لا أخفي سراً بأني قد ترددت كثيرا قبل المشاركة في مسيرة الحب والولاء التي انطلقت في شارع القصر يوم الجمعة الفائت... ولكن تغليبا للمصلحة العامة ومراعاة للأحداث التي تجري اليوم في البحرين قررت المشاركة.. حباً للبحرين وحفاظاً على أمنها...
كما لا أخفي سراً أخطر: وهو أني فكرت جدياً للانضمام لأولئك المعتصمين في دوار اللؤلؤة لأتضامن معهم لولا أجندتهم الخفية، وتوجهاتهم الخطرة المدارة من الخارج للسعي لقلب نظام الحكم وزعزعة استقرار البلد.
يا قيادة البلاد: ملكاً وولي عهدٍ ورئيس الوزراء، أنا من الطائفة التي احتضنتكم على مدى العقود السابقة، أنا من الطائفة التي أعلنت ولائها الأعمى لكم، أنا من الطائفة التي والتكم فجافيتموها، وسكتت عن مطالبها فأهملتموها، وخرجت لنصرتكم فسكتم عنها، أنا من الطائفة التي رأيتم بأنها مضمونة ولم ولن تثور ضدكم. أنا من الطائفة الكبرى في العالم (أهل السنة) المهمشين.
يا قادة البحرين: نؤكد على ولائنا لكم، وبيعتنا لكم، ونرى أنكم أهلٌ لقيادة البلاد، ولكن موالاتنا لا تعني العمى والسكوت عما يجري في البلد... فلنا مطالب كما للطائفة الأخرى مطالب... فلا تغرنكم ما ترونه وما رأيتموه طوال السنين الماضية من مسيرات ولاءٍ لكم ورفعِ صوركم فيها... إن من يفعل هذا يفعله لأنه يريد لقمة العيش الهنيَّة.. ويريد التمتع بالستر والأمان الذي لم تحققوه له، فلا الرواتب زادت ولا الأمان مستقر في هذا البلد الذي أصبح الخوف والرهبة والترقب يسيطر عليه...ومساكين هم من خرجوا لأجلكم-بل لأجل الوطن- لأنهم سمعوا عن السرقات فصموا آذانهم... وقرءوا عن نهب مقدرات البلد فغضوا أبصارهم..بل ورفعوا صوركم وبحت أصواتهم وتعبت حناجرهم بهتافهم لكم..
يؤسفني أن أقول بأني سني موالي والمعارضة شيعية... وكم يحزنني أن (أُطأفِن) الشعب البحريني.. فقد أذكيتم الطائفية عندنا بدعمكم لطائفة دون الأخرى، وبإعلائكم لطائفة على حساب أخرى.. وبتحيزكم الأعمى لهم... لقد غذيتم فيهم مفهوم (أحرق وأكسر لتحصل على مطلبك) وأمتُّم مفاهيم الرحمة والرأفة لشعب أو لطائفة آسفٌ أن تكون سلبية.. وآسفٌ أن شبابها مشغول باللهو واللعب في الشوارع والفنادق والبارات التي بنيتموها وزينتموها لهم...بعكس شباب الطائفة الأخرى اللذين يقودون الاعتصامات ويقابلون الشغب والرصاص بصدورهم العارية.. رغم إقراري بخطأ عقيدتهم وسوء نيتهم وظلاميتهم.
لن أذكر هنا المناصب والتنازلات التي أعطيتموها لهم، فأنتم أدرى بها، كما لا داعي لذكر الأسباب التي أدت لهذه التنازلات التي من أهمها نيل رضا العم سام والرأي العام الذي أثبت أنه متلون بحسب الأحداث ويدور مع مصالحه... وقد ثبت ذلك لما فعله بزين العابدين ومبارك.. وسيأتي الدور عليكم إن لم تدركوا..
إن أمثال هؤلاء لا تنفع معهم التنازلات.. ولا تقر في أعينهم المفاوضات.. فهم كما قيل فيهم (سمِّن كلبك يأكلك).. وكم نفع معهم حد السيف والطرد من البلاد حتى ضعفت شوكتهم.. جربتم كل الحلول معهم وها أنتم تقدمون التنازلات تلو التنازلات تغطية لأخطاء الماضي التي تداركتموها بخطأ أكبر..فحاولتم تغيير تركيبة البلد.. بتجنيسكم للغوغاء والمتردية والنطيحة.. اللذين سعوا في الأرض الفساد... بدل أن تدعموا أهل السنة (السكان الأصليون)..
يا قادة المملكة: لا بد عليكم أن تدركوا بأن شعبكم فقير نسبياً بالمقارنة مع الدول الأخرى ومقارنة مع الثروات الموجودة فيه.. فلا يوجد شخص إلا وعليه قروض تثقل كاهله وتعكر عليه صفو حياته... بينما يعبث بمقدرات البلد فئة قليلة نهبوا المليارات..
يا قيادة البحرين.. لقد سار يوم الجمعة 100 ألف شخص لتأييدكم.. لا حباً فيكم... بل بغضاً وخوفاً من أهل الفتنة من تحقيق مطالبهم... والتي أتوقع تنفيذها لهم عاجلاً أم آجلاً .. أتدرون لماذا؟ لأن الفورمولا قاربت على البدء؟
ولعل هذا الأمر من الإيجابيات النادرة لهذه الفتنة بأن يتوحد الشارع السني على نفسه ويتظاهر سلمياً.. ولا تستبعدوا أن يثور عليكم طالما ابتعدتم عنه..
كلمة أخيره: إن من اتخذ من سب أمهات المؤمنين وصحابة الرسول الكريم ديناً له.. لن ينأى عن سبكم وسب كل الطوائف الأخرى..
رسالتي لسنة البحرين: هذا غيض من فيض.. وترقبوا التغييرات والتنازلات في الأيام المقبلة.. (رئاسة الوزراء...!!!)
ولتبقوا على حالتكم هذه (صمٌ بكمٌ عميٌ)
د.حسن الشيخي
20 فبراير 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق