الاثنين، 2 مايو 2011

إلى القيادة...خسرتم السنة ولم ترضوا الشيعة

أكباش الفداء
لا بد لكل أزمة سياسية من أكباش فداء يتم تقديمهم قرابين لغيرهم، بحيث يلعنهم التاريخ ويشير إليهم الناس باعتبارهم لوثة في المجتمع، فثورة مصر على سبيل المثال كان أكباشها أحمد عز والمغربي وجونة وغيرهم من أعضاء الحزب الوطني الحاكم سابقاً، وكذا في تونس، أما في البحرين فأكباش الفداء الذين وقع عليهم الاختيار من لاعب الشطرنج الشاطر هم الوزراء (من أهل السنة خصوصاً) منهم اثنين من العائلة الحاكمة، واثنين من خارجها، ولا ندري مغزى هذا الإقالات لهؤلاء الأربعة تحديداً؟

وأقول لجلالة الملك بأنك بهذه التغييرات الشطرنجية التي تقوم بها كعادتك مع الوزراء قد خَسِرتَ بها اليوم أهل السنة ولم ترض الشيعة، فبحسب ردود الأفعال التي نراها ونسمعها (وخصوصاً من الشباب السني) نجد أنهم متضايقون جداً من هذه التغييرات كونها جاءت ضربة موجعة لأهل السنة بسحب أربعة وزراء سنة وتعيين 3 من الشيعة مكانهم، أضف إلى ذلك إلى أن هذه الوزارات تعد من الوزارات الخدمية المهمة التي يعول عليها المواطنون شيئاً كبيراً.

• فالأول وهو أحمد بن عطية الله وزير شؤون الوزراء المغضوب عليه من الشيعة وعلى رأسهم الوفاق، فقد طالبت الأخيرة بإقالته وتم استجوابه العديد من المرات كون اسمه جاء في تقرير البندر الشهير الذي صنف الوزير المذكور بأنه طائفي ويكره الشيعة وساهم بشكل كبير في خطط التجنيس الأخيرة، والآن بعد فترة يتم التضحية به إرضاءً للشيعة في بادرة تعكس حسن النوايا.

• أما وزارة الإسكان ووزيرها إبراهيم آل خليفة فقد ساهم في بطء العملية الإسكانية رغم أنه حاول جاهداً إسكان الشيعة في قرى البحرين المختلفة لكنه لاقى مصيره المحتوم، ليتم تعيين المعارض السابق د. مجيد العلوي للوزارة ليقوم ببناء المساكن للشيعة أكثر من قبل.

• أما وزير الصحة، فرغم جهودة المبذولة والواضحة في تطوير القطاع الصحي إلا أنه دفع ثمن طائفية وكذب بعض الأطباء والممرضين في مستشفى السلمانية الذين أحسوا بخطر الوزير عليهم بعد انتباهه لمخططاتهم فطالبوا بإسقاطه بخطط خبيثة مكشوفة، واستجيب لطلبهم فتم إسقاطه ليتم تأكيد نصرهم وتأكيد خطأ الحكومة.

• أما إسقاط الوزير الرابع فجاء مستغرب بعض الشيء وهو فهمي الجودر، الذي يبدوا أن تقصيره في تجهيز مستشفى حمد في المحرق هي القشة التي قصمت ظهره.

وفي ظني أن أهداف هذه التغييرات هي التالي:
1. جس نبض المعارضة الشيعية حول هذا التغيير لمعرفة إمكانية تنازلها عن المطالب الأخرى، ويبدوا أن المعارضة بينت رأيها مبكراً حينما رفضت هذه التغييرات وطالبت بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
2. عدم الرغبة في إقالة الحكومة (وخصوصاً رئيس الوزراء)، واللعب على وتر اللف والدوران، ولكن لا زلنا لا نستبعد إقالته –إن أصرت المعارضة-، لأن من قدم 4 قرابين سِمَان يمكنه التقرب بالكبش الأقرن.

لكن ما سرني جداً هو بيان تجمع الوحدة الوطنية حول هذه التغييرات، حيث رفض التجمع على لسان رئيسه د.عبد اللطيف آل محمود وبشدة هذه التغييرات التي تأتي استجابة لطرف دون طرف آخر، إضافة إلى إرباكها للحوار، ويبدوا أن الحكومة وقيادتها غير جادة في الحوار.

وأكرر ما قلته سابقا ، إنكم يا قيادة البلاد سبق أن خسرتم المعارضة الشيعية، وها أنتم تخسرون المعارضة السنية شيئاً فشيئاً بتصرفاتكم الغريبة وغير المفهومة، ويبدوا أن أهل السنة في البحرين مُقدَّر عليهم أن يكونوا دائماً أكباش فداء (نواباً ووزراءً وشعباً) أما النواب ففرقت الحكومة بينهم ليضعفوا جميعاً، وأما الوزراء فتمت إقالتهم، وأما الشعب فهو مطيتهم وخصوصاً تجمع الوحدة الوطنية، وما خشيناه سابقاً أصبح واقعاً.

وأهدي هذه القصة للقيادة :
سأل أحد الأمراء بني أمية وهو في سجن الخليفة العباسي بعد أن انهارت الدولة الأموية: ما الذي جرى لنا؟
فأجاب الأمير: قرَّبنا الخصوم طمعاً في كسب ولائهم، وأبعدنا حلفائنا الموالين، فَضَلَّ الأعداء على خصومتهم لنا، وانقلب الحلفاء والموالين علينا فضاعت الدولة الأموية.

المكرمة الخجولة (25%)

إلى جلالة الملك: ليتك لم تصدر هذه المكرمة الخجولة التي لن يستفيد منها إلا 30 ألف أسرة من 120 ألف أسرة بحرينية، وحتى جرائد البحرين لم تغطي هذه المكرمة إلا الشيء اليسير، يجب أن تفهم سيدي أنه لا بد من عمل مشاريع حقيقية لرفع مستوى الفرد البحريني، إن الفرد البحريني يحتاج لمكرمة ملموسة تدر عليه مدخولاً إضافياً (على شاكلة الألف دينار)، وليس ذر الرماد في العيون، وليتك لم تصدر هذه المكرمة.

إلى د. طارق السويدان- ليتك سكت عن البحرين

فوجئت كغيري من كلام د.طارق السويدان الذي نقره ونحترمه ونعده أحد أبرز المفكرين والمصلحين في هذا العصر، ولعل الصواب جانبه في الحديث عن البحرين حينما أقر حقوق الشيعة ونصيبهم من الحكم وقدس المعارضة باعتبارها أغلبية في الشعب، ورغم أنه أرسل اعتذاراً على موقعه الشخصي على الفيس بوك،إلا أن خطورة كلامه تبنى على الأفراد الذين استمعوا لكلامه، وهم على 3 أنواع:
1. إما محب غالٍ له قد اقتنع بكلامه، وأصابته لوثة فكرية منه.
2. إما مبغض له استغل هذه الزلة ليضرب فيه أكثر.
3. إما شيعي معارض استغل كلامه ليضرب فينا.
إننا لا ننكر أنه من الواجب المساواة بين الجميع والعدالة بين الجميع، لكن يا سيدي لا أدري: إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ، فكيف لا تعلم عن هؤلاء وسعيهم لتشييع النظام من خلال مساندة إيران، وهذا الأمر يعلمه الصغير قبل الكبير باعترافهم (إستمع لتصريحات مشيمع لقناة المنار)، وقد ادعيت بأنك تعرف البحرين، وأثبتت أنك فعلاً لا تعرف عنها شيئاً. لهذا أقول: ليتك لم تتكلم يا سويدان.
ملاحظة: اختلافنا مع د.طارق السويدان في هذه النقطة فقط، وإذ هو شخص عزيز علينا جميعاً، ونعتبرها زلة لسان منه ناتجة عن عدم تقييم شامل للوضع.

تفكك المعارضة

لا يزال الحديث متواتراً حول الصراعات التي تعصف بالمعارضة الشيعية وجمعية وعد، خصوصاً مع توارد أنباء عن عراك وقع بالأمس (26 فبراير) بين أنصار حركتي والوفاق، ولا ندري مدى صحة هذه الأنباء، ولكن لا يوجد دخان من غير نار، وإن حصلت فهي سابقة عار على هذه المعارضة الطائفية الموالية لإيران التي بدء خلاف الإمارة وتصدر القيادة يظهر.

ونقول لمشيمع: لا أهلاً ولا سهلاً بك في البحرين.. البلد الذي بعته بأرخص الأثمان، البلد الذي احتضنك فطردته، وأكرمك فهنته، وغذاك فخنته، وصرف عليك فبعته.. ونسأل الله أن يكون قدومك وبالٌ على المعارضة التي تنتمي إليها.

إلى أهل السنة:ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون

رسائل عديدة أبعث بها لأهل السنة
1. ثقوا بنصر الله وتمكينه لنا، فإن الله لناصر عباده، وثقوا إنكم على الحق، وأن الله معكم ولن يتركم أعمالكم.
2. تشبثوا بتجمع الوحدة الوطنية، فهو مع وجود بعض الملاحظات عليه إلا أنه يبقى الواجهة الوحيدة التي ستمكننا من الانطلاق والخلاص من هذه المحنة، فالتفوا حوله واتركوا عنكم نقده.
3. لا تستمعوا للمثبطين والمحبطين.


د.حسن الشِّيَخي
27 فبراير 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق