضع وواصل اعتقالاته للعديد من الإصلاحيين..حتى طالت أحد أبناء العائلة الحاكمة في إمارة رأس الخيمة ورئيس جمعية دعوة الإصلاح الشيخ سلطان بن كايد القاسمي وسط ذهول عائلته التي تفاجئة بقوات من الأمن تقتحم منزله وتقوم بتفتيشه قبل اقتياده إلى مكان اعتقاله..ثم احتجز الشيخ القاسمي في إحدى الغرف المغلقة في قصر إمارة رأس الخيمة.

كن أتمنى أن تفطن الإمارات لما يدور حولها..وأن تعتبر مما يجري..ولكن الجهاز الاستخباراتي المتغطرس هناك لم يمنح حكامها فرصة للتفكير..بل نفخ في آذانهم الكذب والافتراء..وإننا نتمنى أن تنصلح حال أخواننا في الإمارات..وأن يهدي حكامهم للصلاح والإصلاح.

الثلاثاء، 10 يناير 2012

ما مشكلة أهل السنة في البحرين؟


منذ أحداث 14 فبراير..ونحن نحلل في الأحداث ونذكر العديد من الحقائق والأحداث.. بداية من التحركات الطائفية لحركة 14 فبراير..مروراً بحالة السلامة الوطنية وما أتبعها من أحداث..وانتهاءً بتقرير بسيوني..وها نحن ندخل مرحلة جديدة الله أعلم بنهايتها.. ولست في هذا المقال بصدد سرد ما جرى أو تحليله.. فقد حللنا وسردنا وبينا من الحقائق بما فيه الكفاية..كما إني لا أرغب في (تفصيص) الأسباب التفصيلية لهذه الأزمة الطاحنة لأننا أسهبنا في تعرية وفضح أصحابها في السابق..وقد عرف الجميع من المخطأ..سواء من جهة النظام أم من تسمي نفسها معارضة ممثلة في الوفاق وأذنابها من أتباع حزب اللات.

غير أني أحببت أن أنحى منحاً آخراً بعد الانقطاع الطويل عن كتابة مقالاتي..وهو اللجوء لإعداد وتنظير الحلول وتحليلها..لأنه البكاء على اللبن المسكوب لا ينفع الآن..فما حدث قد حدث ولله في تقديره شؤون..لهذا أحببت أن أركز في سلسلة مقالاتي التالية حول تأطير الحلول التي نراها قد تسهم في نهضة أهل السنة في البحرين ليكونوا طرفا فاعلاً في المعادلة السياسية في البحرين بعد الصدمات تلو الصدمات التي أصابت هذه الطائفة المهمشة والمغلوب على أمرها.

ولكن قبل التطرق للحلول..علينا أن نحدد أسباب المشكلة الرئيسية (دون إسهاب أو تفصيل-ومن شاء معرفة التفاصيل فليرجع لمقالاتي السابقة).. لأننا نريد أن نضع أيدينا على الجرح الذي سبب القروح الأخرى.. والمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه..لهذا أجرينا استطلاع للرأي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) شارك فيه حوالي 124 شخصاً من مختلف الأعمار والفئات ومن الجنسين وجلهم من أهل السنة..وكان السؤال المطروح هو (من يتحمل السبب الرئيسي في تخلف أهل السنة؟) وأقصد التخلف بمجمله على الصعيد السياسي والتفرق والتشتت وغيرها.. وكانت الخيارات المطروحة في التصويت هي: 1.الحكومة 2. الشيعة  3. أهل السنة أنفسهم.. وقد جاءت النتيجة كالتالي:

·        اتهم 37 شخصاً الحكومة كسبب رئيسي لتخلف وتراجع أهل السنة بنسبة 29.8%.
·        اتهم شخصان فقط الشيعة كمسبب لتراجع أهل السنة بنسبة 1.6%.
·        اتهم 85 شخصاً أهل السنة أنفسهم بنسبة= 68.5%.

وهذه النسبة أظنها متوافقة مع غالبية شعب البحريني لو وسعنا شريحة التصويت..وهي تعكس الواقع بدرجة كبيرة..ولن أحيد عن ما ذكره المصوتون..بل إن نتيجة التصويت هي ما تعكس وبدرجة كبيرة ما حدث سابقاً.. وتعكس رأي صاحب المقال أيضا..وتنسجم بنسبة كبيرة كذلك مع الواقع الحالي..فأهل السنة أنفسهم هم من يتحمل مسؤولية تراجعهم وتقدم غيرهم عنهم بتفككهم وتفرقهم أولا..ثم بسكوتهم وصمتهم ثانيا ثم بغفلتهم وإهمالهم للواقع الذي يعيشون فيه ثالثا..لذلك هم من يتحل نسبة تخلفهم بنسبة الثلثين أو 70% من أسباب تخلفهم..أما النسبة المتبقية والتي تشكل الثلث المتبقي فهي دور النظام في هذه المشاكل التي ألمت بأهل السنة.. لهذا لا نستطيع أن نغفل الدور الحكومي (الخبيث) منذ السبعينات تحديداً إلى الوقت الحالي الذي عمدت فيه الدولة ممثلة في كبار مسئوليها في تعمد تهميش أهل السنة والخوف من ثوراتهم التي كانت هي الطاغية آن ذلك..وإطفاء نور أي رمز سني يسطع في أوساط الشعب مما أدخلنا في دوامة صراع القيادات وضعفها.. كما لا ننكر دور النظام في تمكين الشيعة من (احتلال) كبريات الشركات الحيوية في البلد حتى باتت تلك الشركات صفوية حتى النخاع..إضافة إلى التساهل المتعمد ضد ما يرتكبه أذناب حزب اللات منذ أكثر من عقد من الآن..علاوة على الفساد الإداري والمالي الذي بات ينخر في أجهزة الدولة حتى نهبت جل الأراضي وضاعت الملايين دون وجود تحرك جدي ورغبة في إجراء إصلاحات جذرية وحقيقية في مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة السياسية والاقتصادية.. هذا إن نظرنا للأسباب المادية والدنيوية لما جرى..ولا نستطيع أن نغفل بالتأكيد الأسباب المعنوية المرتبطة بالدين كانتشار الفساد والفجور والكفر بنعم الله تعالى لتتحقق النتيجة المعروفة وهي زوال الأمن وضرب الفقر.. التي جاءت في قوله تعالى ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)).. فهي سنن ونواميس إلهية معروفة يبتلي الله البلد حتى يعودوا لدينهم.

وعلاج الأسباب الأخروية أو المعنوية معروف..فهو يتحقق بإرادة فردية من كل فرد لإصلاح نفسه..ثم ينتقل للنظام الذي عليه صد تلك المنكرات من ظلم وسوء توزيع للثروات ونهب لخيرات البلد على المستوى الاقتصادي..وفساد أخلاقي وفجور على المستوى السياحي..وغيرها من الأمور..أما حول الأسباب المادية أو الدنيوية فهي ما نريد التركيز عليه في مقالاتنا اللاحقة بإذن الله.

ونستطيع بعد هذا أن نقول بأننا قد وضعنا يدنا على الجرح..وعرفنا موطن الخلل وحللناه..وتبقى لدينا الآن مسؤولية كبرى تتمثل في علاجه ووضع المصل الواقي لعدم تكراره..وسنبدأ بالسبب الرئيسي..وهم أهل السنة الذين يتحملون هم مسئولية ما جرى لهم بالدرجة الأولى.. وللتعرف أكثر على مكامن الخلل المتعلقة بأهل السنة طرحنا سؤالاً آخراً على المغردين في التويتر حول أهم المشكلات التي يعاني منها أهل السنة شارك فيه ما يقارب العدد السابق.. وكانت الأسباب التي ذكرها المغردون هي كالتالي (ترتيب المشاكل حسب الأغلبية):

1.     الفرقة والتفكك.
2.     عدم وجود القائد (المرجعية).
3.     السكوت والتطبيل والمولاة الزائدة.
4.     التهميش الحكومي لأهل السنة.
5.     الدخل المتدني.
6.     ضعف التحصيل العلمي والوعي السياسي.
7.     الغفلة.

وهي مشكلات وأسباب تعكس كذلك وبدرجة كبيرة الواقع الذي يعيشه أهل السنة في البحرين..فمشاكلهم أكثر من أن تعد..وهمومهم أكبر من تحصى..وحالهم لا يعلمها إلا الله وحده..والمشكلات التي ذكرها الأخوة المغردين قد لامست الواقع..وضبطت البوصلة..وحددت الجروح.. والترتيب المذكور هو الصحيح بنسبة كبيرة أيضاً..غير أننا سنقسم ونرتب ونحدد هذه الأسباب والمشاكل بصورة أكبر وأكثر تنظيماً حتى نستطيع أن نحلل ونحل كل مشكلة على حدة..بالإضافة لرغبتها في أن نستوعب أهم المشاكل لضمها داخل سلة المشكلات الموجودة.

وفي ظني بأن مشاكل أهل السنة وأسباب تخلفهم تعود لأسباب رئيسية وأخرى فرعية.. سميتها بثلاثية التخلف التي يتفرع منها ثلاثيات أخرى..نكتفي بسردها اليوم على هيئة نقاط... ونؤجل معالجتها للمقالات التالية بإذن الله.
أولا: ثلاثية الهوية
وهي المشكلات الجذرية التي يعاني منها أهل السنة..والتي تراكمت على مدى الزمن وكان لها الدور الأكبر في تراجعهم وتخلفهم على جميع الأصعدة..والتي لها هي الأخرى أسباب جعلتها تطفوا على السطح.. وهي المشاكل التي إن نجح أهل السنة في حلحلتها..ستتحرك المشكلات الأخرى الأقل تعقيداً.. وهي على ثلاث صور:

المشكلة
النتيجة
افتقاد القضية
ضعف مستوى أهل السنة العلمي والثقافي
افتقاد المرجعية
تشتت وضياع
افتقاد التنظيم
تفكك وفرقة ثم تخلف

وهناك مشكلات أخرى تعتبر تبعاً لهذه المشاكل..وهي:

ثانيا: ثلاثية الخوف
وهي ثلاثية نشأت تبعاً لثلاثية الهوية..وهي مفاهيم وأفكار نشأ وتربى عليها شبابنا ورضي بها..وأصبحت جزءً من تربيته وصفاته..وترتبط ببعض الأفكار والرؤى والمفاهيم التي يجب أن تتغير..وهي:
المشكلة
النتيجة
الخوف والسكوت والرضا بالواقع المر
مزيداً من الظلم
الموالاة الزائدة وافتقاد فقه المعارضة
فئة مضمونة لا تحتاج لإرضاء
الغفلة والإهمال                         
تقدم الآخرين

وهناك ثلاثية أخرى مرتبطة بالمشاكل المرتبطة بسلطة ونظام الدولة ودوره في تخلف أهل السنة..وقد ساهمت هذه الثلاثية في زيادة تخلف وتراجع أهل السنة من جميع النواحي.. وأسهمت (قصداً وبدون قصد) في تفكك وضعف أهل السنة....وهي:

ثالثا: ثلاثية المظالم

المشكلة
المظاهر
النتيجة
السياسة الإقصائية
التهميش +تفكيك القوى السنية                          
إحباط ويأس
السياسة الإرضائية
إرضاء الآخرين لحساب مصالح فئوية وشخصية                 
غضب شعبي
السياسة الاقتصادية
الفساد+سوء توزيع الثروات+مستوى دخل متدني+ملف إسكاني بطيء 
مزيداً من التعب والجهد الضائع

كما إننا لا نستطيع إغفال الوضع الإقليمي والدولي والعالمي الذي يحيط بنا..والذي ترتبط به أحداث البحرين ارتباطاً وثيقاً جدا كونها تشكل خطاً نفطياً معتبراً يمر في مياهها الإقليمية 35% من نفط العالم.. وهي التي أسميتها بثلاثية الوضع الإقليمي..وهي:

رابعا: ثلاثية الوضع الإقليمي
المشكلة
النتيجة
المشروع الإيراني                    
تغول واختراق
التعصب الطائفي الشيعي            
خلل طائفي وبنيوي
اختفاء المشروع السني المضاد     
تراجع

وفي ظني بأن مشاكل السنة لا تخرج مما ذكرناه..وهي مشاكل يعلمها الكثيرين..وبحاجة لجهد وعمل مضنٍ لعلاجها..ونحمد الله أن هناك إرهاصات إقليمية وعربية قد تساعد في حلحلة هذه المشاكل..كما نحمد الله على ظهور جيل من الشباب البحريني المخلص الذي يأبى بالذل والهوان والتخلف والتراجع..لهذا خرج هذا الجيل في الفاتح ليصدح بالحق ضد من يحاول العبث بأمن الوطن..وضد من أفسد فيه.. وهو من نعلق عليه الأمل في الوقت الحالي وفي المستقبل القريب ليتحقق التغيير المنشود الذي يحتاج لتخطيط وتنظيم وأمور كثيرة سنتحدث عنها في المقالات التالية بإذن الله تعالى.


رســـــــــائل مـــــــهـــــمـــــــــــــة

 
للأسف نقَلَنا البعض لأحلام وردية وأوهام خفية لمرحلة ما بعد تقرير بسيوني..فصور لنا أن البحرين ستصبح جنة وسيقضى على الفتن و .. و.. و .. والآن تبين بأن هذا كله خدعة وسراب..وأن انتظارنا لتقرير بسيوني كان لصالح حماية أشخاص محددين من الإدانة..وهذا ما حصل.. بينما بقي الوضع الأمني والإصلاحي على ما هو عليه.. وهي بالتأكيد سيزيد من الشحن النفسي السني في المرحلة القادمة.

·        تجمع صحوة الفاتح


كم سررت عندما أبى شباب البحرين الأوفياء التهميش ورفضوا السياسات الحكومية الغريبة.. والتنازلات المريبة من الدولة لما يجري اليوم..لقد خرج شباب الصحوة اليوم ليعلنوها قوية أمام الملأ بأن البحرين قوية بشبابها..وشبابها موجودون يأبون الذل والخنوع.. نعم إننا نحتاج لمن يضغط على الدولة باستمرار..نحتاج لفئات لا تهدأ إلا بتحقيق أهدافها الخادمة للوطن.. ونلوم من سكت وخنع ونلوم من يدافع من الدولة ويتذرع باتفاقياتها الدولية التي أصبحت طعماً جديداً تلقيه الدولة وطبالتها لنا لنبتلعه ونسكت عن التنازلات التي تقض مضاجعنا يوماً بعد يوم...نحن نعلم بأن هناك ضغوط كبيرة على الدولة..ونعلم بأن هناك أطرافاً إقليمية تتدخل في أوضاعنا..لكن هذا لا يعني التسليم بكل شيء..والتلاعب بالأرواح والأمن على حساب الكرسي والبقاء في السلطة..فإن كانت الدولة تريد حلحلة الأوضاع فلتحل المشاكل الأمنية أولا..ولتحرك الملفات الإقتصادية ولتزد الرواتب ولتبن بيوت الإسكان بأعداد كبيرة وأحجام معقولة..ولتعد الأراضي المنهوبة ولتقض على الفساد كعربون لحسن نواياها تجاه شعبها.

إن أمام هذا التجمع الصحوي الشبابي والمتحمس تحديات كبيرة..حيث إن هذا التجمع تجمع شبابي مستقل حديث النشأة يفتقد للخبرات المتراكمة التي تغذيه ويحتاج للاستمرارية والحماس لكي يقف على قدميه وينهض..أضف إلى ذلك وجود أعداء كثر ظهروا منذ تجمعهم في الفاتح..علاوة على عدم رغبة الحكومة في تشكل مثل هذا التجمع الذي يعارض تحركاتها علناً.. وأبشر أفراد هذا التجمع بأن النظام يراقب تحركاتهم ويحاول إسكاتها كدليل على قوة التحرك.


·        نقض حكم الإعدام

وتستمر تنازلات الدولة تجاه من خرب ودمر البلد.. فهي سلسلة لا تنتهي ولن تنتهي..فالأمر كان متوقعاً..وقد قلناها سابقا..سيلغى حكم الإعدام..وسيحول للمؤبد الذي يصل في أكثره إلى (18 سنة فقط)..ثم سيصدر عفو ملكي خلال بضعة سنين.. فها هي محكمة التمييز تنقض الإعدام وترجع الدعوى لمحكمة الاستئناف العليا في معركة حرق أعصاب تمارسها الدولة لإعطاء أكبر فترة ممكنة أملا في فتور أهل السنة وامتصاص غضبهم.. وهذا هو قضاؤنا وللأسف..قضاء مسيس..يتدخل فيه من يشاء..فإن كان بسيوني نفسه ذكر في توصياته (تخفيف أحكام الإعدام) رغم أن هذا ليس من شأنه وليس من حقه.. فلا نستغرب من أن تتدخل أطراف أخرى في الأحكام.. وأولها القيادة.. لهذا نعلنها بأن قضائنا وللأسف أصبح قضاءً(غير مستقل).

د.حسن الشيخي
10 يناير 2012
الإيميل
المدونة
تويتر
@hasanshiakhi

·        الخديعة الكبرى (تقرير بسيوني)