الاثنين، 2 مايو 2011

بعض الأسرار الداخلية والخارجية

أولا: الأسرار الخارجية
موقف قطر
تساءل العديد حول موقف قطر المبهم من أزمة البحرين والتجاهل المتعمد لها.. خصوصاً وأنها كانت في طليعة المؤيدين (على استحياء) للبحرين منذ بداية الأحداث.. لهذا من حقنا أن نطرح أسئلة تتمثل في أسباب التراخي القطري.. ولن نبالغ إن قلنا بأن هناك تكتيماً وتعتيماً متعمداً من الإعلام القطري على أحداث البحرين.. حيث عرض التلفزيون القطري الأغاني والبرامج الترفيهية طوال فترة الأزمة.. أضف إلى ذلك بأن الشعب القطري ليس متابعاً جيداً للسياسة.. فما هي أسرار وأسباب هذا الموقف غير الواضح من دولة شقيقة؟

لمعرفة أسباب الازدواجية القطرية لا بد أن ندرك بأن هناك عدة أحداث أثرت وتؤثر على القرار السياسي القطري (ثم قناة الجزيرة) وخصوصاً حول أحداث البحرين، وهي:
1. زيارة ملك البحرين لدولة قطر والاجتماع بأميرها ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها (حمد بن جاسم) الذي يعد المخطط الأول لسياسات قطر الخارجية والمالك غير الرسمي لقناة الجزيرة والداعم الأوحد لها.. حيث تمت الزيارة قبل بداية الأحداث بيومين تقريباً.. وسُرِّبت معلومات بأن ملك البحرين قد طلب من قطر التزام الحياد من قناة الجزيرة في نقل الأحداث..وهو ما كان من القناة في بداية الأحداث بالمقارنة مع أحداث تونس ومصر..
2. قد لا يعلم البعض بأن قطر سلمت نفسها للعديد من الدول متناقضة الاتجاه.. وهي:
• أمريكا: بناء على الاتفاقية الأمنية وبناء أكبر قاعدة حربية لأمريكا في العالم في قطر.
• إسرائيل: العلاقات القطرية والإسرائيلية فاحت رائحتها منذ زمن.
• إيران: هناك أخبار غير مؤكدة بأن هناك اتفاق بين قطر وأمريكا وإيران على عدم مساس إيران لقطر في مقابل الدعم الإعلامي لقناة الجزيرة لإيران وتوجهاتها.. ونلاحظ بأن إيران لم يسبق لها أن انتقدت قطر أو حاولت المساس بها لوجود القاعدة الأمريكية بالطبع إضافة لهذه الاتفاقية السرية..كما إن قناة الجزيرة لم يسبق لها تغطية الاحتجاجات الإيرانية بصورة كبيرة في الوقت الراهن.
• حزب الله: الدعم الإعلامي من قطر (قناة الجزيرة) لحزب الله بادي للعيان.
• سوريا: بناء على استضافة هذه الدولة وراعيتها لحزب الله..ووضح الانحياز الإعلامي من الجزيرة للنظام السوري في الثورة السورية الأخيرة.
• حماس: وهي الحركة الشريفة الوحيدة التي أحسنت قطر التعامل معها ودعمها.
فنلاحظ بأن الخلطة السحرية لقطر في علاقاتها هي خلطة غريبة متناقضة..ولكنا لو تمعنا في العلاقات السرية بين هذه الدول (باستثناء حركة حماس) فإننا قد نقتنع بهذه الخلطة.. فهناك علاقات معروفة بين إيران من جهة مع أمريكا وإسرائيل..خصوصاً مع التقارير التي تؤكد التعاون الأمريكي الإيراني الأمني للقضاء على القاعدة ومحاولة الأمريكان احتواء إيران كحليف وليس كعدو نظراً لقوتها على الصعيد الجغرافي والتاريخي ووجود قاعدة ولائية كبيرة لها في البحرين والكويت واليمن والسعودية ولبنان وسوريا.. كما إن أمريكا أبدت استعدادها للتنازل عن البحرين وتسليمها لإيران.. لذا أدركت قطر خطورة الموقف.. فاشترطت على الأمريكان عدم المساس بقطر وعدم انتقاد مواقفها علنا في أية سياسة داخلية أو خارجية في مقابل فتح أراضي قطر لأمريكا..
أما عن علاقة سوريا بإيران فواضحة ولا تحتاج لتعليق..بينما يجب أن ندرك بأن هناك علاقة وطيدة بين سوريا وإسرائيل..فنظام بشار الأسد يعتبر حائط السد الأول (مع حزب الله)..الحامي لإسرائيل..وليس هذا مقام الحديث عن هذه العلاقات الخفية..ولكن يكفينا معرفة بأن السبب الأول لضرب إسرائيل لغزة هذه الأيام هو التغطية على الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد ضد أهل السنة من شعبه في رغبة واضحة من إسرائيل لحماية نظام البعث السوري الذي لم يتجرأ على إطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 40 عاماً.. كما لا يخفى التعاون القطري السوري من خلال عدم حياد نقل قناة الجزيرة للمجازر الواضحة لنظام الأسد ضد شعبه فيما تعمدت نقل أحداث البحرين بالصورة التي تريدها إرضاءً لإيران..
أما عن تصريح بشار المؤيد للتعامل الحكومي للبحرين مع الأزمة الراهنة فأتى بعد أنباء عن وجود ثورة سورية داخلية..وإرسال السعودية العديد من الدعاة والأئمة داخل سوريا في الآونة الأخيرة لتحريض الشعب السوري على الثورة مما شكل ورقة ضغط ضد نظام الأسد فوافق على الشروط السعودية ومن ضمنها دعم حكومة البحرين...
لهذا فإن خيوط العلاقات القطرية المشبوهة تتضح حينما نعلم بوجود خيوط متشابكة ومنظومة علاقات متشعبة وغير واضحة...

3. الأمر المهم الحاصل، والذي لا يعلمه الكثير منا: هو وجود محاولة إنقلاب عسكري من الجيش القطري كادت تحدث في الفترة من 15 إلى 20 مارس (على الأرجح).. واكتشفت الاستخبارات السعودية الأمر..فأرسل الملك عبد الله رسالة تحذيرية لأمير قطر الذي تهكم على الرسالة ولم يرعها بالاً ظناً منه بوجود ولاء تام من الجيش القطري له.. ويجب أن نعلم بأن العديد من أهل قطر وجيشها يكنون بالولاء والمحبة الغزيرة للملك عبد الله لهذا جاء الخبر للملك عبد الله بذلك.. وقبل 24 من ساعة الصفر جاء ضابط أركان من الجيش لأمير قطر ليعلمه بأن ساعة الصفر حانت ضده بعد 24 ساعة فقط..فتفاجأ أمير قطر وأمر مع وزير خارجيته بتحقيقات عاجلة تبين منها وجود انقلاب فعلي من الجيش.. حتى أورد العديد من الشهود وجود إنزال بري من دبابات الجيش القطري جابت العديد من شوارع قطر.. فأجرى أمير قطر اتصالاً سريعاً بالملك عبد الله طالباً الصفح منه وإفشال الانقلاب..فأجرى الملك عبد الله اتصالات سريعة مع قيادات الجيش القطري لإيقاف العملية الانقلابية فوراً..
وهذه الحادثة توضح العديد من الأمور:
• وجود تذمر كبير في الجيش القطري (والشعب القطري) من السياسات القطرية الفاشلة خارجياً.. وابتعادها عن الاجماع الخليجي..
• أحست قطر (بالفشيلة) من السعودية والملك عبد الله الذي رغم إساءات قطر المتكررة له إلا أنه أرسل تحذيره واستعداده لمساعدة قطر ضد الانقلاب الحاصل فيها.. ونلاحظ بأن الإعلام القطري (الجزيرة) غض الطرف عن السعودية تماماً وبدء في تحييد أحداث البحرين.. كما إن قناة الجزيرة والإعلام القطري لم يتكلم من قريب أو من بعيد حول هذا الأمر الخطير.
موقف الكويت
لا يخفى عليكم وجود تناقض بين المواقف الكويتية.. فهناك الموقف الشعبي البطل والانتفاضة الواضحة التي حصلت في الكويت لمساندة سنة البحرين وحكومتها ضد الامتداد الصفوي والانتباه للمؤامرات الجارية ضد دول الخليج.. أما الموقف الرسمي فهو منقسم لقسمين: قسم مع أمير الكويت وهي المؤيد الواضح لإجراءات البحرين وهو الموقف الرسمي المعتمد..وهناك موقف آخر غريب ودخيل يتمثل في رئيس وزراء الكويت ناصر المحمد المرتبط بعلاقات وثيقة بإيران مذ كان سفيراً لها لمدة 7 سنوات.. ولا توجد دلائل واضحة على أسباب هذه العلاقة الوطيدة بينهما.. إلى أن هناك أنباء تبين وجود ابتزاز شخصي إيراني لرئيس وزراء الكويت عن طريق وجود أشرطة مسجلة تدين ناصر المحمد في علاقات مشبوهة..

على كل..فإن الوقائع تؤكد ضلوع ناصر المحمد في أمور خطيرة.. منها علاقاته المتعددة مع محمود حيدر الذي يمتلك امبراطورية إعلامية ومؤسساتية في الكويت..وعلاقاته الوطيدة مع شيعة الكويت.. أضف إلى ذلك موقفه الأخير الرافض لإرسال قوات كويتية مساندة لدرع الجزيرة.. والأمر الخطير هو تورطه في إرسال أطباء كويتيين شيعة من حزب الله الكويتي للبحرين.. وللعلم.. فإن محاولة إرسال هؤلاء الأطباء كانت الشعرة الأخيرة التي قد تنقذ ثورتهم..حيث بينت بعض الأخبار وجود 40 هاتف آي فون موصل مباشرة بالأقمار الصناعية ومبالغ مالية ..وتتمثل الخطة في إختلاق تمثيلية عبارة عن مقتلة تحصل في الشيعة (على غرار التمثيليات السابقة) يتم إرسال صورها للقنوات العالمية لتصور الحدث على أنها حرب إبادة ضد الشيعة لتكون الذريعة الكبرى للتدخل الإيراني العسكري في البحرين.. وذلك بعد فشلهم في إحداث مجزرة في صفوف شيعتهم رغم الصوت المزيفة ورغم الإعلام الظالم إلا أن رحمة الله كانت أكبر..

لهذا فإن وجود هذا الرجل (ناصر المحمد) يشكل خطراً كبيراً على الكويت والبحرين والأمن الخليجي وللأسف الشديد..

ثانياً: الأسرار الداخلية

لا تزال خيوط المؤامرة تتكشف ببطء شديد.. أما عن آخر المستجدات التي وصلتنا..فهي التالي:

1. لا بد أن ندرك بأن هناك ثغرات عديدة ظهرت في الحكومة البحرينية التي أزالت أمن الدولة في بداية عام 2000.. وأحالت أهم ضباط التحقيقات كعادل فليفل وغيره للتقاعد.. لهذا استغل الشيعة الأمر وبدءوا في استغلال هذه الثغرات..فتوظفوا في كل وزارات الدولة.. وتخصص العديد منهم في تكنولوجيا المعلومات والحاسوب IT.. فاستطاعوا اختراق العديد من أجهزة الدولة حتى وصلوا لوزارة الدفاع.. واستطاعوا الوصول لأجهزة وزارة الإسكان فحصلوا على معلومات العسكريين من هناك.. وحصلوا على مخطط السلمانية الهيكلي من وزارة الصحة..وحصلوا على تفاصيل مغادرة القيادات من المرور..وحصلوا على مخطط تحركات الداخلية من اختراق أجهزتها.. ولولا الحماية الأمنية الجيدة للإحصاء لحدثت كارثة.. والأمر الذي لم يلحظه أحد هو أن يوم ساعة الصفر (15 مارس) تم زرع (هاكرز) في جميع أجهزة حاسوب الوزارات والشركات المهمة.. ولولا فضل الله سبحانه ثم بجهود ويقظة العديد من كوظفي تقنية المعلومات الشرفاء لقضي على هذه البيانات وتسببت بكارثة..
2. لا يخفى على أحد بأن الفراغ الأمني الرهيب الذي حصل في فترة الأسبوع الأخير للمؤامرة كان متعمداً من الدولة..وذلك لاستدراج هؤلاء ومخططاتهم.. فنجحت المجازفة الخطيرة.. ويبدوا أن هذه الخطة الجهنمية الجنرالية لم تكن خطة بحرينية بحتة..بل اشتركت فيها جهات عدة.. وتورد بعض البيانات وجود تعاون أمني بين الاستخبارات البحرينية واستخبارات دولتين عربيتين.. ولن أخوض في هذه المعلومات الآن نظراً لحساسيتها..

الوحدة الخليجية
بعد كل هذا وغيره كثير..أصبح لا مناص من تحقيق الوحدة الخليجية الفعلية..وبأسرع وقت..وخصوصاً على الصعيد العسكري والاقتصادي والدبلوماسي..لهذا نحن متفائلون بهذه الوحدة خصوصاً مع وجود كفاءة متميزة مثل الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الذي أحسن بالاستعانة بالدكتور عادل عبد الله كمستشار سياسي له.. ولا نشك في سعيهما لمثل هذا الأمر..

إلا أننا لا نزال نخشى وجود العقبات التي تشكلها بعض الأمور..وهي:
1. التوترات الموجودة في اليمن..فاليمن رغم عدم وجودها الفعلي ضمن منظومة مجلس التعاون..إلا أن ضمها للمجلس بات ضرورة خصوصاً مع الطاقة الديمغرافية اليمنية.. كما إن استقرار اليمن يشكل أولوية عاجلة لدول مجلس التعاون التي اجتمعت وستجتمع عاجلاً لبحث وحل الأزمة.
2. وجود بعض القضايا الخلافية القديمة الجديدة بين دول المجلس قد تؤثر على الوحدة أو تأخرها كالخلافات الحدودية بين السعودية وقطر والإمارات.. والموقف القطري الخارجي وقناة الجزيرة وغيرها.. والخلاف الإماراتي السعودية حول مقر البنك المركزي الخليجي.. لكنا نتمنى من هذه الدول تجاوز هذه الخلافات وإعطاء الأولوية للوحدة التي باتت لازمة اليوم.. وإلا سيتم إحتلالنا من إيران عاجلاً أم آجلاً.
3. التدخل الإيراني ضد هذه الوحدة..واحتمال إحياء خلاياها النائمة في الخليج لزعزعة أمن الخليج..وإشغال دول الخليج في القضايا الأمنية على حساب الوحدة الخليجية.

د.حسن الشِّيَخي
Hasan.shiakhi@hotmail.com
10 أبريل 2011

هناك تعليق واحد:

  1. وين مرســـــــاك27 أكتوبر 2011 في 1:45 ص

    الاستاذ الدكتور حسن الشيخي

    السلام عليكم ورحمة الله

    بقد اصبت بوصفك الرائع الذي لامس الحقيقة عن قرب , ولايخفي مايحاك من هذه الدويلة التي تظن ان بأموالها قادرة على افعال شيطانية وهذه ليست السياسة القطرية التي عهدناها منذ القدم انما مع الاسف انصاعت بعد توظيفها بالمال لصحفين حقودين اشترتهم بالمال واعطتهم اسامي قبائل قطرية وتم التعتم على هذه المسميات فقط لتضرب البحرين وقطر ليس لها هم الا البحرين حتى من قبل الحكم بأحقيتنا في جزيرة حوار كان همها الوحيد البحرين ومن يضرب البحرين هي في صفه واستعانتبالبحرينين الذين هاجرو وهاهم الان هم الذين يسيؤن للبلد الذي تربو وشد عوهم على ارضها وبعد ان اشتد ساعدهم انكرو صلتهم بهذا الوطن وقامو يهاجمونها ...؟

    هذه هي سياسة المال يا استاذي العزيز , فبالمال تستطع فعل كل ماتريد لكن بعد ان يأذن الله في ذلك .

    لا اذن الله فيما تسعى اليه قطر ولا من اراد لبلدنا الشر.

    كلمة اخيرة اقولها لقطر هل ستوفي ايران بتعهدها لكم واهدائكم جزر حوار بعد ان تحتل البحرين !!! ام ستكون قطر الوجبة الرئيسية بعد المقبلات ؟؟؟

    تقبل تحياتي استاذي الفاضل

    ردحذف