الثلاثاء، 3 مايو 2011

أليس من قادتنا رجل رشيد؟

بالتأكيد لن تفاجئوا لو علمتم بأن مخطط احتلال البحرين ودول الخليج من قبل إيران قد خُطط له منذ سنين طوال.. لكن ربما ستفاجئون لو علمتم بأن ما جرى من أحداث ومخطط جهنمي من إيران وحزب الله بتفاصيله المملة قد تم اكتشاف خيوط كثيرة منه..وتم الإعلان عنه عن طريق المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية في تقريرها الخطير الصادر في مايو من العام 2010 (أي قبل عام من الآن) الذي أسمته "المفاصل الرئيسية للمخطط الإيراني السري للحرب المقبلة في المنطقة".. حيث ذكر التقرير بأن المخطط الإيراني الصفوي سيحتل دول الخليج عسكريا من خلال ضرب أهداف عسكرية وصناعية ومدنية دقيقة..بداية من الكويت.. ثم احتلال محافظات عدة في جنوب العراق ذو الأغلبية الشيعية..وذلك تمهيداً للدفع بنحو 400 ألف عسكري إلى منطقة الخفجي باتجاه المملكة العربية السعودية.. بالإضافة إلى شن هجمات بحرية وجوية على كل من الإمارات والبحرين وقطر(رغم أني أشك في أن قطر ستكون من ضمن المخطط)..


كما ذكر التقرير بأن طهران حشدت قوات ضخمة من الحرس والجيش والبحرية في الأحواز المحتلة على طول الساحل الإيراني والجزر الإماراتية الثلاث المحتلة استعداداً لشن حرب مباغتة بإشراف شخصي من المرشد الأعلى علي خامنئي.. وأوضح التقرير الذي يحتوي على معلومات مفصلة تكشف للمرة الأولى أنه في غضون 18 شهراً ستعلن إيران نفسها قوة نووية من خلال الكشف عن صنع مابين قنبلتين وأربع قنابل نووية (وهذا مخطط تم تأجيله).. أو ستعلن الحرب (على الخليج بالطبع) للخروج من الأزمات التي تمر بها بعد تطهير الجيش والحرس من القيادات غير الموالية للولي الفقيه خشية حدوث تمرد... ويشرف قائد الحرس الشخصي لخامنئي مباشرة على ترتيب مسرح العمليات والإعداد للحرب التي وضعت خطتها لتتناسب مع جغرافية العراق والخليج العربي.. حيث بلغ عدد القوات المسلحة نحو مليون و700 ألف جندي.. كما أعيد تموضع الكثير من فرق الجيش والحرس الثوري وقوات التعبئة "الباسيج" تماشياً مع متطلبات تنفيذ المخطط الحربي.

ووفقاً للتقرير..

فقد تم الإسراع في افتتاح الكثير من خطوط إنتاج الأسلحة والمعدات الحربية منذ 2005 على نطاق واسع وكبير... كما تم استدعاء كل قوات الاحتياط في الجيش والحرس منذ فبراير الماضي 2010.. ورفعت حالة التأهب إلى المرحلة القصوى خصوصاً في الفرقة المدرعة رقم 92 التابعة للجيش ..والفرقة السابعة التابعة للحرس وهي من فرق النخبة...فضلاً عن تجهيز وحدات من آلاف الانتحاريين وتحضير كميات هائلة من الغازات السامة.. كما حولت القيادة العسكرية الإيرانية طائرات من طراز "ميغ 21" الصينية السريعة إلى طائرات انتحارية مفخخة بمواد شديدة الانفجار ومواد أخرى كيماوية وبيولوجية لاستهداف البنية الدفاعية والصناعية والاقتصادية في الإمارات وقطر والبحرين.. كما أعدت قواعد بحرية لمهاجمة أهداف في قطر والبحرين عبر استخدام الزوارق والطرادات الهجومية السريعة.. ويشمل المشروع الحربي وفقاً للتقرير..خطط طوارئ بديلة تقوم على سياسة الأرض المحروقة في الأحواز المحتلة أو مناطق أخرى من الخليج العربي.. ومنها التسبب بسيول اصطناعية عن طريق فتح السدود الموجودة في إقليم الأحواز.. وقطع الجسور وحرق مخازن العتاد العسكري والمؤن ومولدات ومنشآت الطاقة وضرب آبار ومصافي النفط والقيام بعملية تبييض السجون عبر القتل الجماعي للأسرى الأحوازيين وغيرهم.

تعليقي على هذا التقرير هو التالي:


1. نأسف كل الأسف أن ابتلانا الله بمسئولين نائمين على قفاهم..وقيادات لا تدرك خطورة مثل هذه التقارير التي كانت لتكشف أجزاء مهمة مما حدث.. خصوصاً بأنه صدر قبل عام واحد تقريباً..ولا ندري متى ستعي قياداتنا خطورة الوضع.. كنا نتمنى أن تكون ردة فعل قادة دول الخليج سريعة وقوية بقطع العلاقات مع إيران وإقرار الكونفدرالية الخليجية فوراً وتطبيع العلاقات بكاملها مع تركيا ومصر.. لكنها لا تزال تتباطأ وتفكر وتجتمع على فراغ.


2. صحيح أن التقرير المذكور لم يطبق بحذافيره..ولكن أجزاء كبيرة منه كادت ستحصل لولا لطف الله عزوجل.. ونؤكد بأن هذا المشروع لم يفشل بعد..بل تأخر لفترة أخرى.. ولعل إيران ستعيد الكرة حالما يجهز مشروعها النووي الذي سيقصم ظهرنا.


3. يدعونا هذا التقرير لتطبيع العلاقات أكثر مع إقليم الأحواز والتيارات الوطنية والإسلامية الموجودة هناك..خصوصاً وأن هذا التقرير قد صدر من المنظمات المتواجدة هناك...ولكن لا حياة لمن تنادي.

تهديد إيراني للخليج من دولة خليجية

نأسف أن تقوم دولة خليجية شقيقة كقطر باستضافة وزير خارجية إيران الذي هدد البحرين من أراض قطر.. وهذا يذكرنا بمشهد استضافة مصر لوزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني التي أعلنت ضرب غزة من أراضي مصر العربية في عهد الزعيم السابق.. ونحن بدورنا ندين هذا التصرف من قطر التي بدت وكأنها تريد الخروج عن المنظومة الخليجية شيئاً فشيئاً من خلال تصرفاتها الصبيانية والشاذة.

وسبق أن بينا في إحدى المقالات بأن قطر لها استراتيجية غريبة بعض الشيء.. فهي أنقذت نفسها من المشروع الأمريكي الإيراني لاحتلال المنطقة عن طريق توقيع اتفاقية أمنية دفاعية مع الولايات المتحدة الأمريكية يقضي بدفاع أمريكا عن قطر ضد أي عدوان مقابل استضافة قطر لأكبر قاعدة أمريكية في العالم (خارج أمريكا)..وأيضاً مكنت تلك الاتفاقية قطر من لعب دور الدمية التي تتحرك في كل الأرجاء..ومن صنع قوة جديدة تريد أن تخلق لنفسها اسماً ناصعاً في كل دول العالم باعتبارها حمامة السلام التي ترضي الجميع وتحافظ على علاقاتها مع الجميع.. بينما هي في الحقيقة تخدم المصالح الأمريكية الإيرانية في المنطقة.. ومن أهم أسلحتها في ذلك قناة الجزيرة التي انكشفت حقيقتها في تغطيتها الضعيفة للثورتين السورية والأحوازية.

إننا نتحامل على الأخوة الأشقاء في قطر تحامل الأخ على أخيه..فمن غير المعقول أن تعاني البحرين مما تعانيه من إيران وتصريحاتها..ثم يتم استضافتها على أرض دولة جارة.. وليته كان استقبالاً لحلحلة المشاكل.. بل فوجئنا بتصري ناري كالعادة من وزير الخارجية الإيراني يهدد به البحرين بشكل وقح بأن عليها أن تتحمل عواقب عملها إن لم تنصلح الأوضاع.. بينما لم يصدر أي تصريح رسمي من قطر يدين أو يعلق على هذا.. في اصطفاف قطر الواضح مع إيران ضد البحرين.. كما لا تزال قناة الجزيرة تبث سمومها عبر أخبارها ذات العين الواحدة ضد البحرين.

محاولة الاختراق الإيرانية لموقع وزارة الإسكان


سبق أن بينا بأن موقع وزارة الإسكان هو أهم المواقع التي تحتوي على بيانات شعب البحرين وخصوصاً العاملين في سلك الدفاع والجيش لكون الأرقام المتسلسلة لهم معروفة.. لهذا حاول مجيد العلوي وأتباعه عند تعيينه وزيراً على الإسكان تسريب تلك المعلومات..بل تم تسريب جزء كبير منها فعلاً لإيران مباشرة.. ولا تزال إيران تحاول الحصول على تلك البيانات من وزارة الإسكان تحديداً..وقد ذكرت صحف البحرين هذا الاختراق قبل 5 أيام تقريباً بعد الفشل النسبي لاختراقه من أذناب إيران في داخل البحرين.. لهذا لو تأملنا في أسئلة الوفاق في دور الانعقاد السابق والحالي (قبل إقالتهم) لوجدنا بأن أسئلة كثيرة وجهت لوزير الإسكان السابق تتضمن همزاً وغمزاً في التعيينات وتوزيع الوحدات الإسكانية.

خلافات نجاد-خامنئي بدأت تظهر

طالعتنا الصحف بأخبار الخلافات الشديدة بين الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ومرشد الثورة علي خامنئي.. والتي افتضح أمرها بعدما وصل الخلاف لأتباع كلا الطرفين.. وها هي إيران تريد تغطية تلك الخلافات بالدندنة على قضية البحرين..وهذا يؤكد النظام الإيراني رغم تصريحاته وقوته الظاهرة وتخطيطه المحكم.. هو أوهن من بيت العنكبوت.. وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى..فالشعب الإيراني الفقير يغلي.. والأقليات التي تشكل 60% من شعب إيران مضطهدة ومستعدة للانفجار في أي لحظة.. والفساد الأخلاقي مستشري جداً في إيران..والتفكك الاجتماعي سمة بارزة فيه.

لا لمبالغات الولاء

يبدو بأن أهل السنة في البحرين لم يستوعبوا الدرس جيداً بعد.. فها هم يعودون لسابق عهودهم في إبراز معاني الولاء والدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية من خلال التفنن في اختلاق أفضل معاني الولاء من خلال صنع أطول سيف موقع.. وأطول وثيقة..الخ..

نؤكد بأننا مع القيادة قلبا وقالباً.. ومع البحرين بكل عدنا وعتادنا..ولكنا ضد المبالغة في إظهار هذه المعاني.. إن إظهار الولاء لا يكون بالاحتفالات أو توزيع الكيكات..أو تعليق الصور.. كم يؤسفني أن يرمى من يرمى بالخيانة والولاء بناء على حفلة رتبت..أو كعكة قطعت.. بينما القلوب لا تزال سوداوية.. والنفوس مشحونة..أخشى أنه بهذا الولاء المبالغ فيه أننا نوصل رسالة قد تُفهم خطأً من القيادة بأن أهل السنة موالين لها بلا شروط أو قيود كما كان في السابق.. موالون حتى النخاع.. موالون حتى لو ظلمنا أو أخذت حقوقنا.. وكأننا نسينا أننا قد همشنا سنين.. وأخذت حقوقنا وأعطيت لمن لا يستحقها على مدى 10 أعوام عاث فيها الخونة الفساد والتدريب حتى كادوا يقتلوننا عن بكرة أبينا في الأزمة الأخيرة لو نجحت المؤامرة..فعلى سنة البحرين أن يتعقلوا في هذه الولاءات.. وأن يفكروا جيداً قبل لبس الأحمر أو الأخضر أو أي لون.. وليت تلك الجهود ركزت على الخارج لخدمة البحرين وإظهار الحقائق إعلامياً بدلاً من هذه التصرفات التي لا طائل منها..

للأسف هناك من يحاول أن يصور الأزمة على أنها منتهية والأمر قد انقضى..والمؤامرة فشلت..والانقلاب لم ينجح..وهذا صحيح نسبياً..ولكن ما سيأتي لا يقل خطورة عما مضى.. فإيران لا تزال تصرح بتصريحاتها النارية وتحاول التدخل عسكرياً متى استطاعت لذلك سبيلا...وأمريكا وبريطانيا لا تزالان تغمزان وتلمزان للمطالبة بالإصلاحات وتقديم التنازلات رغبة منهما لتسليم البحرين لإيران كما وعداها.. والمؤامرة لا تزال بينهما مع إيران مستمرة ضد البحرين والخليج.. وحزب الله يهدد ويتوعد يومياً..وحزب الدعوة العراقي لا يزال قوياً ويحيك المؤامرات ضدنا.. ويجند الجنود الشيعة لاحتلال البحرين.. إضافة إلى أن هناك تحديات كثيرة لا تزال أمامنا نحن في دول الخليج.

لهذا على سنة البحرين أن يبدءوا بإصلاح وترميم بيوتهم الداخلية أولاً.. ويقووا من أنفسهم وعزائمهم ثانياً.. وأن يسعوا لأن يشكلوا من أنفسهم قوة كبيرة في المنطقة ثالثاً.

د.حسن الشِّيَخي
3 مايو 2011
Hasan.shiakhi@hotmail.com

هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله فيك إلى الأمام واصل هذه المقالات القيمة

    ردحذف
  2. ابو العبد من السعودية

    حفظك الله من كل مكروه مقالاتك في الصميم ولو حب>ا ان تكون لك مقاطع فيديو لما لها اهمية كبيره في سهولة نشرها وتقبلها من جميعا اطياف المجتمع وايظا اننا امة اقراء ونحن لانقراء ولا حتى ان فهم ما يحيط بنا
    وارجو تجعل مقالاتك ومقاطعك في المستقبل >ات طابع ديني وهو اساس كل شئ
    وشكرا من القلب

    ردحذف
  3. بارك الله لك وشكر لك سعيك في توعية الشارع السني وشحذ الهمم للتصدي امام المد الصفوي الاسود.. كما اثني على اسلوبك البارع في بيان الحقائق ووقوفك على المؤشرات والقرائات البارزة والتي لها اصقاطات خطيرة على الواقع البحريني والخليجي بشكل عام...
    أرجوا أن لا يتم حرماننا من مقالاتك حيث اننا ننتظرها يومياً بفارغ الصبر.
    وشكرا لسعيكم....

    ردحذف