فوضى في النظام العام، مهزلة في تطبيق القوانين، لا حامي للقانون والنظام والآداب العامة، ولا أحد يلتزم بالضوابط، أصبح هؤلاء الغوغاء يعبثون بالبلد وكأنهم يملكونه، لا يلتزمون بقانون للمسيرات والاعتصامات ولا أحد يردعهم، ولا يلتزمون بالدوام في العديد من القطاعات ولا أحد يؤنِّبهم، ويقفون في وجه كل الوزراء وكل المسئولين ولا أحد يحاسبهم، بل ويَتَحَدَّون كل العالم أن يقف في وجههم، ما هذا الوضع الغريب الذي نعيش فيه؟! أصبح منطق القوة والعناد هو السائد وأصبح هو الحق، والسكوت والالتزام بالقانون هو الباطل.
والأغرب والأعجب من هذا بأن هؤلاء من أهل الفتنة الغوغاء يدعون بأنهم حضاريون وأصحاب حق وفقراء ومساكين ويريدون لقمة عيش، ويريدون العدالة والمساواة والحرية، وهم يصولون ويجولون ويصرخون وينصبون الخيام في وسط العاصمة ولا أحد يكلمهم حتى، وأكثر من يتم توظيفهم هم منهم، وأكثر البيوت التي توزع في مناطقهم لأولادهم، إن منطق الغاب والقوة أصبح هو منطق العقل في هذه الأيام، فهم يتحدون الشرطة والجيش والحكومة والقيادة والشعب بأكمله دون رقيب أو حسيب، ومما زاد الأمر غرابة وجود أناس يطبلون لهم ويشجعونهم ويعتبرون هذه المطالب –غير المعروفة إلى حد الآن- مطالب شرعية.
إننا في زمن عجيب وغريب أن يصبح منطق الغوغائية هو السائد وهو الحق، ومنطق الكذب هو الأبقى، ومنطق الأباطيل هو والأصلح، ومنطق التخريب هو الأنفع، ومنطق الحرق هو الأنجع، فلا التزام بقانون المسيرات، أو الاعتصامات -التي أصبنا بسببها بالغثيان من طفحها على الساحة-، ولا التزام بقانون التخييم-في الدوار-، أو البيع، أو تقديم المطالبات، ولا أدري لماذا يصيـغون الدستور والقانون وهو غير مطبق أصلاً، ولا أدري لماذا نعلم وندرس أبنائنا ونحثهم على الأخلاق العامة وهي غير موجودة؟
هم الآن سيغيرون من استراتيجياتهم، سيبدءون بالتحرك بعد الدوار إلى باب البحرين إلى الدبلوماسية إلى أماكن لا يعلمها إلا الله، ولا ندري إلى متى ستتمسك الحكومة وقيادتها بالحوار مع هؤلاء الذين لا ينفع معهم إلا منطق القوة.
كل هذا بسبب –أبو المكارم-
إن من يتحمل ما وصلنا إليه هي الحكومة وعلى رأسها القيادة التي سمحت لهم بالخروج في أي وقت وفي أي مكان، فهي التي قوتهم ونمَّت شوكتهم، ودلَّلتهم ودلعتهم وآوتهم وشجعتهم :
• فإن تم تطبيق القانون ذهبوا إلى- أبو المكارم- ليسمح لهم بكل شيء، ويلغي أي قانون لأجلهم.
• وإن حرقوا ودمروا وتم القبض عليهم، يتم إطلاق مساجينهم متى ما طالبوا بذلك-من قبل أبو المكارم-، حتى أصبح شبابهم لا يخشون الاعتداء على أيٍّ كان لأنهم يدرون بأنهم سيخرجون في أقرب فرصة بمكرمة –أبو المكارم-.
• وإن تم إنذارهم في أعمالهم التي لم يذهبوا إليها ذهبوا إلى –أبو المكارم- ليلغي هذا.
• وإن أرادوا ممارسة طقوسهم الغريبة الباطلة سمح لهم –أبو المكارم-.
• وإن قتلوا شرطيا مسكيناً-وهذا حق الله- عفا عنهم (لأنه القائم بأمر الله) –أبو المكارم-.
• وإن أرادوا الحصول على وظائف –ولو كانت وظائف راقية، منحها لهم –أبو المكارم-.
• وإن أرادوا سد الشوارع وعرقلة المرور ومصالح الناس، وقف في صفهم- أبو المكارم-.
والآن يريدون إسقاط النظام، وتغيير الدستور، وتبديل التلفزيون، فهل سيمنحها لهم –أبو المكارم-؟
ونخشى في يوم ما، أن يطالبوا بالكرسي الكبير (الملك) فيمنحه لهم –أبو المكارم-.
وصدق الشاعر القائل:
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
استقالة الوفاق
أخيراً قدم أعضاء كتلة النفاق (آسف أقصد الوفاق) استقالتهم لمجلس النواب بعد أن رغبوا في استلام راتب شهر فبراير، والآن سينصلح الحال إلى أحسن حال، ولن تكون هناك طائفية، ولن يكون هناك تأزيم، ولن يكون هناك صراعات وصراخات ومزايدات وشجار، وتصريحات مجنونة.
لو كنت مكان الظهراني لقدمت الشكر للوفاق من كل قلبي، ولوافقت على طلب الاستقالة فوراً وأنا مغمض العينين، لأني أحب البحرين، وأعلم أن لا أحد من هؤلاء يستحق العيش فيها، فكيف بالوصول بالبرلمان، ومن باع الوطن بأرخص الأسعار، فنبعه ولو كان بأغلى الأثمان.
الائتلاف الوطني
لا يزال الغوغاء يصيحون ويطالبون بمطالب، وكل على شاكلته، وكل يريد مطلب ما، وبالأمس خرج عليها ائتلاف جديد يسمى (الائتلاف الوطني) تم تشكيله من قبل مستقلين (شيعة طبعاً)، وقدم طلبات –لشيف المطعم- قبل الدخول في أي حوار، وهي:
استقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من المستقلين الخبراء، وتغيير سياسة إعلام البحرين ..الخ.
ولا أدري لماذا لا يطالبون صراحة بتغيير الحكم ويريحونا ويريحون أنفسهم.
مسيرة تجمع الوحدة الوطنية
حسناً فعل القائمون على تجمع الوحدة الوطنية بالمناداة لمسيرة وطنية كبرى-على شاكلة المسيرة السابقة- يوم الأربعاء القادم 2 مارس 2011- والتي يتوقع أن ينتظم فيها أكثر من المسيرة السابقة، خصوصاً بعد صدمة التغييرات الوزارية التي جاءت لاستفزاز هذا التجمع تحديداً، ويبدوا أن الحكومة تريد من هذا معرفة القوة الحقيقية لهذا التجمع.
لهذا ندعو جميع المواطنين الشرفاء للانضمام لهذه المسيرة.
كلمة أخيرة... يبدوا أن الأزمة لن تنقشع قريباً... لأنها أعمق مما نتوقع... وزادها عمقاً عناد هؤلاء وتقديمهم لسقف أعلى من قدراتهم، والأمر يتجه للتأزيم أكثر فأكثر لأن أهل الفتنة سيصعدون من حيلهم.. ونسأل الله أن يرد عنا كيدهم..
د.حسن الشِّيَخي
28 فبراير 2011
حضرة الفاضل د.حسن الشيخي
ردحذفيعجبني اسلوبك الحضاري العاقل والفاهم لما يجري لأحوال دولتنا الحبيبة ,حفظها الله من الأشرار.
إن توضيحك للواقع المرير الذي نعيش به جعلني اقرأ كل ما تكتبه بكل تمعن وتفكير, الا ان هناك جماعة من اهل السنة ايضا موجودين في اعلا المناصب ويسرحون ويمرحون بخير الدولة ويصرفون من الأموال (اموال الدولة طبعا) من غير حساب ولا رقيب, ولا يعرفون ان يصونوا الأمانة التي امنها عليهم الله ومن ثم القادة.
ياريت أخي الكريم ان تنظر في الشركات والمؤسسات الكبيرة التابعة للدولة مثل شركة ممتلكات البحرين والتي يرأسها طلال الزين وكذلك تمكين البحرين والدكتور احمد عبدالغني , وايضا بما يجري في تقييم مستوى التعليم والتشهير بالجامعات من قبل هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب والدكتورة جواهر المضحكي
الشركات والؤسسات التي ذكرتها تدعى الجودة وان التوظيف فيها يتم بناء على اختبارات ومقابلات متشدده ولكن لو جأنا الي الواقع نراها اكثرها شكلية وان التعيين للموظفين الجدد يتم حقيقة بالواسطات الوضيعة والمرتبطة بالمصالح الشخصية واغلب موظفينها كانوا من الخونة
وشركة ممتلكات البحرين مازالت مستمرة رغم الخسارة السنوية التي نقرأ عنها في بعض الصحف وعلى صفحات الانترنت , فلماذا هذه الاستمرارية ودفع الرواتب الطائلة التي تبدأ من 1500 دينار فما فوق وكثرة البونسات مرتين او اكثر بالسنة علاوة على الحفلات وغداء وعشاء الموظفين بلا حسيب ولا رقيب كل ذلك على من , طبعا من حساب ممتلكات الدولة .عجبي على هذه حال اين الرقيب في ذلك .
التوقيع:
مواطن سني ابا عن جد