يشتهر اليهود بأنهم أول من نشر ثقافة الكراهية والحقد في المجتمعات التي تعيش فيها، فكم خَلقوا المشاكل بين أفراد البلد الواحد، وكم مرة أُحرقوا وعُذبوا وطُردوا ونُبذوا بسبب أفعالهم تلك، فمِن الامبراطورية الرومانية إلى الإسلامية إلى البيزنطية إلى الاتحاد السوفييتي إلى ألمانيا وبريطانيا التي كرهت اليهود فمنحتهم وطناً في فلسطين.. جميع هؤلاء تضرروا من اليهود وأفعالهم وأفكارهم الهدامة التي تقوم على إقصاء الآخرين والتحريش بينهم.. جميع الشعوب لم تحب اليهود لأنهم أهل النميمة والغيبة والتفرقة والسرقة والفساد والخراب... وهم أول من اعتبر بأن غيرهم مسوخ وأميين وأموالهم وأعراضهم حلال... ويعتبرون أنفسهم شعب الله المختار وأهل الله.. وغيرهم في النار وخلقوا لخدمتهم..
فمن هذا الباب.. كان لا بد أن يعاقب من يؤذيهم... وأن يُخوَّن من يُدينهم... وأن تُضخَّم وتُهوَّل أفعال من يتجرأ عليهم.. فلمَّا اُرتكبت المقاتل والمجازر فيهم.. بالغوا فيها وضخموها (على شاكلة الهولوكوست).. ونشروا عقدة المظلومية لدى أبنائهم في مدارسهم ومناهجهم ولدى جميع الناس.. وفقاً للقاعدة المعروفة ((أكذب ثم أكذب.. فسيصدقك الناس)).
وطلع علينا اليوم من تحلَّ بهذه الصفات ولكن بطراز مختلف... فمن الناس من يعيش بيننا ويتكلم بلساننا ويستقبل قبلتنا ويدين بديننا ولكنه لا يعرف من الإسلام إلا اسمه..ولا من القرآن إلى رسمه... فقد بث هؤلاء الكراهية في نفوس بعضهم البعض تجاه جميع من يعيش معهم... كل ذلك بحجة العقدة الأشهر في التاريخ (عقدة المظلومية) من أيام سيدنا الحسين مروراً بمحمد النفس الزكية إلى الوقت الحالي.. فهم المظلومين وغيرهم ظالمون... وهم الفئة المضطهدة والتي يريد العامة (أهل السنة) إبادتها.. وهم في الجنة وغيرهم في النار... وهم الذين خلقوا من الطينة الحسنة الطيبة.. بينما خلق غيرهم من الطينة الفاسدة (وهذا مذكور في كتبهم)..
فرسخوا لهذه العقيدة على شاكلة من تحدثنا عنهم في الفقرة الأولى (اليهود).. فنشروها بين أبنائهم وفي كتبهم وسربوها للغرب ونشروا الصور الكاذبة على اضطهادهم حتى نجحوا في تكوين فكرتهم التي يريدوها للعالم.. فالتصقوا بالأعداء حتى قال أحدهم (مستعد للتحالف مع إسرائيل في سبيل الإطاحة بنظام البحرين)..
فصوروا أنفسهم بأنهم ظُلِموا منذ قرون.. وأُهينت كرامتهم.. وانتهكت حرماتهم.. وتريد الحكومة النيل منهم وحرمانهم وتفقيرهم ... وأشاعوا كذبة أنهم الأغلبية المضطهدة بين الناس.. حتى استطاعوا ترسيخ هذه المفاهيم لدى أطفالهم وشبابهم.. فتخيلوا معي كيف سينشأ هؤلاء في المستقبل؟؟
أما الآن..فقد بدأت تطفو على السطح ظاهرة غريبة خبيثة.. وهي ضرب وتسفيه جميع من لا يؤيدهم... فمن يريد الحكومة فهو منشق.. ومن لا ينادي بإسقاط النظام فهو منافق...ومن لم يهين صور القيادة فهو منبطح وجاسوس.. فشقوا الصف.. وبثوا الفرقة..ونشروا الرعب.. ونادوا في المدارس بإسقاط النظام ودوس صور القيادة ومن لم يفعل ذلك فؤلئك هم الظالمون الكافرون.. فضربوا بنت في مدينة حمد من بنات العوضي ومزقوا ثيابها... وضَربت ممرضة منهم طالبة مسكينة.. ودخل رجالهم على إحدى الأمهات في مدينة حمد وضربوها.. وبالأمس القريب دفعت بناتهم بنتاً بحرينية (من أصول سورية) من على الدرج في مدرسة خولة وأصيبت بآلام في ظهرها.. وأرعبوا المدراء والمديرات.. وأهانوا المدرسين والمدرسات.. وتلقت الشرطة ووزارة التربية العديد من الشكاوى بخصوص تعرض العديد من الطلبة والطالبات للتهديد والضرب والوعيد ليس لشيء إلا إنهم مجنسون..
ترى ما ذنب الطالب المسكين أو الطالبة المسكينة التي أتت إلى البحرين بحثاً عن لقمة العيش مع أهلها وهي لا تعلم شيئاً عنها وأبوها مجند للدفاع عن الوطن.. أليس هؤلاء بشر؟ أليس هؤلاء أخوتنا في الإنسانية على أقل تقدير قبل أن يكونوا أخوة في الدين والوطن؟؟... وأسأل هؤلاء لماذا لا تضربون المجنسين الإيرانيين الذين لا يتكلمون بلهجتنا ويفاخرون بلغتهم في كل مكان ويحتقرون العرب.. ما هذه الازدواجية في المعايير؟؟
لم يرض نحن ولا أنتم بهذا التجنيس.. لكن لماذا يتحمل هؤلاء المسؤولية؟
والأمر المحزن الأكبر هو وجود شعارات وترديدات في أغلب المدارس (ذات الأغلبية الشيعية طبعاً) التي تنادي بإخراج هؤلاء... فبدئوا بضربهم وشتمهم... وأغلب من ينادي بهذا هم من الأطفال المغرر بهم... الذين بدل أن ينشئوا على (الصراط المستقيم)... إذا بهم ينشئوا على (صراط المغضوب عليهم).. وبدلاً من ترسيخ مفهوم (وإنك لعلى خلق عظيم).. رسخوا في الأطفال مفهوم (فخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد)...
ويا سبحان الله.. إن اشتكت طالبة على إحداهن أو دافعت عن نفسها.. قُلبت الطاولة عليهم ونادوا بالمظلومية (على شاكلة من هم في الفقرة الأولى) وشقوا الجيوب ولطموا الخدود.. أي ظلم بعد هذا؟؟
إن نشر هذه الثقافة منذ الصغر أمر خاطئ خاطئ خاطئ.. فبدل أن نعلم أطفالنا مكارم الأخلاق واحترام الآخر.. والعفو والسماحة والحلم.. نعلمهم الكراهية والحقد والحسد؟!ومن المعلوم بأن الأطفال لا ينسون بسهولة.. فسترسخ هذه العقائد في نفوسهم إلى أن يكبروا.. وستزداد المشكلة تعقيداً.. وسيتفكك المجتمع.. وستنتشر الكراهية.. وستطغى الأنانية.. ومساكين هم أبناء وبنات أهل السنة الذين يتعب عليهم الآباء والأمهات لتعليمهم الرأفة والرحمة منذ الصغر.. ليصادفوا وحوشاً ومجرمين ومحرضين من الأطفال في المدارس.. فأي تربية في المنزل ستنفع.. وأي تعليم في المدرسة سيؤثر؟؟
هولوكوست البحرين
واستكمالاً لعقدة المظلومية وتضخيم الأمور..خرج هؤلاء ليعلنوا ويضخموا هولوكوست آخر على غرار الهولوكوست المشهور.. وليؤكدوا بأن الجيش والأمن قتَّل في الشعب شر تقتيل.. ونكل به أشد تنكيل...فصوروا لقناة العالم والمنار بأن هناك مئات بل آلاف القتلى والجرحى والأسرى والمفقودون.. وجميع القتلى لا يتجاوز 7 وجلهم هم من بدء الاعتداء.. والجرحى لم تتجاوز أعدادهم 150 أغلبهم من جرحى (الدلع) الذين يعالجون بالشاش.. أما المفقودون فقد اختبئوا بأنفسهم ثم رجعوا... ونسوا من جرح بالسيوف والسكاكين من رجال الأمن المساكين الذين لم يجدوا أي أحد ينافح عنهم..
وها هم اليوم يضخمون ويكذبون على الجميع ويسمون ما وقع في الدوار (مجزرة) ويسمون الميدان (ميدان الشهداء)، ويسعون للضغط على هذه النقطة لإثارة النفوس، وتحشيد الحيوش.. وبث الفرقة... وترسيخ عقدة المظلومية... وتأكدوا بأنهم سيحيون هذه الذكرى ما داموا أحياء حتى يزرعوا ثقافة المظلومية أولاً ثم ثقافة الانتقام ثانياً في نفوس أولادهم...
مشيمع يريد إقامة جمهورية
يظهر أن عبد الله بن سبأ القرن 21 (مشيمع) لن يسكت حتى يدمر البلد عن بكرة أبيه.. فهو من نشر ثقافة الكراهية التي ذكرناها قبل قليل.. وهو من أشعل الحقد وعقدة المظلومية في نفوس الجهلة ممن معه ليصعد على أكتافهم ويتسلق على ظهورهم.. فبعد المملكة الدستورية والتجنيس ومجلس النواب..الخ.. ها هو يعلنها صراحة (نريد نظام جمهوري) وجمهورية إسلامية على غرار البلد المحبب له (إيران)، يريدها ولاية فقيه... ويريدها لخامنئي المحافظة 14 لإيران..
وها هو الآن يحاول تحريض الجهلة من أصحابه للذهاب للرفاع للتحرش بأهل السنة لتحدث المعركة تمهيداً للفتنة التي يريدها بعدما تبرأ منها أقرب المقربين منه...
فهو لم يعجبه هدوء الفتنة قليلاً إلا أشعل فتيلها.. ولم يرض بالصلح والسكينة إلا فرق بين أصحابها.. ونسأل الله أن يفضحه على رؤوس الأشهاد في الدنيا والآخرة..
د.حسن الشِّيَخي
10 مارس 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق