الاثنين، 2 مايو 2011

كيف سنتعايش معهم؟

لم أستطع كتابة أي شيء في الأيام الماضية لانشغالي بمتابعة الأحداث المريعة التي حدثت في البحرين طوال أسبوع كامل، فمنذ التصعيد الكبير من الغوغائيين يوم الأحد الماضي 13 مارس بتعمد استفزاز الدولة والشعب بسد أكثر الشوارع حيوية وهو شارع الملك فيصل إضافة للمرفأ المالي بدايةً من الساعة 5:30 صباحاً بعد أن فوجِئَت المعارضة بالصبر اللامحدود من النظام البحريني الذي تعامل معهم بكل لين ورفق ضارباً المطالبات المكثفة من الفئة الأخرى من الشعب عرض الحائط....فكما كان متوقعاً من المعارضة فقد استخدمت آخر الحلول أو الحل قبل الأخير وهو مضايقة الشعب ولي ذراع النظام بإغلاق الشارع الاقتصادي الأول في المملكة (الحل الأخير هو العنف والتخريب).. فتوقع الجميع حدوث مواجهات وتصعيد وعدم سكوت الحكومة.. وفعلاً حدث ما لم يتمناه أحد بل ما لم يتوقعه أحد وهو بلا مبالغة (محاولة الإنقلاب على النظام واكتشاف المخطط الإرهابي الصفوي).. ونحمد الله على ذلك..

وأجدني مضطراً لأن أسرد مُكرِّراً ما حدث باختصار في الأسبوع التاريخي الذي شهدته البحرين..
ففي يوم الأحد 13 مارس حاول رجال الأمن (معزولي السلاح) بكل سلمية إزالة الحواجز الأمنية التي وضعها المخربين على شارع الملك فيصل لكنهم ووجهوا بعنف وغضب غير طبيعيين من المخربين... فهرب رجال الأمن وحدثت المواجهات وامتدت بسرعة فائقة لجامعة البحرين وديوان مجلس الوزراء وبعض المناطق الأخرى في إشارة لوجود شبكات اتصال ومعلومات سريعة ومرتبة ومنظمة بشكل كبير جداً بين المخربين بعضهم البعض...ولم تستطع الشرطة طبعاً فتح شارع الملك فيصل لأنها معزولة السلاح بينما كان ينعم المخربون بحمل الحجارة والسكاكين والسيوف والعصي... فأدى ذلك لحدوث المواجهات بين الطرفين واستخدام مسيلات الدموع وطلقات الشوزن.. وإليكم بعض تفاصيل الأحداث المؤلمة:

ما حدث في الجامعة
في نفس اليوم أيضاً الأحد 13 مارس...لم أصدق ما حدث في جامعة البحرين بالصخير من انتهاكات واشتباكات وعنف وتصعيد... وبحسب الروايات التي جُمعت هنا وهناك فقد بدأت المواجهات حينما خرج الطلبة والطالبات أتباع المعارضة للمظاهرات لليوم الثالث على التوالي دون منع من الجامعة (سبق أن خرجوا في الأسبوع الذي قبله).. ولكنهم في مثل هذا اليوم بدءوا بتهديد رئيس الجامعة ونائبه وكل من يحتمل أن يقف في طريقهم..ثم هتفوا بسقوط النظام والملك ورئيس الوزراء فم يتحرك أحد.. فقاموا باستفزاز الطلبة السنة بهتافاتهم الطائفية وخصوصاً نبذ المجنسين (جميع أهل السنة)..وهو خطاب تصعيدي بدء ينخر في معتقداتهم من أن جميع أهل السنة مجنسون وهم السكان الأصليون...فبدأت المواجهات بحذف الطاولات والكراسي بين الطرفين..ثم هدأت قليلا قبل وقوع العاصفة الهوجاء..حيث انطلق الطلبة من الطرفين لسياراتهم لأخذ الأسلحة البيضاء لتبدأ المعارك الطاحنة بين الطرفين..وما هي إلى لحظات وإذ بباصات وسيارات كثيرة تدخل الجامعة من قبل جماعات المخربين (من الشيعة البحارنة) قادمة من الدوار محملة بأسلحة من عصي وحجارة وسكاكين وسيوف...ومما ساعد على ذلك خيانة وعدم تبليغ رجال أمن الجامعة-من الشيعة تحديداً- بما يجري... وبدأت عمليات ضرب وترويع أهل السنة من أولاد وبنات بكل قسوة وبتحريض من بعض دكاترة الجامعة.. فخرج من الجامعة من استطاع الخروج وهرب من هرب.. فاختبأت مجموعة (أكثر من 50 طالباً) من طلبة السنة في إحدى القاعات هرباً من مجازر الشيعة... فقام أحد رجال الأمن (الشيعة) بتبليغ المخربين بمكان وجود الطلبة السنة حتى أمسكوا بهم وبدءوا بضربهم حتى أصيب بعضهم إصابات خطيرة ولا يزال العديد منهم في المستشفى..ثم بدءوا بفتح طفايات الحريق لخنق أهل السنة الذين صعدوا للطوابق العلوية وسدوا الطرق بالطاولات والكراسي ولولا عناية الله لتم الإلقاء بهم من فوق..ووردت أنباء عن إلقاء شاب معوق من أهل السنة من الطابق الثاني.. ولم يكتفوا بذلك بل امتدت أيديهم القذرة للبنات العفيفات من أهل السنة فتحرشوا بهن وتحسسوا أجسادهن ومزقوا ثيابهن وضربوا بعضهن حتى اجتمع 20 شخصاً لضرب بنت واحدة(والبنت حالياً في إنعاش مستشفى العسكري).. والغريب بأن كل هذا تم أيضاً بتحريض من نائب الوفاق محمد المزعل الذي تواجد هناك مع غيره من نواب الفتنة..في إشارة للرجولة المخنثة من هؤلاء الذين يعتدون على أعراضنا وبناتنا.. ثم جاءت سيارات الإسعاف من مستشفى السلمانية لتزيد الطين بله بتزويد طلبة الشيعة المخربين بالأسلحة البيضاء وتعالج بعض مصابيهم ثم انصرفت بعد رفض معالجة أي طالب من أهل السنة.. ثم جاءت قوات الشغب (غير المسلحة كالعادة) التي تأخرت كثيرا في الدخول وبدأت في إلقاء القنابل المسيلة للدموع لتنتهي المعركة الطاحنة بإصابات متعددة بين طلبة السنة.. وقد أظهرت الصور واللقطات المسجلة حجم الاعتداءات على طلبة ومباني الجامعة... وأعلم أن هناك لقطات ومشاهد كثيرة لم نسردها لقلة المعلومات عنها..ولكنها ستظهر في القريب العاجل بإذن الله..وأريد أن أسلط الضوء على العديد من خيوط الجريمة التي تحتاج لوقفة طارئة وتحقيق عاجل محايد، وهي:

1. مدى حجم التنظيم والتنسيق الكبير الموجود لدى الشيعة وسرعة تناقل الأخبار فيما بينهم من المرفأ المالي إلى الجامعة إلى مستشفى السلمانية إلى الباصات، ويدل ذلك على وجود مخطط مسبق يمهد لانقلاب تام على النظام، ومما يوضح العمل والجهد الجهيد الذي كان يقوم به هؤلاء في السنوات الأخيرة.
2. حجم الحقد والغل والكراهية الذي ملأ قلوبهم السوداء فقاموا بما قاموا به من جرائم لا يقوم بها حتى الحيوانات.
3. خيانة رجال أمن الجامعة (الشيعة تحديداً) بأن سمحوا للمخربين بالمرور والتبليغ عن أماكن اختباء الطلبة السنة، والتكتم عن الشيعة.
4. الخيانة التي ظهرت من دكاترة وأساتذة الجامعة (الشيعة تحديدا) الذين ثبت تحريضهم لهذه المواجهات.
5. خيانة شركات الباصات بتوفير مجموعة باصات لتوصيل المخربين البلطجية للجامعة.
6. خيانة نواب الوفاق بتواجدهم في موقع المواجهات وزيادة تحريضهم ضد أبناء السنة.
7. خيانة العديد من طالبات وطلبة الشيعة ضد زملائهم السنة بإخراج السكاكين والسيوف في وجوههم والتواطئ مع الشيعة لإيذائهم، بل حتى بنات الشيعة تواطأن للنيل من بنات السنة على مرأى دكاترة الشيعة.
8. خيانة ممرضات وسيارات إسعاف مستشفى السلمانية الذين حُمِّلت سياراتهم بالأسلحة البيضاء لمساعدة المخربين.

كما إن هناك العديد من العتب على رئيس الجامعة ونوابه والإداريين الذين لم يطلبوا من رجال الأمن التفتيش المسبق لسيارات الطلبة وزيادة رجال الأمن من السابق وإخطار رجال الأمن والشغب من السابق تحسباً لهذه المواجهات خصوصاً مع وجود شحن طائفي غريب منذ يومين وخروج المظاهرات هناك، إضافة إلى التأخير غير المقبول في دخول قوات الأمن...
وعليه نطالب فوراً بالتالي:
1.التحقيق في الأحداث تحقيقاً فورياً وعاجلاً وإعلان النتائج.
2. فصل وسجن جميع الطلبة المحرضين والمشتركين في المظاهرات وخصوصاً في الاعتداءات العنيفة ضد الطلبة..
3.فصل وسجن جميع الدكاترة رجال ونساء الذين ثبت تحريضهم ومشاركتهم.
4.فصل وسجن جميع رجال الأمن الشيعة ممن شارك في الجريمة.

مستشفى السلمانية
لا أدري من أين أبدأ ولكني سأكتفي بوقفات سريعة عن الثكنة العسكرية في مستشفى السلمانية وما تم في هذا المستشفى الذي يعد أكبر مجمع طبي في الشرق الأوسط:
• لم يتم احتلال مستشفى السلمانية من فراغ... فالأمر مدبر منذ زمن... فالجميع له دور متقن ومنضبط: من رجل الأمن والممرض والطبيب والطباخ والفراش والبواب وبائع التذاكر..الخ، وشاهدنا حجم التنظيم المميز الموجود لديهم... وكأنهم دولة داخل دولة... فالجميع يعلم بأن أهم مكونات الثورة أن تمتلك أمور ثلاثة، وهي:
1.ميدان ومقر للثورة (دوار اللؤلؤة).
2.مستشفى ميداني: وقد حصلوا على أكبر من ذلك وهو مستشفى السلمانية، كما قاموا بنقل المواد الصحية والطبية للدوار، وتحفظت الأجهزة الجنائية على مواد طبية تبلغ مئات الآلاف من الدنانير تم العثور عليها في الدوار حيث تمت سرقتها من الممرضين.
3. جهاز إعلامي قوي: وهي قنوات العالم والمنار وبرس الانجليزية، ومن خلفها جميع القنوات الشيعية، وجريدة الوسط، وقد تم العثور على استوديو متكامل لقناة المنار يبث من المحرق، واستديو آخر لقناة العالم تبث من أبراج اللؤلؤة.
• قام المخربون بإخفاء العديد من الأسلحة البيضاء والسوداء الخفيفة والمتوسطة (حتى أوردت بعض المعلومات وجود رشاشات أوتوماتيكية تم العثور عليها داخل المشفى).
• أظهرت اللقطات استغلال الأجانب المختطفين لإدخالهم المشفى وهم مكبلون لتصويرهم للرأي العام بأنهم مصابوهم، بينما يتم في الخفاء ضربهم وتعذيبهم.
• تم حبس رجل أمن في المشفى والتكتم عنه وهو مصاب إصابات خطيرة حتى استطاع بمعجرة الاتصال بأحد أصدقائه فتم إنقاذه.
• هناك شواهد متعددة تدل على تعمد عدم علاج السنة (خصوصا المجنسين).
• أكد العديد تواجد مسئول قنصلي كبير من السفارة الإيرانية في مستشفى السلمانية ليلة اقتحامه وقد زود هذا المسئول قيادات الفتنة هناك بجهاز استخباراتي خطير، وتم اكتشافه.
• أما عن نزار البحارنة: فقد ظهرت الحقائق بأنه قد سافر للخارج ليرفع شكوى مستعجلة على النظام البحريني لدى الأمم المتحدة، وعاد في ليلة الاقتحام من إيران بعد اجتماعه مع قيادات قم هناك لبحث الأوضاع التي يعلم عنها جيداً.
أقول: تم ولله الحمد تحرير المستشفى من يد المجرمين الذين حولوه لثكنة عسكرية يفعلون به ما يشائون حتى إنهم احتفلوا بالنصر في مشهد فيديو تم إظهاره، وحسناً فعلت الدولة بتعيين العقيد بوعلي مديراً على المشفى، وبانتظار الإعلان عن وزير الصحة الجديد...لكن ما كان يجري وما جرى تحديداً في المستشفى أمر لا يمكن السكوت عليه... فكم سمعنا عن حالات قتل متعمدة من قبل بعض الأطباء الشيعة للمرضى السنة قبل الأحداث وعلى مدى سنين طويلة... وبان الحقد الدفين المغروس في قلوب أطبائهم الذين خانوا القسم وخانوا شرف المهنة.. وعليه نطالب بإجراء تحقيق نزيه للعديد من المرضى الذين تم قتلهم عن عمد قبل عدة سنوات وتحقيق آخر عما جرى في فترة الثلاثة أسابيع منذ احتلال السلمانية.

التمثيل برجال الأمن
بصراحة توقعت من أهل الفتنة أمور كثيرة..ولكني لم أتوقع أبداً أن تمتلئ قلوبهم سواداً ونفوسهم حقداً لهذه الدرجة حتى يتم اختطاف رجلي أمن ثم تعذيبهما ودهسهما أكثر من مرة والسخرية منهما ورفس أحدهما وقذفه بالحجارة كأنه دمية.
وأقولها وأنا أقسم على ذلك بأن لو هؤلاء أمسكوا بسدة الحكم بالبحرين لأبادونا جميعاً ولفعلوا بنا جميعاً رجالا ونساء وأطفالا ما فعلوه برجلي الأمن.. ونحمد الله على كل شيء...

احتلال المساجد
قام المخربون باحتلال وإغلاق 4 مساجد لأهل السنة في العاصمة المنامة وتم تهديد مؤذني بعض المساجد حتى تم قطع لسان أحد المؤذنين وتعذيبه وهو موجود حالياً في مستشفى العسكري بين الحياة والموت في إعادةٍ لما كانت تجريه فرقة قرامطة الشيعة بأهل السنة...

تعذيب الأجانب
لم يكتفي المجرمون بما فعلوه... بل خطفوا العديد من المواطنين الأجانب وعذبوهم وأرسلوهم للمستشفيات وتركوا البعض ملقى في الطرقات كما طالعتنا بعض الصور المريعة التي تدل على قسوة قلوب هؤلاء...كما قاموا بإرسال الرسائل الترويعية للأجانب والعرب يهددوهم فيها بترك البحرين في رغبة منهم لضرب الاقتصاد وسياحة البحرين..

توزيع الأدوار
أدركنا الآن بأن الحمائم والصقور من الجمعيات السياسية الشيعية ما هي إلا ألعوبة ونكتة... وإن هؤلاء قاموا بتوزيع الأدوار على أنفسهم..فمنهم من يطالب بقيام الجمهورية (تيار الممانعة حق والوفاء وأحرار البحرين).. ومنهم من يطالب بأقل من ذلك (الوفاق والجمعيات السبع).. ومنهم من يستخدم العنف ومنهم من يعتبر نفسه حمامة سلام.. ولكنهم كلهم يجمعون على هدف قلب نظام الحكم.

درع الجزيرة
في ظني بأن استخدام درع الجزيرة في هذا الوقت بالذات (ضربة معلم) رغم أني أدرك بأن الحكومة كانت تستطيع تجنب هذا التأزيم في السابق.. ولا نخفيكم ما تسرب من معلومات حول تدخل عسكري إيراني محتمل لإحداث إنقلاب في البحرين أو تدخلها غير المباشر عن طريق البحر وإحياء خلايا الحرس الثوري الإيراني النائمة في البحرين والسعودية والكويت ولبنان لتنفيذ عمليات داخل البحرين.. فكان لزاما على البحرين ألا تكتفي بالتأييد المعنوي فتم إستدعاء قوات درع الجزيرة في إشارة تحدي واضحة ضد إيران وإشارة أخرى لتحقيق وحدة عسكرية خليجية في مواجهة هذا المد الصفوي الطائفي..

ماذا وجد في الدوار
من المخزي أن نذكر للعالم (الإسلامي خصوصاً) ما تم العثور عليه في الدوار بعد تحريره، من أدوات الشيشة والكدو، وخيام مغلقة لممارسة المتعة (مع احترامي للقارئ) حيث تم تجهيزها بأفضل طراز من سرير وغيره...كما وجدت المواد الطبية المسروقة ومن أهمها أجهزة الأكسجين التي اتهم هؤلاء المشفى بعدم وجودها لأنهم يعلمون بتواجدها في الدوار..كما تم العثور على سيوف أخرى وعشرات المولوتوفات وغيرها من الأمور التي سيتم الإعلان عنها قريبا والتي تعتبر أدلة جنائية لا يمكن إعلانها.. ولنا الحق في أن نسأل عن مدى أخلاق هؤلاء؟

تلفزيون البحرين
كم تفائلنا بعودة الروح لتلفزيون البحرين على مدى 4 أيام متواصلة عاش جميع الفئات من الناس مع التلفزيون وأحبوا القناة التي كشفت عن خفايا لم تكن بالحسبان..ولن نبالغ إن قلنا بأن تلفزيون البحرين وحدة استطاع التأثير في العديد من الدول رغم تملك المعارضة لثلاث قنوات أو أكثر تبث الأكاذيب ليلا ونهارا.. وكم شكل ضيقاً كبيراً لهم بفضح عملياتهم المشينة.. وكلنا استغربنا من التراجع الذي حصل بالأمس (السبت 19 مارس) حيث عادت حليمة لعادتها القديمة ببث التفاهات.. والسبب معلوم بالطبع وهو الضغط العنيف من قبل الشيعة الذين بقوا في مناصبهم كأعضاء لمجلس الشورى وغيره بعد زيارتهم للملك فلبى الملك طلبهم...ويبدوا بأن الملك لم يتعظ منهم بعد كل ما فعلوه.. ولماذا لم يشترط عليهم إغلاق قناة العالم والمنار على أقل تقدير.. فلا يمكن إيقاف الشحن عن فئة واحدة من خلال متنفس وحيد بينما تعيث قنوات أخرى شحناً طائفياً لفئة أخرى من الناس.. ويبدوا بأن هذا مؤشر على التنازلات والمكارم الملكية التي لن يتخلى عنها الملك لصالح هؤلاء المجرمين..

الإستقالات الجماعية
فوجئت كغيري من الاستقالات الجماعية للشيعة المنتسبين للسلك القضائي وأعضاء الشورى (الذين بدء بعضهم بالعودة بعد خوفهم على رواتبهم وامتيازاتهم) إضافة إلى وزير الصحة (الخائن نزار) وهذا يوضح حقيقية الطائفية التي مُلأت بها قلوبهم.. وكم كنا نتمنى استقالة جماعية لأهل السنة على ما يتعرض له أبنائهم في البحرين وعلى تصرفات القيادة الضعيفة..

ما هذا باختصار
أقول.. بأن البحرين نجت (نسبياً وليس مطلقاً) من حادثة قلب نظام الحكم في البحرين، وهي الرابعة منذ الثورة الإيرانية في 1979، فالأولى كانت في 1981 والثانية في الفترة من 1993 إلى 1996، والثالثة في 2007..وهذه الأحداث تعد الأكبر على الإطلاق..حيث انكشفت الأقنعة وظهر الخائن من المخلص.. وعرف الصديق من العدو.. وظهرت الأطماع الصفوية لإقامة نظام ولاية الفقيه في البحرين بادية للأنام... وظهر الولاء الأعمى لهؤلاء لإيران وعدم حبهم لدول مجلس التعاون مما يعكس الغسل الدماغي لهم بقبولهم للفرس على جساب العرب.. حتى إنهم سمو جيوش درع الجزيرة (احتلالاً).. ومما يميز هذه الثورة حجم التجييش والتحشيد من الشيعة لأنفسهم وظهر واضحاً ما الذي كان مُعمَّميهم يزرعونه في نفوس الأطفال والشباب منذ الصغر حتى امتلأت قلوبهم سواداً.. مع التأكيد بأن 90% من المشاركين في هذه الانتفاضة هم الشباب وهم من كان يبادر بالعنف المقنن...

المطلوب الآن
لم تنتهي الفتنة بعد.. رغم الإعلان المتواصل من القيادة عن استمرار الحوار.. إلا أنه ربما أصبح على كف عفريت ولا أحد يعلم مصيره بعد.. ولكن من الملاحظ وجود خلاف كبير بين أعضاء شورى الوفاق والجمعيات السبع التي يرفض بعضهم الحوار ومن أهمهم علي سلمان الذي ثبت معدنه الخبيث في هذه الفتنة وبين بعض الأعضاء الآخرين الذين رغبوا في الاكتفاء بهذه الامتيازات التي تحققت.. ولكن الرأي الطاغي على المعارضة هو أنه لا تزال المعارضة تتعنت في قبول الحوار في إشارة للتدهور في اتخاذ القرار الصائب عندها.. ولا تزال تطمح في تحقيق أعلى المكاسب عندها.. فها هي تنظم عصياناً مدنياً عاماً..وتم تنفيذه واحتمال اللجوء للعنف وارد جداً الآن رغم تواجد الأمن والجيش..

وسيسعى المخربون للتمسك ولو بشعرة لإنقاذ فشلهم الذريع في الانقلاب..فهم سيواصلون تحديهم واستفزازهم للدولة بدءً من مناطقهم وقراهم.. ولا نستبعد التصعيد الكبير وانفجار الوضع..كما لا نستبعد تدخل عناصر خارجية نائمة في داخل البحرين كالحرس الثوري الإيراني وأعضاء حزب الله الذين ذكرت بعض التقارير دخولهم قبل بدء الثورة بجوازات لبنانية على أنهم مسيحيون... وأكبر دليل على هذا قدوم مشيمع للبحرين من لبنان بعد زيارته لحزب الله هناك..

وبناء على هذا.. لهذا أُرسل رسالة لكل سنة وسنية في البحرين بأن لا يلتفتوا لهذه الحرب لأن رجال الأمن والجيش سيتكفلون بها إن شاء الله فهي ليست حربنا بالدرجة الأولى..ولكن لا بد لنا أن ندخل الحرب الإعلامية تجاه الرأي العام العالمي الذي بدأ يميل في كفة المعارضة باعتبارها اتجاه الشعوب بعد الثورات العربية الأخرى.. ونرجو من أفراد الشعب أن لا يتركوا حكومتهم وحدها تحارب إعلامياً.. فقد خسرنا في الجولات الأولى وأثبتت المعارضة قوة إعلامها الخارجي..فقد أثَّرت في تغيير الرأي العام حتى انتقدت العديد من الدول النظام البحريني.. وهناك تغير واضح في الموقف الأمريكي الذي أصبحنا لا نستبعد توجهه لمساندة الشيعة في المستقبل..كما استطاع هؤلاء التأثير في شيعة الخليج بأن خرجت مظاهرات مساندة لهم في القطيف والكويت والعراق ولبنان وإيران عن طريق حزب الله المتواجد في شتى البلاد... بينما لم يخرج أحد من أهل السنة لمساندة البحرين باستثناء الوقفة الشريفة لأهلنا في الكويت في مقابل الموقف المخزي من حكومتهم التي أوقفت إرسال الجيش للبحرين والتي لا تزال تبث منها 6 قنوات شيعية من وزارة المواصلات الكويتية والتي سمحت حكومتها للشيعة للتظاهر ضد إجراءات البحرين بينما ضايقت أهل السنة في تنظيم فعاليتهم الوحيدة..

وأقول لولا كلمة الشيخ د.يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة لتغيرت الأحوال كثيرا لصالح المعارضة.. ولكن الشيخ القرضاوي أبدى مساندة كبيرة لسنة البحرين وفضح بعضاً مما يفعله الشيعة.. ونتوقع أن تغير كلمته قناعات متعددة... ولا زلنا نتمنى دعماً أقوى وأفضل وأكثر صراحة من الجماعات والمنظمات الإسلامية الأخرى..

لهذا المطلوب من كل سنة وسنية الآن المساهمة في تغيير الرأي العام الخارجي (الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي)..فمن يشتغل بهذا من المعارضة هم أفراد الشيعة من شبابهم وشاباتهم.. بينما لا يزال الشباب السني مكتفياً بالتفرج وحراسة مناطقه أمنياً فقط....فعليه يجب الانتباه بأن الحرب الأكبر والأنجع حاليا هي الحرب الإعلامية الخارجية.. فمن يستطيع الحصول على تأييد الخارج فهو الذي سيحقق أكبر انتصار لذا أدعوا كل شاب وشابة وكل رجل وامرأة الكتابة والتكلم عما يحدث حقيقية في البحرين على جميع الأصعدة وأهمها الفيس بوك والتويتر وإرسال الرسائل الالكترونية للخارج من المسئولين والحقوقيين وخصوصاً ممن يتقن اللغة الانجليزية.. إضافة إلى الاتصال بالأصدقاء الخليجين والعرب لتوضيح ما يجري في البحرين لمحاولة كسب أكبر عدد من المؤيدين.

ولا نخفيكم بأن هناك العديد من العرب والمسلمين يقفون في صف المعارضة دون علم بما يجري في البحرين..ونعتب هنا على الضعف الإعلامي الحكومي..لذا فلنغطي هذا النقص..

د.حسن الشِّيَخي
Hasan.shiakhi@hotmail.com
20 مارس 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق