العراق
قبل الخوض في الموقف العراقي من البحرين..لابد أن ندرك بأن العراق العزيز يعتبر محتلاً شرعاً وعرفاً من القوات الأمريكية.. وهذه القوات دخلت بذريعة وجود الأسلحة النووية..بينما كان الهدف هو الحصول على نفط العراق إضافة للقضاء على النظام العراقي وعلى رأسه صدام حسين.. وقد استغل الإيرانيون هذا الوضع نظراً للعداء الشديد بينها وبين صدام الذي من حسناته القليلة أنه كان سداً منيعاً تجاه المد الصفوي.. وحاربها 8 أعوام بحجة هذا الأمر.. فشاركت إيران في المعركة وسهلوا للأمريكان المهمة (كما فعلت في أفغانستان)..ودخلوا منذ أول يوم في العراق عن طريق البر من خلال الحرس الثوري وغيره.. وتفيد المعلومات بأن هناك ما يزيد عن 2 مليون إيراني موجود في العراق وأكثر من نصفهم تم تجنيسهم.. بينما تمت تصفيه نحو نصف مليون سني وأغلبهم من العلماء عن طريق الإيرانيين ومنظمة بدر وجيش المهدي.. وقد ذكرت المصادر العديد استخدام العديد من وسائل التعذيب البشعة تجاه أهل السنة..
أما عن النظام العراقي الحالي بزعامة العميل الصفوي نوري المالكي فهو نظام عميل خائن أتى على ظهر الدبابة الأمريكية.. ويشكل الشيعة ما نسبته 60% من تعداد الوزارات ومجلس النواب من أتباع أسوء رئيس وزراء في تاريخ العراق نوري المالكي العدو اللدود للسنة والذي ساهم في التنكيل بهم وتهميشهم..
لهذا فإن الموقف شبه الرسمي للعراق (وسيلحقه الموقف الرسمي لاحقاً) هو التنديد بقمع الحكومة البحرينية للمتظاهرين (السلميين) الشيعة.. حتى أن المدعو أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي تزعم تحركاً شديداً للتنديد بتدخل درع الجزيرة وتحميل السعودية مسؤولية التوتر الأخير مطلبا بتدخل دولي معتبراً تدخل آل سعود احتلالاً..بينما صرح أحد النواب الشيعة وهو النائب باقر صولاغ إن رأس الأفعى والظلم الذي جرى ويجري على الأمة العربية يبدأ من السعودية..و إن آل سعود دخلوا إلى البحرين وعاثت في الأرض فساد.. كما دعت اللجنة الشعبية لإسناد شعب البحرين التي يتزعمها الجلبي نفسه الشباب العراقي إلى التطوع لنصرة الشعب البحريني الذي يتعرض إلى جرائم وانتهاكات من قبل الاحتلال السعودي والقوات البحرينية.. ووزعت اللجنة استمارة إلى الشباب الراغبين في التطوع لمحاربة الاحتلال السعودي ونصرة الشعب البحريني المظلوم في تقليد للموقع الإيراني الذي فتح الباب للتسجيل للعمليات الاستشهادية..
وفي ظني بأن هذه التحركات الغرض منها هو الترهيب ليس إلا.. ولكن سيعمل الجلبي (المطلوب عن طريق الانتربول في قضايا اختلاس وسرقة أموال عامة) بكامل قوته لطرح موضوع البحرين على مجلس النواب العراقي وإن تحصل على الأغلبية فستلزم الحكومة بالمشاركة في ذلك ..وبدورها سترفع الموضوع للأمم المتحدة...
أما على الصعيد العسكري فإن شيعة العراق لهم ميليشيات متعددة سيكون لها تأخير كبير ..فهناك منظمة بدر التي يقول أتباع الحكيم مؤسس فيلق بدر بأن جندها 100 ألف مقاتل.. وهناك جيش المهدي بقيادة الصدر المقدرة أعداده ب30 ألف مقاتل..وساهم هذا الجيش في التنكيل بأهل السنة أشد تنكيل.. ومن المعلوم بأن المجرم الصدر ادعى تجميد نشاط جيش المهدي منذ 2005 ليمكن الأمريكان من تهيئة الأوضاع له وللشيعة.. بينما انشغل منذ تلك اللحظة بزيادة أعداد هذا الجيش وزيادة تدريبه.. وأتى الآن ليعلن انتهاء فترة التجميد استعداداً لمرحلة ما بعد الانسحاب العسكري في نهاية نوفمبر 2011 تمهيداً لمحاولته السيطرة على مجريات الأمور..
لهذا فإننا نتوقع أن تتحول العراق إلى ساحة لحرب أهلية ستنشب بين ميليشيات الشيعة وأهل السنة..ونتوقعها مذبحة تستهدف السنة.. ويبقى مربط الفرس في مجندي السنة وقدرتهم على صد تلك الهجمات.. وهناك غموض كبير حول الحرس الجموري العراقي وفدائيي صدام وغيرهم الذين يقدر عددهم 250 ألف مقاتل مدرب على أعلى مستوى (منذ عام 2000).. والذين ثبت بأنهم لم يشاركوا بعد في الحرب العراقية في 2002..ويحتفظون بقوتهم وعتادهم ومقراتهم السرية التي لم يتمكن حتى الأمريكان أنفسهم العثور على مخابئ أسلحتهم.. لذا فقد تقلب المعادلة هنا والله أعلم..
حماس
انتقد البعض موقف حركة حماس من البحرين..وأسباب عدم تصريحها حول البحرين بعد.. لهذا نود الحديث حول أسباب عدم التصريح.. وما موقف حماس الحقيقي..وذلك كالتالي:
1. حماس غير ملزمة أصلاً بأن تصرح وتؤيد أو تندد بأي طرف ما خارج المحيط الفلسطيني..وهذا من حقها.. كونها جبهة مقاومة خاصة بتحرير فلسطين..لهذا فهي إن صرحت فستصرح بأمر مجمع عليه بين الأمة.
2. لا يصدر أي تصريح من حركة حماس إلا بعد دراسته دراسة وافية من اللجنة الشرعية الممثلة من العديد من العلماء الثقات الذين يحددون موقف الشرع أولاً.
3. لا نخفي بأن حماس محرجة حالياً من بيان موقفها بسبب ثورتي البحرين وسوريا.. لأنها لو أيدت الحكومة البحرينية فستخسر الدعم الإيراني الذي يعتبر الداعم الرئيسي للحركة.. ونحن ندرك بأن حماس تؤيد موقف حكومة البحرين وتدعم أهل السنة فيها... وهنا يقع العتب على الدول العربية التي تخلت عن دعم أشرف حركة مقاومة موجودة حالياً.. بل تمت محاصرتها..لذا ليس لها منفذ الآن إلا إيران وسوريا.. وإن هي أيدت ثورة شيعة البحرين فستخسر تأييد الخليج العربي (رغم أن الخليج لم يدعم حماس أصلاً).. لهذا آثرت الحركة السكوت منعاً للإحراج..
أما عن عدم تصريحها حول الثورة السورية فهو أمر واضح..فإن أيدت الثورة فستخسر تأييد الحكومة السورية التي فتحت أراضيها لقياديي حماس.. وإن نددت فستخسر الشعب السوري..
لهذا فإننا نكرر عتبنا على الموقف العربي المخزي تجاه هذه الحركة..حيث تركوها نجابه إحدى أعتا القوى على الكرة الأرضية دون تقديم دعم مادي على الأقل.. بل حتى معنوي.. لهذا اضطرت حماس لقبول الدعم الإيراني السوري..
4. ظهرت إشاعات عدة بأن هناك آلاف المتشيعين في غزة..وإن حماس فتحت لهم مأتماً وشدت على أيدي المتشيعين..بينما الحقيقة هي أن هناك العشرات ممن تشيعوا في غزة حباً في مواقف نصر الله وحزب الله فقط.. وعندما قاموا بتحويل أحد البيوت لمأتم (على غرار شيعة البحرين) قامت حماس بغلق المنزل تماماً وهدمه وحبس وتهديد المتشيعين.. وجميعنا يتذكر موقف إسماعيل هنية حينما ذهب لإيران ولم يصلي صلاتهم.. فالحركة وإن كانت تقبل الدعم الإيراني وتؤيد بعض مواقف إيران فهي لا تهادن في عقيدتها.. لهذا صرح أحد كبار المسئولين الإيرانيين منتقداً قيادة إيران حول الدعم المادي الكبير الذي تقدمة إيران لحماس في مقابل الجفاء والصد الذي تقابله حماس مغلقة الباب حول أي تنازل لصالح إيران لزرع التشيع في غزة..
5. إن أغلب قياديي حماس يعلمون تمام العلم ما يجري في البحرين..وبأنها ثورة طائفية بحتة..ويدركون خطورة التمدد الصفوي في الخليج والوطن العربي.. ولكنهم آثروا عدم الكلام في الوقت الحالي لكي لا يخسروا الدعم الوحيد الموجود حالياً..
تصريح الوزيرة البلوشي حول ما وجد في السلمانية
طالعتنا الوزيرة د.فاطمة البلوشي بجزء بسيط من الحقائق التي ظهرت في التحقيقات المجراة حالياً حول مستشفى السلمانية.. ومن أهمها الشبكة الإجرامية التي يديرها علي العكري..والرشاشات التي وجدت في سقف مشرحة السلمانية.. والاعتصامات المتكررة..واستديوا الفبركات وغيرها.. ولعلي أقف عند عدة نقاط حول بعض الأشخاص:
1. د.الساعاتي ود.أمين: هناك من مساعدي الوكلاء في وزارة الصحة (الرجلان اللذين ظهرا في تلفزيون البحرين- د.الساعاتي ود.أمين) شاركا وساندا الحركة الاحتجاجية وتعاطفا معها..فالأول ثبتت مشاركة ابنه في الاحتجاجات داخل وخارج المستشفى.. والثاني أبدى استيائه من الإشاعات التي يخرجها تلفزيون البحرين ونفى وجود أية مظاهر احتجاج.. فعلا الوزيرة أن تحقق في هذه الأخبار التي تبين مدى الاختراق الكبير في وزارة الصحة.
2. د. عبد الإله العوضي: لن ننسى أن نشكر الرجل الشريف د.عبد الإله العوضي الذي تم تحييده وتهميشه من الوزير البحارنة.. والذي نافح لوحده عما جرى في وزارة الصحة وتعرض لمحاولة اعتداء من العكري وغيره وتعرض للتهديد ولكن موقفه بدا واضحاً وشديداً..لهذا طالب المعتصمون بإقالته بعد إقالة وزير الصحة د.فيصل الحمر.
3. نزار البحارنة: يعتبر هذا أحد أكبر المتآمرين في تلك الفترة.. فعندما كان البحارنة وزير الدولة للشؤون الخارجية أسس علاقات متينة مع الخارج كالأمم المتحدة والدول الأوروبية وغيرها..وكان يعمل على هذه اللحظة منذ فترة.. حيث كُلِّف من قِبل عيسى قاسم وإيران بالحصول على غطاء دولي وتقوية العلاقات مع الدول الأجنبية سابقاً..فنجح نسبياً في هذه المهمة.. وأراد خلال فترة المؤامرة رفع شكوى ضد البحرين لوقف حمام الدم (المزعوم من خلال التمثيليات) إضافة للضغط على الأمم المتحدة والدول الكبرى للاعتراف بالجمهورية الإسلامية المزمع إنشاؤها.. وعندما اشتمت الحكومة رائحة التآمر منه قدمت له بالون اختبار حقيقي..فاختير لوزارة الصحة في فترة حرجة ودقيقة بدلا من د.فيصل الحمر.. فضربت عدة عصافير في وقت واحد: 1. منعته من إكمال مهامه الخارجية 2.محاولة فضحه بشكل أكبر في وزارة الصحة ومعرفة خيوط الجريمة ومعرفة المتآمرين معه وعلاقة نزار بما يحدث في السلمانية.. فوقع في إحراج عدم إمكانية سفره للخارج وقد تم تعيينه وزيراً للتو في وزارة تعاني من المتاعب تلزمه البقاء فيها.. فلفق موضوع مرض والده.. وقبل سفره أصدر أمره لجميع موظفي وزارة الصحة بعدم التصريح لأي جهة كانت (حتى لا تفتضح الأمور)..
وللعلم فإنه حصل على إذن بالسفر من الحكومة التي كانت تريد ذلك لكي تتم مراقبته.. وتفيد المعلومات بأنه اتجه أولا إلى لبنان واجتمع هناك بشخصيات شيعية على علاقة بحزب الله والحرس الثوري الإيراني.. ثم توجه إلى بريطانيا والتقى خلالها بأفراد المعارضة البحرينية هناك وعلى رأسهم سعيد الشهابي.. وتوجه بعدها إلى نيويورك- لحجز الموعد الطبي المزعوم لوالده- بينما كان هناك عدد من المتآمرين بانتظاره للإعداد للخطة الجهنمية.. وكان بانتظار ساعة الصفر بتاريخ 15 مارس.. فإن سقط النظام فسيطلب من الأمم المتحدة الاعتراف الفوري بالحكومة الجديدة التي أُعد لها الاعتراف مسبقا من إيران والعراق وحكومة تصريف الأعمال في لبنان..ولكن الأمور لم تأتي كما اشتهى البحارنة فعاد إلى البحرين بعد فترة السلامة الوطنية مباشرة التي وضح خلالها فشل المخطط.. وقام بالاتصال فوراً (قبل صلاته العشائين) بتلفزيون البحرين ليبرر مواقفه ولكنه لم يفلح.. فاضطر للاختفاء من الأنظار ثم أجبر على الإسقالة...وها هو يحاول فيما بعد الفرار أكثر من مرة عن طريق سفره من خلال المطار إلا أنه يمنع من ذلك..
4. علي العكري: من الشهادات الواردة عنه من شباب وبنات الطلبة السنة في جامعة الخليج العربي بأنه طبيب محترم وخلوق..وللعلم فإن علي العكري أحد الذين زاروا غزة مع الوفد البحريني لمعالجة الجرحى الفلسطينيين.. ولكن يَتضح لنا بأنه ومن على شاكلته يتميز بالحفاظ على جرعة كبيرة من التقية التي حولته لوحش كاسر يحمل الرشاش ويدور به في السلمانية ويهدد المرضى والأطباء.. وتسبب في مقتل شخصين من الدوار بحجة إجراء عملية لا داع لها.. وحرض على عدم علاج أهل السنة والمجنسين بالذات.. وأمر بتسريب أكياس الدم للمتظاهرين للتمثيل فيها...وفتح الأبواب للقنوات الطائفية (المنار والعالم) والجزيرة الانجليزية –في أول أيام الفتنة- وبدأ بالضغط عليهم لتغطية ما يريده هو وزبانيته... وهو الذي فتح استوديو خاص لقناة العالم الطائفية داخل مستشفى السلمانية... وهو الذي قام برشوة مراسلين القنوات الأخرى للتركيز على السلمانية وتغطية إصابات المتظاهرين (المزعومة)، ونشر الأكاذيب والمغالطات.. .هو الذي هدد جميع الأطباء والممرضين (الأجانب والبحرينيين المخالفين له) بتوقيع عريضة إقالة الوزير السابق (فيصل الحمر) وتهديد من يرفض التوقيع بالأذى الجسدي... وهو الذي حرض المصابين على التساقط والتمثيل والتصريح للقنوات بشدة مع التشويه طبعاً... وهو في النهاية العقل المدبر لما جرى في السلمانية من تجاوزات.
5. جميع ما جرى في السلمانية يؤكد مدى الأهمية التي يشكلها هذا المجمع للإنقلابيين .. حيث سبق لنا الحديث عن أهمية السلمانية الذي يعتبر مركز العمليات الرئيسي لهم.. وسيكون هذا المجمع نقطة الانطلاقة لهم عند أية محاولة أخرى..
أسلحة المآتم
انكشفت الأستار عن هذه المآتم التي من المفترض أن تبني ولا تهدم..وتربي ولا تجرم.. وتحث على الأخلاق لا على الإجرام.. فها هي الأسلحة والرشاشات والمسدسات والسيوف تكشف يوماً بعد يوم.. وما من اقتحام يتم لمنطقة إلا ويوجد في مآتمها سيوفاً ومسدسات ومولوتوفات.. فبالأمس تم اكتشاف 92 رشاشاً و95 فرداً و500 مولوتوف ورصاص حي في منطقة عراد.. وقبلها تم اكتشاف عدد من الأسلحة في كرزكان..وقبلها في فريق كريمي.. وفي بوري والمالكية والعكر والنويدرات والدراز وسماهيج والدير..في بيان واضح لما يتربى عليه شبابهم ونسائهم.. فكيف تطالبونا اليوم أن نثق بهم.. وقد كانوا بالأمس يحضرون لزوالنا..
وكم أحسن وزير الداخلية بالاجتماع بمسؤولي المآتم (وإن كان لم يحضر العديد منهم).. إلا أنه رسالته شديدة اللهجة لاقت استحساناً كبيراً وارتياحاً بين الناس خصوصاً حول منع المواكب في فترة السلامة الوطنية وضرورة تحديد المناسبات الشيعية..واحتمال اقتصار الاحتفالات داخل المآتم فقط (وهذا ما نتمناه)..
د.حسن الشِّيَخي
Hasan.shiakhi@hotmail.com
13 أبريل 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق