نحمد الله على أن الحكومة والقيادة بدأت تعي وتدرك حجم المخطط الآثم الذي ضرب البحرين..فها هي الاعتقالات تلو الاعتقالات لأهل الفتنة الذين ارتكبوا من الجرائم ما يندى له الجبين ليبقى عاراً أبد الدهر على هؤلاء الخونة.. وكم ننتظر الآن عودة البحرين خالية من أمثال هؤلاء المجرمين لتعود آمنة مطمئنة..
ومثلما فرحنا بالاعتقالات فقد فرحنا بالعقوبات الصادرة –إلى هذه اللحظة- على البعض كقطع رواتب المدراء والمعلمين (ذكور وإناث) وحبس من ثبت تورطه في تحريض الطلبة على الخروج والاعتداء على الطلبة السنة وتنكيس الأعلام وسب وقذف القيادة.. في مقابل فتح المجال لتوظيف البحرينيين (المخلصين الشرفاء) واستيراد المعلمين من مصر والسعودية وغيرها.. وهو جهد وخطط يُشكر عليها وزير التربية للأمانة وإن كنا ننتقد رضوخه للوفاق وأخواتها في السابق وتوظيف السواد الأعظم من الشيعة في وزارته...
وكم فرحنا بالقبض على الأطباء المحرضين أمثال الخائن الأكبر العكري وزبانيته ووقف صرف رواتبهم... ونتمنى الآن سحب تراخيصهم الطبية إلى الأبد لأن أمثال هؤلاء لا يستحقون الحياة أصلا..فكيف يستحقون علاج الناس.. ومما يفرح القلب أيضا الاعتقالات التي حدثت للمحرضين داخل بعض الشركات والمؤسسات الحساسة كمطار البحرين وطيران الخليج وغيرها..ولا زلنا ننتظر أن تكتمل الفاتورة بالقضاء على محرضي شركات بابكو وألبا وهيئة تنظيم سوق العمل وغيرها..
كما لا ننسى أن نشيد بما فعلته إحدى الشركات التي سرحت 40 موظفاً ممن شارك في الاعتصامات وسرق باصات الشركة لتوصيل المخربين.. وحسناً فعلت شركة باس كذلك بتسريح 25 موظفاً.. ويبدوا بأن القائمة لن تتوقف بإذن الله.. فمن يأكل من خيرات الوطن ويطعنه من وراء ظهره لا يستحق العيش فيه أو التمتع بخيراته...
وننتظر الآن العقوبات الكبرى في حق من ثبت تورطه في الخيانة العظمى.. فها هي الكويت تعدم 3 أشخاص (إيرانيين وكويتي) بتهمة التجسس لصالح إيران..بينما جواسيس البحرين كثر جداً..
لا زلنا ننتظر تصريح جلالة الملك
سررنا بتصريح وزير الخارجية البحريني حينما أكد بأنه ستتم معاقبة المجرمين ولن يتم العفو عن من ارتكب الجرائم.. كما سررنا بتصريح رئيس الوزراء حينما قال (لن نقول عفا الله عما سلف).. وهي لهجة تصعيدية لم نعهدها منذ بداية العهد الإصلاحي منذ 10 سنوات..ولكنا لا زلنا بانتظار تصريح جلالة الملك الذي اشتهر بالعفو والمكارم السخية وخصوصاً لهؤلاء المجرمين وللأسف الشديد..فهو الذي وهب علي سلمان وعيسى قاسم والحلواجي وغيرهم كثر أراضٍ عديدة وأغدق عليهم بأموال الدولة ففعلوا ما فعلوا الآن وطعنوا الملك في ظهره..
كما لا نزال ننتظر تصريحاً لولي العهد الذي تواترت الأنباء عن رفضه للتدخل الأمني منذ البداية.. ثم عاد ليؤيده أو يُجبر على تأييده بالأحرى، وقد نشرت جريدة القدس العربي اللندنية خبراً حول هذا الموضوع وتم نفيه من قبل القيادة والحكومة.. ثم تم ترتيب زيارة لولي العهد للقيادة العامة لقوة الدفاع ولدرع الجزيرة لدحض هذه الأمر.. والله أعلم
وإن صدق هذا الخبر فهي مشكلة كبيرة يحق لأهل السنة التخوف منها من ولي العهد الذي يبدو بأنه لا يريد فعلاً التدخل الأمني بعد كل ما جرى وذلك لإنجاح الحوار الذي كُلف هو به- وهو أول تكليف واختبار صعب له- فلم يكتب له النجاح..لهذا هناك تخوف مشروع من قبل أهل السنة من تصرفات ولي العهد مع أهل الفتنة إن تولى هو سدة الحكم في المستقبل..حيث لا نستبعد تقديمه للتنازلات تلو التنازلات لهم واتباع سياسة العفو التي سار عليها سلفه (وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه).. لذا تَبقى ورقة الرهان على السعودية التي لا ندري بعد من سيخلف ملكها عبد الله وما هي سياسة خلفه تجاه أهل الفتنة وتجاه البحرين والمد الصفوي في الخليج..
وفي ظني بأن ولي العهد حينما أدرك أخطبوطية وعمق وخطورة وخبث هذا المخطط لا أستبعد رضاه التام عن الإجراءات الأمنية..ولكن لا يزال هناك خوف من تصرفاته في المستقبل.. والله أعلم
لهذا فإن المطلب الملح للمواطنين اليوم والذي ينتظرونه بفارغ الصبر هو تعهد القيادة (الملك وولي العهد) بعدم العفو عن هؤلاء مهما حصل..وعدم استخدام الاعتقالات كورقة يتم رميها لإنجاح الحوار..
عبد الله النفيسي والكنفدرالية
حان وقت ضغط شعوب مجلس التعاون الخليجي على رؤسائهم لتحقيق وتعجيل الوحدة الخليجية الحقيقية التي باتت الحاجة لها ملحة الآن بعد ظهور الأطماع الإيرانية وتغولها في الخليج العربي..وفي ظني بأن انطلاق المشروع الذي نادى به د.عبد الله النفيسي منذ زمن بالكونفدرالية الخليجية هو المنطلق المفترض البدء به على وجه السرعة وذلك بتوحيد التوجهات الحربية والاقتصادية والسياسات الخارجية..
ولكنا نشك في زعماء لم يتفقوا على أبسط المطالب وهي توحيد العملة والجمرك منذ أكثر 30 سنة أن يتفقوا على هذه الأمور الاستراتيجية .. ونشك في زعماء فشلوا في علاج خلافاتهم الحدودية البسيطة إلى الآن..ونشك في زعماء يستقوون على أنفسهم ويوالون إسرائيل من تحت الطاولة..
استقالة الوفاق
أخيرا تمت إزالة اللغط الذي أثارته استقالة الوفاق..فها هم النواب (السنة) اتفقوا على قبول استقالة 11 من نواب الوفاق وهم النواب الذين ثبت تحريضهم وخروجهم على قناة العالم الفكاهية إضافة إلى أن هؤلاء النواب يعدون من أكثر نواب الوفاق تطرفاً وتعنتاً..أضف إلى ذلك بأن دوائر هؤلاء النواب تعد من الدوائر شبه المغلقة التي من الصعوبة بمكان فوز السنة بها.. وتبقى 8 من نواب الوفاق المساكين الذين وقعوا ضحية لأفعال سلفهم المقالين والذين اتصلوا من تحت الطاولة ليضغطوا على النواب السنة لعدم الموافقة على استقالتهم كونها جاءت بأوامر من فوق (إيران) وكونهم لن يجدوا معيلاً لهم..
حصيلة قتلى الأمن: 4 قتلى و4 عسكريين تم اختطافهم وتعذيبهم وإصابة 391 و7 قتلى مدنيين أبرياء
كم نفاجئ يوماً بعد يوم بحصيلة القتلى والمصابين من رجال الأمن والعسكريين والأبرياء (ضحايا بلطجية المعارضة) ..فها قد خرج علينا وزير الداخلية اليوم الثلاثاء 29 مارس ليعلن عن حصيلة كبيرة من القتلى والمصابين بلغت4 قتلى و4 عسكريين تم اختطافهم وتعذيبهم وإصابة 391 من رجال الأمن والعسكريين وقتل 7 أبرياء من الأجانب والبحرينيين من قبل مجرمي المعارضة.. وللعلم فإن ربع هذه الحصيلة سمتها الوفاق ومن معها بالمجزرة والإبادة..فكيف نسميها نحن وقد وصل العدد إلى هذا الحد.. وليشهد التاريخ على أسوء ثورة في العام 2011 ..
د.حسن الشِّيَخي
Hasan.shiakhi@hotmail.com
29 مارس 2011-04-25
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق