متفرقات جديدة

موضة الإضراب عن الطعام
بعد أن ضاقت بهم السبل.. وبعد أن أبدعوا وسائل متعددة للتعبير عن ثورتهم الميمونة..ها هم دعاة السلمية ينضمون إضراباً عن الطعام –ولم يقم به إلا أشخاص معدودين على أصابع اليد- ولأول مرة نسمع عن أشخاص أضربوا ليوم واحد فذهبوا للمستشفى من التعب..! ولعل هذه ألعوبة من ألاعيبهم السخيفة لكي يوهموا بها الرأي العام وما إلى ذلك..
وقد أصبحت دعواتهم مكشوفة جداً.. وما هي إلا لإلهاء أهل السنة والحكومة عما يقومون به من جهد كبير في تغيير الرأي العام من خلال وسائل الاتصال الحديثة.. فاليوم أعلنوا عن وقفة كبيرة يرسلوا خلالها اعتراضاتهم وتوسلاتهم للدول الغربية والمنظمات الحقوقية لكي تتبنى قضيتهم.. وكم نتمنى أن يتصدى الشباب السني لهؤلاء من خلال دعوة مضادة خصوصاً مع الزيارة التي ستقوم بها كاترين اشتون ممثلة الاتحاد الأوربي للبحرين وهي من أهم الشخصيات المؤثرة جداً.

التوحد الشيعي من أجل المؤامرة
من الأمور التي لفتت انتباهي خلال الأزمة الأخيرة مدى حجم توحد وتضامن الشيعة مع بعضهم وتغطية عورات كل منهم للآخر.. ففي المدارس كان المدرسون الشيعة يغطون ويتسترون على بعضهم البعض.. ويرسمون الخطط لكيفية الخروج من المدرسة للتوجه للدوار..بل كانوا ينصحون الطلبة الشيعة للتوجه لهناك ثم يتسترون عليهم.. والآن يدعون عدم تغيبهم أو عدم استطاعتهم للحضور بسبب الأوضاع الأمنية وهي الاسطوانة المشروخة ذاتها التي تتكرر في كل الشركات والمؤسسات.. ويوضح هذا الأمر حجم المؤامرة وأبعادها.. ومدى الثقة التي كان هؤلاء يتوشحون بها ليقينهم بزوال النظام.. لهذا نؤكد بأنه لا أمان من هؤلاء ولا عهد لهم وللأسف إلا بالمراقبة والحذر الدائم منهم.
وسردت شهادات لمجموعة من المدرسين العرب عن عدم تصديقهم لما يجري من الشيعة.. فبالأمس كانو كالسمن على العسل.. وأثناء الأزمة انقلبوا على أدبارهم وكأنهم أشخاص جدد لا نعرفهم ولا يعرفوننا.. لم نكن نتوقع أن يكون الشيعة على هذه الشاكلة من التقية والنفاق..

بدائل قانونية للكبائن المزالة
قرئنا ما صرحت بهذه وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف حول توفير البدائل القانونية للكبائن والمضيفات والمآتم والمساجد التي أزيلت.. وهذا التصريح في ظني خاطئ جداً.. لهذه الأسباب :
1. معنى توفير بدائل قانونية يعطي غطاء شرعي حول أن هذه الكبائن مشروعة من حيث ما كان يمارس فيها.. فلم يكن يمارس فيها أية أفعال مشينة.. ولم يكن فيها أسلحة أو تمارس فيها زيجات المتعة.. فنحن الحكومة سنوفر لكم كبائن قانونية لتمارسوا هذه الأفعال.. ولتفهم الوزارة بأن خلافنا ليس على قانونية البناء..بل على قانونية البغاء.

2. كم أرض وكم مبنى ستوفره الوزارة لهذه المنشئات الخبيثة؟.. فحسب قراءتنا فإن هناك عشرات إن لم يكن مئات الكبائن التي أزيلت.. منها ما أقيم على ملك خاص..فهي ملك مغصوب لا يجوز تعويضه وإلا فقد تم إعطاء غطاء له.. فهل يعقل أن توفر 100 أو 200 أرض لأمثال تلك المنشآت؟

3. كيف تُبنى لهم المآتم والمساجد ومآتمهم تزيد عن الحد وكفاية (أكثر من1200 مأتم ومسجد مرخص).. وهي ضعف مساجدنا.. إضافة إلى من هذه المآتم والمساجد (الضرار) خرَّجت تلك المجموعات الهمجية الحاقدة.. وهي التي فرَّخت تلك العقول التي تريد إزالة الحكم السني من البحرين.

لذا نرسل رسالة معارضة شديدة اللهجة لهذا التصرف من وزارة العدل حول هذا القرار المستغرب غير المبرر..ونطالبها بالرجوع عنه.. وإن كان لابد منه فيتم إعداد لجنة لدراسة الحاجة لإقامة تلك المآتم والمساجد لهم..وفي أماكن محددة فقط (غير مختلطة)....ودون تشغيل السماعات...وأن تتم مراقبة هذه المآتم والمساجد بشكل دوري من خلال كاميرات أو تقارير أو زيارات تفتيشية..

يكفيكم تباكي
يبدوا بأن الشيعة خلقوا للبكاء أو للتباكي فقد.. فكانوا يتباكون قبل الأزمة بأنهم مظلومون ومضطهدون ومحاربون وبأن الطائفية تنخر في البحرين.. والحكومة والقيادة يميلون للسنة.. وأثناء الأزمة تباكوا مرة أخرى على المجازر التي ارتكبت –بحد زعمهم- وعلى القتلى الذين سقطوا.. وعلى عدم توجه سيارات الإسعاف لهم وغيرها من الأكاذيب والأباطيل.. أما الآن فيتباكون على عدد من الأمور وأهمها فشل ثورتهم الطائفية.. وعلى ما حدث لهم.. وعلى ما يحدث لهم الآن من تطهير من الوظائف والفضائح التي ظهرت عليهم وهدم مآتمهم.. وأيضا نقلوا بواكيهم للخارج من أجل الحصول على غطاء الحماية لهم –بحد زعمهم- فوصلوا للعديد من الجهات الحقوقية الخارجية واستطاعوا التأثير فيها.

إن عقدة البكاء على المظلومية لن تزول عن أمثال هؤلاء لأنهم قوم مغضوب عليهم من الله سبحانه.. فهم أكذب القوم وأكثرهم نفاقاً.. فهم من جعلوا أنفسهم هكذا.. وهم من ظلموا أنفسهم.. فأذلهم الله ذلاً بدأ منذ دعوة سيدنا الحسين رضي الله عنه عليهم إلى اليوم..وسيستمر إلى يوم القيامة.. وهذا ما صنعت أيديهم وهذا خبزهم الذي خبزوه بطحينهم.. فاستحقوا الغبار الذي انتفض عنه.

جريدة الوطن والتهوين المتعمد
لابد من الاعتراف بأن الشيعة الأصوليون (أتباع ولاية الفقيه) المنتمين لحزب الدعوة هم يشكلون الغالبية العظمى من الشيعة (أكثر من 70%).. رغم أنهم كانوا أقلية..ولكن قوي نفوذهم بعد الثورة الإيرانية واستطاعوا تغيير نسب كبيرة من الشيعة الإخباريين وذوبوهم.. لهذا لا يمكن لأي شخص أو جهة تدعي أقلية هؤلاء..وهذا من الخطأ الكبير.. لأن حجم المظاهرات التي خرجت وحجم التأثير الذي ظهر منهم يستحيل عليه أن نقلل من أعدادهم..

لهذا.. أوجه رسالتي لجريدة الوطن التي تحاول اليوم أن تزين لقرائها بأن هؤلاء أقلية لا قوة لها.. وكأنها تناست ما حدث منهم..فجريدة الوطن وللأسف تريد أن تعود بنا للوراء وللمربع الأول..وتريد أن تنسينا ما حدث لنا..وما حدث للبحرين بسبب هؤلاء..وهي تريد من أهل السنة أن يعيدوا ثقتهم بغالبية الشيعة لأنهم مساكين ومهددون.. فاستضافت عدداً من مشايخهم وعدداً من مثقفيهم واستقبلت عدداً من كتابهم بعد الأزمة.. أليس لنا أن نتساءل أين كان هؤلاء وقت الأزمة؟ ولم لم يضطروا رأيهم علانية؟ ولماذا هذا التصرف من جريدة الوطن التي تريد الضحك على الذقون؟ وتريد من أهل السنة أن يكونوا بلهاء ودراويش ومتسامحون مع من أراد طعن ظهورهم وقتلهم والتنكيل بهم؟

لذا نرجو من جريدة الوطن.. التي نقر بشجاعتها ووطنيتها قبل وأثناء وبعد الأزمة.. ونقر بأنها كانت صداً حديدياً ضد هؤلاء المخربون.. نرجو منها عدم السير تجاه هذا الخط..وعدم ذر الرماد في عيون القراء المساكين.. كما أرجو ألا يُفهم من كلامي اتخاذ النهج العدائي تجاه كل الشيعة.. ولكنها دعوة للحذر والوعي واليقظة وأخذ الحيطة مما يحاك ضدنا من غالبيتهم.

طابور خامس بوجوه جديدة
ها هم الشيعة الصفويون عادوا مرة أخرى لسابق عهدهم وكأن أمر لم يكن.. ويا لحماقتهم وقلة حيائهم.. فأمثال الحلواجي الذي ألف الأشعار في حب الملك ثم خانه وهجاه بشعر.. وضياء الموسوي المتفنن بالنفاق وأعضاء الشورى وكثير منهم ذهبوا لقصر الملك وتشرفوا بالسلام عليه وابتسموا في وجهه وكأن ما حدث كان مسرحية وانتهت تفاصيلها وبدأ الملك بتكريمهم لأنهم كانوا أبطالها..
والله إنه لمنظر مقزز أن نرى الخونة المنافقين الذين فقدوا كل ذرات الوطنية يتصدرون صفوف الزائرين للملك ورئيس الوزراء.. ويتبادلون الضحكات والقهقهات والابتسامات معهم في رد فعل يعكس حجم تقيتهم..
والأمر الملاحظ هو ظهور وجوه شيعية جديدة في تلك الزيارات بدأت تصعد على السطح.. ولعل هؤلاء من الصفوف الاحتياطية الذين تم استدعائهم بعد احتراق الوجوه القديمة وافتضاحها.. فرأينا عمائم لم نكن نراها.. ووجدنا وجوه غبرة أخرى بدأت تقبل أيادي الملك لتتقرب إليه.. فمؤامرة 1982 كانت عسكرية بحتة من الشيرازيين.. ومؤامرة 1994 كانت شبه عسكرية اعتمدت التحريق والتخريب.. ومؤامرة 2011 اعتمدت التقية منهجاً والسيطرة على المؤسسات وسيلة.. ومؤامرة 2020 لا ندري ما هو شكلها واستراتيجيتها..فهم يستفيدون من الدروس ويأخذون العبر ويتلونون بحسب الظروف..بينما حكومتنا ومسئولينا لا يستوعبون وللأسف.. لهذا أقول:
1. يا جلالة الملك..تذكر بأن التاريخ يعيد نفسه..فلا تثق بمن خانك مرة..فيسخونك مرة أخرى.. واحذر من الوجوه الجديدة التي تسعى للصعود ..فهي مؤتمرة من الولي الفقيه للقيام بإكمال الدور الذي فشل به سلفهم... ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. فهم يوزعون أدوارهم.. ويغيرون عملائهم.. ويستبدلون خططهم.
2. يا وزراء ومسئولين البلد.. عليكم بتقليص الدور الشيعي في التوظيف والتعيين..وخصوصاً فيما يتعلق بالنسب الموجودة في وزاراتكم وبنوككم وشركاتكم.. وإلا فليس في كل مرة تسلم الجرة.


د.حسن الشِّيَخي
Hasan.shiakhi@hotmail.com
19 أبريل 2011