الاثنين، 2 مايو 2011

الموضوع أخطر من ما تتصورون

لا أريد أن أثير الرعب من خلال العنوان المذكور، ولكني أريد أن أوجه رسالة أولى للحكومة وعلى رأسها قيادتها التي أُدرك بأنها تَعلم مدى خطورة الوضع، ومدى الحرج الذي أدخلت نفسها فيه، كما تعلم تمام العلم ما الذي يريده هؤلاء وما الذي يصبون إليه، ولا ننسى بأن جهاز أمن الدولة البحريني –المنحل- كان يعتبر من أفضل أجهزة الأمن كفاءة في العالم حتى عَدَّه البعض من أفضل خمسة أجهزة في العالم، لذا أُدرك بأن حكومة البحرين تعلم ما نعلمه عن هؤلاء الشرذمة وزيادة، والرسالة الثانية للشعب البحريني من محبي الوطن (الشعب الأصلي)، الذين ما فتئوا يزداد حبهم للوطن وللبحرين أكثر فأكثر.

تحدثنا بالأمس عن شروط المعارضة البحرينية وتوجهاتها ومطالبها التي بدأت تتغير تدريجياً ويبدوا أنها تتحرك مداً وجزراً بناء على اختلافاتها ورؤى قيادتها، فبعد تحولها من إسقاط النظام إلى إسقاط الحكومة فقط إلى طلبات أخرى، ها هي الآن بدأت في الرجوع للتصعيد، والمتأمل في هذه المعارضة نجد أن استراتيجيتها تنبني على أن تكون الثورة شبابية دون قيادة معينة، وقائمة على متطلبات يجمع عليها شعب البحرين كاللعب على وتر تحسين المعيشة والحريات..الخ، مع التأكيد على أهمية الجانب الإعلامي الذي يهدف لكسب تأييد أكبر عدد من الداخل والخارج يقابله عدم خسارة تعاطف الشارع السني الداخلي بالتحديد، وتم أخذ الاحتياطات اللازمة خصوصاً مع خروج المسيرات والمواجهات، حيث لم تخرج مسيرة إلا وهناك جماعة تقوم بتصوير كل ما يجري (حتى المواجهات) -وإن كانوا هربوا كالجرذان بعد دخول قوات الأمن عليهم- إضافة إلى نقل المعلومات بسرعة هائلة خلال دقائق من أرض الميدان إلى وسائل الإعلام من خلال شبكة إعلامية متمرِّسة، كما لم تنسى هذه الشبكة رش بعض البهارات على الصور من خلال الكذب والخداع والتباكي والتزييف والتمثيل المكشوف، كما لا ننكر أنهم استطاعوا جرّ الحكومة لاستخدام القوة (وهو ما أرادوه) فسقط منهم 7 قتلى فقط (وهو عدد لا يمكن مقارنته مع ثورة تونس مثلا التي وقع بها أقل عدد من الضحايا وهو 286 شهيد)، فاستطاعوا كسب تأييد الرأي العام العالمي، وصوروا للعيان بأن ملك البحرين وحكومته يريدون إبادة الشعب وقمع الحريات.

فأراد النظام البحريني بعدها تحسين صورته فسمح لهم بالمكوث في الدوار دون مضايقة فاستمروا هناك بضعة أيام بدأ جمهورهم فيها بالتململ، فكان لابد من تصعيد الأمور فنادوا لمسيرات ضخمة كالتي حصلت في يوم 22 فبراير والتي زاد من أعدادها ما رأوه من حشود ضخمة في مسيرة تجمع الوحدة استفزت بها قواهم، وبعد أن رأوا نجاع هذا الأمر بدأت الدعوة لمسيرات أخرى وبأعداد مماثلة لتشكيل ضغط أكبر على الحكومة ومحاولة إعادة كسب الرأي العام الذي خسروا جزءً مهماً منه.

إننا لا نتحدث عن معارضة شبابية طائشة (وإن كان هذا موجوداً بينهم) ولكنا نتحدث عن مُنَظِّرين ومسيِّرين ومخطِّطين متمرسين ومدربين جيداً على هذا الأمر، استمدوا قواهم من دعم إيران وحزب الله فرسم هؤلاء كل السيناريوهات المتوقعة، وها هم يحققون العديد من المكاسب الإعلامية والمطلبية التي تخدم توجهاتهم، وأنقل لكم رسالة مسربة صادرة لقياداتهم تم تداولها على الإيميلات في الآونة الأخيرة والتي تعكس توجهاتهم وخطوات عملهم:

((يجب على أهل البيت وأنصارهم في البحرين زيادة الضغط وضمان استمراره وعدم توقفه على النظام،لأن البحرين هي منطقة الضعف الرئيسية في دول الخليج الفارسي ونتوقع ان امريكا وبريطانيا لن تستطيعا دعم الملك والنظام في حالة حصول مظاهرات وتواصلها وزيادة حدتها وعنفها ،وخطوتنا الراهنة هي تعبئة الرأي العام العالمي وفي منطقتنا ضد الملك شخصيا وحاشيته السنية . ولذلك يجب ان نجبر النظام على قمع المظاهرات وقتل بعض المشاركين فيها من خلال استفزاز الجيش وقوات امن النظام وضربهم بكافة ما يتوفر واذا حصل ذلك فان الثورة ضد النظام ستندلع وتزداد قوة وانتشارا وسوف يقف الراي العالم العالمي مع الانتفاضة ويعزل النظام. ان استغلال صور الجرحى والشهداء الذين سيسقطون ونشرها على نطاق واسع سوف يوفر لنا القدرة على محاصرة النظام واجباره على ارتكاب المزيد من الجرائم وهو ما نحتاج اليه بقوة لتحقيق احد اهم اهدافنا وهو تعبئة الجماهير في البحرين من خلال تكرار الاحتفال بذكرى قتل الشهداء واقامة المأتم اسبوعيا وشهريا وفصليا وكل نصف سنة وسنويا حتى اسقاط النظام . والهدف منه ازاحة الملك هو اقامة جمهورية البحرين الاسلامية والتي يجب في المرحلة الاولى ان تتجنب إظهار ولائها لإيران وان تعمل كدولة مستقلة نقدم لها الدعم الكامل ولكن بصورة سرية، لتمكينها من اعداد الوضع في البحرين خلال الفترة المقبلة لتحقيق الاهداف الاخرى الاهم ، كما يوفر لنا ذلك فرصة وضع كل دول مجلس التعاون الخليجي امام امر واقع سوف يؤثر بشدة على مواقفها ويجعلها تتقرب من جمهورية ايران الاسلامية وتقدم لها التنازلات لارضائها وهو ما نريده بعد اسقاط الملكية في البحرين . اما الخطوة التالية بعد اكمال الاعداد النفسي والسياسي والاقتصادي فهي استغلال وجود اغلبية شيعية لاجراء استفتاء شعبي في البحرين لتقرير مصيرها بعد رفع دعوات من انصار لنا بضمها الى ايران كمحافظة ايرانية سلبت منا بالقوة وبعد ذلك سوف تضم البحرين وتعود جزء عزيزا من جمهورية ايران الاسلامية.
ان التدرج في طرح المطاليب امر ضروري لتجنب الوقوع في خطأ الحسابات غير الصحيحة . ولاجل ازالة العقبات من امامنا المطلوب كسب اكبر عدد من السنة في البحرين الى جانبنا بتأكيد اننا لسنا ضدهم فهم اخوتنا في الاسلام وانما نحن ضد الملك الطائفي والكتلة الطائفية السنية معه)).

لهذا نقول بأن هؤلاء لا يمكن تصديقهم أو الوثوق بهم، ومما يؤكد هذا أيضاً الخطابات التي يتم طرحها في الدوار التي تنفي التوجهات السلمية لهم وتبين كيدهم وأنهم لا زالوا يريدون تغيير النظام (رغم تنازلهم الظاهر فقط عن هذا الأمر)، وآخر تلك الخطابات خطاب الأمس (23 فبراير) الذي طرحه الدكتور الجامعي عبد الجليل السنكيس الذي خرج من السجن متجهاً للدوار ليبدأ في التحشيد ضد النظام والملك -الذي أطلقه من السجن- خصوصاً بعدما رأى أن أهل الدوار ومعهم الوفاق بدأ خطابهم في التغير والتنازل، فبدأ في إثارة الشباب من خلال تذكيرهم في التعذيب والقتل الذي فُعل بهم (مع المبالغة طبعاً).


قوة إعلام المعارضة وضعف إعلام الحكومة وتجمع الوحدة

رغم التحسن الواضح الذي طرأ على الإعلام الحكومي الرسمي وإعلام حركة تجمع الوحدة بعد أن كان ضعيفاً جداً في المراحل الأولى من الفتنة، إلا أنه لا يزال الحلقة الأضعف بالمقارنة مع الإعلام الآخر الداعم للمعارضة، فلا تزال المعارضة المسخ في البحرين تستغل الثورات الشريفة في العالم لتحقيق مآربها الطائفية، ويدعمها العديد من الجهات على رأسها قناة الجزيرة وخصوصاً الانجليزية وللأسف الشديد، وقناة CNN التي حولت توجهها في الوقت الحالي ليكون أكثر حيادية، وقناة BBC البريطانية الخبيثة، إضافة للقناتين صاحبتا التوجهات الطائفية من الدرجة الأولى المنار والعالم، أما عن الجرائد فللأسف هناك البعض منها الذي خُدع بشعارات المعارضة واستغل قوتها الإعلامية في مقابل الإعلام الحكومي المتقوقع على قناة البحرين الضعيفة أمثال صحيفة القدس العربي الذي يديرها عبد الباري عطوان الذي لم يدرك بعد الاختلاف الكلي لهذه الثورة عن الثورات الأخرى، ونحت هذا المنحى دون أن تبين رأيها صراحة صحيفة الشرق الأوسط الذي استغلت هي الأخرى ضعف الإعلام الحكومي، أضف إلى ذلك الصحف الإيرانية بأجمعها، أما في البحرين فإن المتحدث شبه الرسمي للمعارضة جريدة الوسط البحرينية التي تعتبر أكثر الجرائد انتشاراً في البحرين (لدى عموم الشيعة تحديداً).

أما الإعلام الحكومي فيبدوا أنه لم يستطع تغيير وجهة نظر أقوى قناة عربية إخبارية وهي الجزيرة من خلال مكالمة ملك البحرين لأمير قطر ثم الطلب من الإمارات للتوسط عند قطر لتحييد قناة الجزيرة، لكن لا تزال بعض القنوات ممَّن يقف مع التوجهات الرسمية البحرينية وعلى رأسها قناة العربية، و قناة CNN في الوقت الحالي مع ضغطها غير المباشر على الحكومة لإجراء الإصلاحات المطلوبة، أضف إلى ذلك الوقفة البطلة من قناتي (وصال والصفا) التي يتابعها جمهور كبير من الطائفة السنية، ولا ننسى أيضاً بأن جميع الصحف البحرينية (باستثناء الوسط) لها توجهاتها المتوافقة مع الإعلام الرسمي بشكل أو بآخر.

أمريكا: ترمومتر البحرين

لا ندري إلى متى ستخضع الحكومة للتصريحات الأمريكية التي أصبحت كترمومتر تُصعِّد خلاله الحكومة الوضع أو ترخيه، ولا نريد الحديث هنا عن التناقض الأمريكي والسير خلف مصالحها على حساب العرب، ورسالتي للحكومة أن تنظر للصواب من منظور وطني عربي إسلامي، وليس من منظور غربي أمريكي راديكالي. فها هي أمريكا تصفق للحكومة والقيادة نحو سعيها للإصلاح مع علمها بأن هؤلاء المعارضون إيرانيو التوجه والولاء، (وكم نشك في العلاقات الخفية بين أمريكا وإيران).

العلاقة بين ثورة مصر والبحرين والتقليد الأعمى

لم أجد تقليداً مستنسخاً كتقليد معارضة البحرين (الباطلة) لثورة مصر (الباسلة)، من وسائل النشر على الفيس بوك وغيرها إلى الشعارات المستوحاة من الثورة المصرية كـ(الشعب يريد إسقاط النظام)، و(مش حنمشي، هو يمشي)، ومقر التجمع في الدوار، وتشكيل اللجان وقوائم العار، والزواج الذي تم في الدوار ..الخ، ولا أدري إلى متى سيفهم هؤلاء بأنهم يحلمون، وكم شوه هؤلاء ثورة شباب مصر الأحرار.

شكراً أم زهراء

لا ننكر بأن هناك العديد من أهل الدوار ومن خرج في مسيرتهم الحاشدة من أصحاب التوجهات المتزنة والمعارضين للمعارضة نفسها، وكم هي جميلة الصرخة التي أطلقتها (أم الزهراء) التي قالت بأنها وزوجها من شيعة البحرين، وولائهم للآل خليفة، وبأنها محبة للبحرين، وبأن هناك العديد من الشيعة لا يستطيعون الكلام في وجه المعارضة التي تهدد الآخرين للخروج للشارع. واستمعوا لخطابها:
http://www.2bb.me/0222-603212984039723044.amr

إلى جلالة الملك

• شكراً على إطلاقك المجرمين والمحرضين من السجون للمرة المائة أو الألف ربما.
• شكراً على عفوك الكريم الذي بلغ عدداً لا يمكن إحصاؤه.
• شكراً لأنك أطلقت هؤلاء حتى يحرضوا ويخربوا البلد ويرهبوا الشيعة والسنة المسالمين مرة أخرى.
• شكراً لأنك سمحت لهم بإعلاء كلمتهم ورفع رؤوسهم.
• شكراً لأنك حولتهم من جرذان إلى أبطال.
• شكراً لأنك لم تتجرأ على استخدام قوة الأمن ضدهم لأنك هِبت الرأي العام وأرضيت أمريكا على حساب شعبك.
• شكراً لأنك استمعت إلى هذا المطلب فقط فنفذته، وتركت المطالب الأخرى.
• شكراً لأنك أطلقت هؤلاء المجرمين الذين ثبتت إدانتهم بينما لازال يقبع المرباطي وغيره في سجون السعودية دون أن تتحرك له قيد أنملة.
• شكراً لأنك سمحت لهم بإعادة تخريبهم وحرقهم لأن تخريبهم الأول لم يكن كافياً لهدم البلد.
• شكراً لأنك قويت شوكتهم، وجمعت شملهم، ووحدت صفهم بخروج قياداتهم من السجن، وها هم يسبونكم على الملأ.
• شكراً لأنك أخرجت البلاد من نفق مظلم إلى نفق أظلم.
• شكراً على تحيزك الأعمى لهم.
وأرجو من جلالتكم أن تحافظ على حب من خرج في ساحة الفاتح لكم.

رحمك الله يا أمير المؤمنين يا سيدنا عمر بن الخطاب، فكم كنت حريصاً على نشر العدل، ورد الظلم، ودرء الفتنة، وتحقيق الأمن، والصدح بالحق، ومعاقبة الظالم، وكم كنت شديداً على المنافقين وأعوانهم.

كلمة أخيرة: كم هو جميل أن تعفوا عن بعض الناس.. ولكن الأجمل أن تنشر الأمن لدى جميع الناس

د.حسن الشِّيَخي
24 فبراير 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق