الجمعة، 13 مايو 2011

بابكو.. بركان على جزيرة البحرين

اقتبست العنوان المذكور من كتاب للكاتب أحمد فهمي بعنوان "البحرين..بركان على جزيرة"..الذي بين فيه أوضاع البحرين التي تغلي لكونها قريبة من إيران في ظل وجود طائفة شيعية ليست بالقليلة.. ولكني لن أتحدث عن البحرين حالياً بقدر ما سأتحدث عن بركان يغلي داخل جزيرة البحرين نفسها..وأقصد بهذا البركان شركة بابكو الطائفية.



بابكو تلك الشركة التي تأسست لدعم اقتصاد البحرين بنسبة 80% تقريباً من النفط... هذه الشركة بدأت منذ الثمانينات بالتحول لمنحى طائفي بغيظ..سيطر عليها طغمة فاسدة مجرمة..بدأت تنخر شيئاً فشيئاً في جسد الشركة..فقد بدأ المخطط بتعيين مجلس إدارة غالبيته من الشيعة (العجم) وقلة من السنة (زملائهم)..ثم بدأت هذه الزمرة بتغيير التركيبة الديمغرافية للشركة لتتحول تدريجياً لشركة شيعية بامتياز بنسبة 75% اليوم.



من المعلوم بأن الخطة الخمسينية لنشر الثورة الإيرانية نصت على أنه للحصول على مقدرات الدول لابد من السيطرة على ثالوث مهم: وهو السلطة عن طريق السلاح..والعلم (وزارة التربية)..والاقتصاد(بابكو وكل شركة تدعم اقتصاد البحرين).. فحينما رأت العصابة الصفوية ما تحتويه هذه الشركة من ذهب أسود.. وما تشكله من دخل فريد وكبير للبحرين.. سعت بكامل قدها وقديدها للسيطرة عليها تحقيقاً لهذا المخطط... فبدأت في مضايقة العديد من الموظفين السنة.. وتم تعيين الشيعة في مناصب حساسة ومهمة...وتمت ترقية بعضهم لدرجات عليا في فترات قياسية.. وتم ابتعاث العديد من الطلبة على حساب الشركة من أبناء الموظفين (الشيعة بالطبع) للخارج.. ولا يتم التعامل مع أي شركة صيانة أو تنظيفات أو حراسة أو أو أو .. إلا إذا كان مالك الشركة من أحد عوائل كبار المدراء في الشركة.. أضف إلى ذلك وجود العديد من علاقات القرابة بين الموظفين في نفس الدوائر..بل هناك أزواج يعملون معاً.. وكلهم من الشيعة..أضف إلى ذلك العلاقات الاقتصادية والأخلاقية المشبوهة للعديد من قياديهم مع بعضهم البعض.. وكل هذا طبعاً يأتي في ظل دعم المارد الإيراني لقياديي الشركة بطريق غير مباشر.. حيث تعلم إيران بما يجري أولاً بأول داخل الشركة من خلال المراسلات العديدة من قادة بابكو لها.



الفضائح عديدة في الشركة..وقد قرأنا بعضها..ولا يزال عدد كبير منها لم يذكر بعد.. فبابكو هي من تسببت (عمداً) بانقطاع التيار الكهربائي في يوم الاثنين الأسود قبل أعوام عن طريق ضخ شحنات كهربائية لتنقطع الكهرباء عن كامل البحرين ليتم تهريب أكبر كمية من الأسلحة والمتفجرات براً وبحراً ليؤكد التعاون الكبير بين قيادة بابكو وبين قياديي الخطة الصفوية داخل وخارج البحرين.. وعندما تمت معرفة المتسبب وهي بابكو تم إغلاق الملف وإنهاء التحقيق دون البحث في العمق بعد تدخل مسئولين كبار من الدولة لهم علاقة بموظفي بابكو.



بابكو هي من قام موظفوها بصنع السيوف الحديدية داخل معامل الشركة ونقلها بسيارات إسعاف الشركة للجامعة وللدوار ولمستشفى السلمانية.. إدارة بابكو هي من سمحت للموظفين بالانضمام للدوار وقامت بالتغطية على غيابهم.. بابكو هي من كادت أن توقع شعب البحرين في مأزق كبير عن طريق إيقاف ضخ الوقود في الشركة..وقد صرح النائب العمادي الذي فضح الكثير من تجاوزات الشركة بأنه لو استمر هذا العصيان 3 أيام أخرى لانقطع الغاز والبترول عن البحرين..



بابكو هي من افتضح فيها أمر حادثة الاغتصاب (وهناك روايات تسرد حوادث اغتصاب عديدة) داخل عيادة الشركة من قبل أطباء وممرضين فقدوا كل معاني الإنسانية.. وكالعادة تم التكتم على هذه الحوادث وتم تهديد الضحايا بالفضيحة أو الإقالة إن تحدثوا حول الموضوع كما تم التكتم على عشرات بل مئات القضايا ضد الشركة ...وفي الشركة نفسها ترك رجال الأمن مواقعهم عمداً وتركوا أكثر أجهزة الدولة حساسية دون حراسة أو رعاية.. وتأتي الفاجعة الكبرى قيام مسئولي بابكو بترقية بعض كبار المدراء المحرضين ضد النظام..ولم يتم تكريم الموظفين الشرفاء الذين آثروا البقاء في الشركة لخدمة البحرين.



ثم يأتي الأمر الأدهى والأمر .. وهو وزير الطاقة الفاسد الكبير عبد الحسين ميرزا..هذا الوزير المتواطئ مع المجرمين..بل لعله هو من كان يقود تلك المؤامرة..وقد ظل يتستر طوال تلك الفترة على ما كان يجري في شركته الفاسدة..بل ظل يكافح للدفاع عنها..وها هو بالأمس القريب ينشر إعلاناً مدفوع الأجر (على حساب الوزارة طبعاً وأموال الدولة) لجميع جرائد البحرين لنشر بنود دفاعه على الشركة وبياناتها المالية المخجلة.. وهو من كان يكذب ويضلل المعلومات ويخفيها أثناء الأزمة.



إن أردت أن تعرف معاني الطائفية البغيضة اذهب إلى بابكو واسأل الموظفين السنة المساكين.. لقد فوجئنا بأن لجنة التحقيق النيابية حينما ذهبت إلى الشركة تم طردها وحدثت مشادات عدة هناك..وتم إخفاء العديد من الموظفين في حمامات الشركة والغرف المغلقة حتى لا يفتضح أمرهم..لقد حاول العديد من الشرفاء سابقاً الحيلولة دون وقوع هذه الأمور والقضاء على الفساد المستشري في الشركة لكن دون جدوى.



ونقولها بكل مرارة بأن ما كان يحصل ولا يزال يحصل تحت عين ومسمع القيادة والحكومة دون أن تحرك ساكناً..فأغلب قياديي الشركة من زملاء سمو ولي العهد..لذا لا يمكن لأي أحد أن يمسهم سوء...لهذا ننادي اليوم بضرورة استئصال هذه الزمرة الفاسدة وفضح جميع المجرمين هناك بأسمائهم.. ومحاكمتهم بأثر رجعي على جرائمهم المخزية..وذلك بأسرع وقت ممكن.



أيهما أفضل للتجمع..أن يتحول لجمعية سياسية أم لا

ربما سمع بعضهم حول رغبة بعض قيادات تجمع الوحدة الوطنية التحول لحزب سياسي مستقل.. وهي دعوة صدرت من قبلهم بعد أن رأوا قوة التجمع والتفاف الناس حوله..وفي رأيي المتواضع بأن هذا الأمر لو حدث فهو يعني القضاء على هذا التجمع سياسياً..لعدة أسباب..منها:



1. عدم وجود الدراسة الكافية لهذه الخطوة.. واستعجال قطف ثمرتها بناء على الحماس الزائد والنظر القاصر للإلتفاف الجماهيري الكبير حول التجمع.

2. من المعروف بأن في الهيئة التأسيسية للتجمع جمعيات سياسية متعددة..وأطياف متشعبة.. واختلاف كبير في المستويات والشعبية الجماهيرية لكل جمعية على حدة..فكيف سيتم حل هذه المشكلة؟..خصوصاً مع وجود أشخاص بدئوا وللأسف منذ الوهلة الأولى في التسلق على ظهر التجمع.. بينما سخَّر آخرون كل قدراتهم لتهميش الجمعيات السياسية الإسلامية (الأصالة والمنبر) رغبة في تحييدها والتقليل من جماهيريتها وتذويبها ومساواتها بالجمعيات الأخرى.. وهي قنبلة موقوتة نرجو الحذر منها في الوقت الحالي..وهناك العديد من الأسئلة التي ستوجه لسياسات التجمع إن قام بهذه الخطوة..ومنها: كيف سيتم التعامل مع الانتخابات التشريعية القادمة؟..وكيف سيتم توزيع الدوائر على الأعضاء والجمعيات السياسية؟.. وهل سيتم مراعاة حجم شارع كل جمعية على حدة؟ وما هي صلاحياته السياسية؟ وهل ستبقى الجمعيات الأخرى المنضوية في ظل هذا التجمع أم سيتم تذويبها؟

إن تجمع الوحدة الوطنية ظهر من أجل توحيد النظرة السنية ضد أذناب إيران وضد من يسعى للفتنة في البلد.. ومطلوب منه في الوقت الحالي أمور عدة أهمها استكمال ما بدء به وخصوصاً المطالب المعيشية والإصلاحية التي قدمها.. لهذا أرى بأن التجمع سيقحم نفسه في وضع لا حاجة له فيه.. وهي خطوة لا ينبغي الدخول فيها كونها إسراف سياسي.. إلا أنه يمكن أن يقتصر دور التجمع على كونه مرجعية يحتكم إليها عند الخلاف بين الجمعيات السياسية المنضوية تحته دون إقحام نفسه في هذه الأمور.



إنهاء حالة السلامة الوطنية

سنودع بعد أيام قلائل حالة السلامة الوطنية التي أدخلت السرور على قلب كل مواطن صالح في البحرين.. وقد بالغ البعض وللأسف في تحليلاته حول هذا الأمر من قائل بأنها مؤامرة مشتركة بين الحكومة والوفاق.. ومن قائل بأنها تدخل ضمن التنازلات الحكومية.. ومن قائل بأن هذا يعني وقف تطبيق القانون الذي بدء بهدم المباني غير المرخصة..الخ.. وفي ظني بأن إنهاء حالة السلامة الوطنية جاء لعدة أسباب:

1. إرسال رسالة حسن نية القيادة تجاه الجمعيات المعارضة وعلى رأسها الوفاق.. خصوصاً بعد زيارة قيادات الوفاق كعلي سلمان والمرزوق للقيادة عند تقديم التعزية وبعدها.. وهذا إن كان تنازلاً.. إلا أننا لا يمكن الحكم عليه إلا بعدما نعرف ما الذي سيحدث، وإرسال رسائل أخرى للعالم الخارجي بأن البحرين لا تريد القمع ولا يسعى إليه.

2. ممارسة القانون العادي وتطبيق الأمن بشكل دائم دون حاجة للسلامة الوطنية..وفي ظني سيتم تطبيق القانون وتكملة ما تم في الفترة السابقة من هدم المباني غير المرخصة لتأكيد الإجراءات الأمنية التي نفذت في ظل السلامة الوطنية.

3. إيصال رسالة داخلية وخارجية بأن إنهاء حالة السلامة الوطنية دليل على عودة الوضع الأمني للصورة المطلوبة والمرضية في وقت سريع..فلا داع لتمديد هذه الفترة.

أما عن الخشية من عودة الوضع للمربع الأول واستمرار التأزيم الأمني...ففي ظني أن هذا مستبعد جداً..فانسحاب الجيش لا يعني الفلتان الأمني..بل إن رجال الأمن والداخلية سيتواجدون في مداخل القرى ومخارجها..ولن يستطيع أهل الفتنة التقدم خطوة للأمام..ولا تلتفتوا لما يقولوه أهل الفتنة لأنهم جبناء.. وقد عرفنا حجم قوتهم عند إخلاء الدوار في 20 دقيقة دون أية مقاومة منهم تذكر..وكل ما فعلوه هو إحراق خيمهم بأنفسهم.





اجتماع مجلس التعاون

شاهدنا ما تمخض عنه اجتماع مجلس التعاون الخليجي يوم الثلاثاء الماضي.. حيث خرج المجلس بقرارات عادية رتيبة باستثناء قرار واحد..وهو ضم الأردن والمغرب.. وقد خرجت النكات والتعليقات الفكاهية أكثر من التحليلات السياسية لهذا الأمر.. لذا سأركز على التحليل السياسي أكثر من الفكاهي:



1. في البداية كنا نتمنى أن تتحقق الوحدة الخليجية المتكاملة التي عجز هذا المجلس العقيم في تحقيقها منذ 30 عاماً.. فإلى الآن لم يتمتع المواطنون بعملة واحدة وجواز سفر واحد..فكيف نطمح لوحدة اقتصادية وسياسة خارجية ودفاع مشترك؟..كنا نتمنى من دول الخليج أن تبدأ إعلان إطلاق الكنفدرالية فوراً ودون شروط تأخر من ذلك..لكنهم نحو منحى بعيد...توقعنا واستبشرنا خيراً بعد انكشاف العدو الإيراني في المنطقة بأن دول الخليج ستتوحد أكثر.. وستطلق مشاريع عملية ضخمة لتوحد شعوبها..بينما اكتفت بالتنديد ضد التدخل الإيراني في البحرين ودول الخليج –على غرار تنديدها ضد إسرائيل- .. وكم أخشى على دول الخليج من المؤامرة القادمة التي قد تكون القاصمة.

2. انضمام مملكتا الأردن والمغرب لدول الخليج أمر محمود وجيد لو نظرنا إليه نظرة بعيدة المدى نحو ضم أكبر عدد ممكن من الدول العربية الشقيقة سعياً نحو تحقيق الوحدة المتكاملة بين المسلمين بشكل عام.. ولكن هناك العديد من الأسئلة المهمة..وهي حجم هذه العلاقة..وحجم التعاون مع المملكتين..والفترة الزمنية لبداية هذا التعاون..الخ.. وحول الأردن..فهي لا يمكن إغفال موقعها الواقع بين دول أغلبها تعاني قلاقل.. فهي البوابة الغربية للخليج العربي ولها حدود ضخمة مشتركة مع السعودية..وهي الرابط بينها وبين دول الشام.. لذا نرى بأن انضمامها سيشكل قوة إضافية لدول الخليج بشرط الاستفادة من مقدراتها مع دعم الأردن اقتصادياً.. كما نتمنى أن تكون هذه الخطوة بداية لخطوات أخرى لانضمام أكبر عدد ممكن من دول الجوار..كاليمن ومصر..وسوريا والعراق في المستقبل –إن صلحت أنظمة هاتين الدولتين.

د.حسن الشِّيَخي

12 مايو 2011

Hasan.shiakhi@hotmail.com

هناك 4 تعليقات:

  1. بارك الله فيك يا دكتور... أشكرك على كل المعلومات القيمة التي عرضتها في جميع مقالاتك السابقة

    ردحذف
  2. معلوماات قيمة تستحق النشر لا حرمنا الله من علمك وبارك الله فيك يا دكتور

    ردحذف
  3. الله يوفقك ويجزيك كل خير د حسن

    ردحذف
  4. نعمل على نقلها الى هنا
    http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?s=&daysprune=-1&f=94
    لتعم الفائده جزاك الله خيرا دحسن شيخي

    ردحذف