خرجت علينا المعارضة البحرينية (المتحضرة والسلمية) كما تطلق على نفسها بكلامها وهجومها الناري على حكومة البحرين وقوات الأمن التي وصفوها بأبشع الأوصاف من مرتزقة ومجنسين وحيوانات وعديمي الإنسانية وغيرها، ولا أدري من المجنس في هذا الوطن، فأنا أرى بأن مجنس الأمن يخاف على هذا الوطن أكثر من هؤلاء (مرتزقة إيران) الذين أتو بهم من محمرة العراق وإحساء وقطيف السعودية.
ونعود إلى عنوان المقال، وهو لماذا دخلت قوات الأمن دوار اللؤلؤة بعد السماح للمعتصمين من أهل الفتنة المكوث فيه؟ وما الذي جرى تحديداً:
جاء من مصادر موثوقة بأن قوات الأمن حينما تواجهت مع أهل الفتنة للمرة الأولى وأسفرت المواجهات عن مقتل شخصين من أهل الفتنة (الثلاثاء 15 فبراير)، وأسفرت هذه المواجهات عن احتقان أهل الفتنة ليحتلوا دوار اللؤلؤة وتدفق عليه الآلاف منهم (الأربعاء 16 فبراير) وانسحبت إثر ذلك قوات الأمن تاركة لهم حرية المكوث، وعقد بعدها اجتماع طارئ وسري بين ولي العهد الشيخ سلمان وممثل المعارضة علي سلمان لدراسة الوضع، وتم الاتفاق بينهما على التهدئة وسحب أهل الفتنة من الدوار نظير التزام الحكومة بالحوار مع المعارضة والنظر في مطالبها والعمل على تحقيقها، فذهب علي سلمان كعادته إلى مرجعيته كونه لا يملك قراره بيده وهو المدعو عيسى قاسم الذي قال بأنه سينظر في الموضوع، فقام قاسم كعادته بالاتصال بمرجعيات إيران الشيعية -كونه أيضا لا يملك رأيه بنفسه- التي رفضت هذا العرض لأنها رأت بأنها أمام فرضة ذهبية (لتفريس) البحرين وتحقيق نظام ولاية الفقيه فيها (والمكالمة تم تسجيلها من قبل المخابرات البحرينية)، وعليه بعدما أخلَّت المعارضة بوعودها صدر أمرٌ للقوات البحرينية بالهجوم على الخونة الموالين لإيران فجراً، فحدث ما حدث. وطبعاً خرج علينا سلمان يتباكى ويهدد ويزبد ويرعد كونه لا يريد إظهار ما جرى بلقائه مع ولي العهد، ولا يريد أن يبين للرأي العام بأن عيسى قاسم هو من أمر بذلك بناء على أوامر تلقاها من إيران. ونستغرب من يأتينا بعد ذلك من ينكر موالاتهم لإيران ويدعي أولئك حبهم للبحرين.
وكم كنت أتمنى من الحكومة أن تتحلى بالشجاعة لتسمع هذه المكالمة للملأ، ليبين الخبيث من الطيب وليفتضح كيد الكائدين الموالين لإيران.
شكراً أهالي دوار اللؤلؤة
نتقدم بجزيل الشكر بعد الله تعالى لأهل الفتنة في دوار اللؤلؤة على ما قدموه من خدمات جليلة لأهل السنة، فقد جمعوا أهل السنة بعدما كانو متفرقين، ووحدوهم بعدما كانوا متشرذمين، وألفو بينهم بعدما كانو متباغضين، وبعد أن فرقتهم الأندية والجمعيات والانتخابات ليجمعهم حب البحرين وحبهم لبعضهم في الله (لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم)، فشكرا لكم بأن وحدتم صفنا، وجمعتم جمعنا، وطهرتم قلوبنا في أول اجتماع رسمي لنا منذ السبعينيات يشمل كافة أطياف أهل السنة في أكبر تجمع في تاريخ البحرين في مكان واحد، هو ميدان الفاتح الذي سيسطر التاريخ وحدة أهل السنة فيه، ليتبين للجميع بأن الثورة والوحدة تنشأ من المساجد.
لقد اجتمع أهل السنة بعدما أدركوا (أخيرا) بأنه لا فائدة من تفرقهم، ولا عزة لهم إلا بتجمعهم تجاه جميع أعدائهم، لقد حفَّز الشباب أنفسهم وجيشوا أهلهم وأخبروا أصدقائهم ونظموا أنفسهم ونشروا أخبار التجمع في جميع الوسائل الإعلامية، فسدت الطرق والشوارع الرئيسية، وطاشت السيارات على بعضها، وامتلأت الأرض، وحضر العديد من الشباب والشابات مشياً على الأقدام من مسافات بعيدة، وحضر الأطفال والشيوخ والنساء وجميع الفئات.
كنا نتمنى أن ينشأ هذا التجمع من تلقاء نفسه، لا أن يكون ردة فعل على أهل الفتنة، ولكن رب ضارة نافعة، ولا نملك إلا أن نسأل الله أن يبعد التحزب وحب الظهور من قبل الفئات المتواجدة في تجمع الوحدة الوطنية وأن يتم التضحية لأجل هذا الوطن لا لتحقيق مآرب شخصية أو التسلق على ظهر التجمع، وألا تدخل الضغينة والحسد والتدابر والتنافر بين أبناء هذا التجمع وقياداته خصوصاً.
وأخيراً، رسائل متفرقة:
رسالتي للحكومة: أرجو ألا تستمر نظرة الحكومة لأهل السنة على أنهم مضمونين وموالين فيزداد تهميشهم لهم، وأقولها لكل جرأة (إن استمر تجاهلكم لنا فسنذهب نحن لدوار اللؤلؤة احتجاجاً عليكم)، ويكفينا تهميشاً، وآن لنا أن نصدح بصوتنا للجميع.
كما أرجو بأن يتم تكريم جميع المتطوعين من المدرسين والمدرسات الذين ضحوا بأوقاتهم في سبيل حب الوطن، وعلى العكس نتمنى بأن يتم معاقبة من فرط في البحرين وأهلها من أولئك الذين خانوا شرف المهنة وتركو الحبل على الغارب، وأرجو ألا يصدر عفواً عنهم أو أن يكرموا بعد ذلك.
رسالتي لملك البلاد:
1. سَرَّنا كثيراً تواجدك معنا في الاعتصام من خلال تلويحك للمتواجدين بطائرتك الهيلوكابتر والاقتراب لدرجة شديدة منهم مما أدخل الفرحة على القلوب، ولكن نسئل جلالتكم: لقد قدَّم تجمع الوحدة الوطنية العديد من المطالب منها أن يكون الشعب شريكاً حقيقيا للسلطة، وأن يتم تحسين معيشة المواطن، والعدالة في توزيع الثروات، ومحاسبة المفسدين، وتحقيق التنمية، وطُلِب في أقل من سطر (أن يتم إطلاق سجناء الرأي)، فلماذا ترك جلالتكم كافة المطالب ونفذتم المطلب الصغير بإطلاقكم للسجناء مع العلم بأن جلهم من الشيعة وأغلبهم ليسوا سجناء رأي؟؟ ونرجو من جلالتكم ألا يكون هذا المطلب هو الوحيد الذي سينفذ من قبلكم. وأقولها بصراحة أكبر لكم : أرجو ألا يتم استغلال ثورة أهل السنة لتحقيق مآربكم الشخصية، فمن تجمع مرتين سيتجمع مرات ومرات وقد انفلت العقد الآن.
2. أرجو أن تفهم جلالتكم بأنكم أقوى منهم، وبإمكانكم القضاء على ثورتهم بسهولة، فلا داعي للمفاوضات ولا للتنازلات الطائفية لطائفة على حساب أخرى، وتذكر بأن الأمن والأمان مطلب رئيسي.
رسالتي للمعارضة: كفاكم كذباً وزوراً وتشويهاً لغيركم، فتارة وصفتم المتجمهرين بأنهم مرتزقة، ومرة قلتم مجنسين، والآن شككتم في العدد المعلن وهو 300 ألف متجمهر الذي لا تكفيه مساحة مركز الفاتح بحد زعمكم، مع العلم بأنه بعملية حسابية بسيطة نحتاج 1 كم مربع لنحصل على 400 ألف نسمة، وعلى فكرة: لم يتم حساب من هم في سياراتهم في زحمة السير بدءً من إشارات الفاتح إلى ما بعد منتزه عذاري الذين بقوا في سياراتهم أكثر من 4 ساعات، عدا من أتى ثم رجع بسبب الزحام وعدا من آثر عدم الحضور بسبب الزحمة.
ففشلتم أولاً بكذبكم الإعلامي الباهت من خلال التساقط في الشوارع وتلوين أنفسكم بالأصباغ الحمراء، وإظهاركم بأنكم سلميون-وانظروا إلى الرابط التالي -http://www.youtube.com/watch? v=hhpmIyp2sdU&feature=player_embedded&skipcontrinter=1
ثم فشلتم بشكل أكبر في إظهار أنفسكم بأنكم أغلبية، فها هي قناة CNN تعلن على الملأ بأنه ليس هناك مشلكة في البحرين، وها هي الجزيرة ترجع للصواب وللحيادية وتبرز أغلبية التجمع الوحدوي لتبقى لكم فقط قنواتكم الطائفية الهابطة أمثال المنار والعالم التي لا يتابعها إلا طائفتكم، والآن تفشلون في الاستقرار على رأي موحد يجمعكم بعدما ظهر دخان نار تفرقكم للعيان، وباختصار: أرجو أن تعترفوا بهزيمتكم وضعفكم وفشل ثورتكم (المزعومة).
رسالتي لشعب البحرين: ما حدث من فتنة أمر جلل، ووسع الهوة بين الطائفتين لدرجة كبيرة، ولها آثار كبيرة جداً ستطفوا على السطح قريباً والعودة لنقطة ما قبل 14 فبراير صعبة للغاية، فكيف ستكون علاقة ممرضي وأطباء المعارضة مع ممرضي وأطباء الموالاة، وقس على ذلك المدرسين وطلبة الجامعات والمدارس ولاعبي الأندية وغيرهم؟؟؟ ولكنا على ثقة بأن شعب البحرين المتحضر الواعي من عودة روحه الوطنية، ومن عودة الوحدة والتجمع بين أبناء كلا الطائفتين.
كلمة أخيرة: الفتنة نائمة..لعن الله من أيقظها.. ومعلوم من أيقظها
د.حسن الشِّيَخي
22 فبراير 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق