الاثنين، 2 مايو 2011

الآن حصحص الحق يا أهل الفتنة

تأملت في الفتن والثورات والأحداث والمواجهات التي وقعت في تاريخ البحرين منذ الخمسينيات إلى الوقت الحالي، ووجدت بأن كل الأحداث-باستثناء الأحداث التي توحد فيها الشعب للقضاء على الاستعمار- ظهرت من فئة تنتسب لطائفة واحدة... وهذه الفئة هي التي كانت تسعى ولا تزال لتقويض الأمن وترويع العباد رغبة في نيل جزء كبير من كعكة الحكم..بل في الحكم نفسه... وهي التي سعت إلى تأجيج الطائفية في المجتمع البحريني، فمنذ حادثة الخلية الانقلابية في الثمانينات مروراً بأحداث التسعينات المؤلمة وصولاً لأحداث القرن الجديد منذ 2005 إلى الآن لم يفتعلها إلا هؤلاء... ولم يشعل فتيلها إلا هم... ولم ينزع الأمن من هذا البلد إلا تلك الفئة.. وأتحدى من يأتيني بفتنة واحدة أتت بها الطائفة السنية.. وأتحدى بمن يأتيني ببلد به أمثال هؤلاء من الشيعة دون وجود فتن.. وانظروا لـ (إيران والعراق ولبنان وباكستان).
وصدقوني لو حدثت هذه الفتن في أيٍّ من بلدان العالم لحدثت فتنة أكلت الأخضر واليابس.. ولكن صبر وحلم وأناة وبساطة الطائفة الأخرى وطيبة شعبها هي التي حمت هذا البلد من الحرب الطائفية...
والآن... نعم الآن... بدأ الحليم يغضب (واتق شر الحليم إذا غضب) وبدأ الصبر ينفد (لأن للصبر حدود) وبدأت الطيبة تذهب (لأنها وجهت لمن لا يستحقها) وبدأت الأناة تتزعزع..

كم اُختبرت هذه الطائفة فسكتت.. وكم أُثيرت فصمتت.. وكم أُغيضت فأشاحت... وكم استُفزَّت فَصَدَّت... والآن بدأت الفئة الضالة بنرفزة هذه الطائفة بشتى الطرق.. فهم يريدون المواجهات الطائفية بين السنة والشيعة وينتظرونها لفارغ الصبر ثم يرددون (أخوان سنة وشيعة) وهم يتمنون الفتنة الطائفية ويرفعون شعار (لا للطائفية)..

لقد بدأ الوضع ينحى لمنحى خطير جداً.. وفعلا.. لأول مرة أرى تصعيد اللهجة لدى الطائفة السنية.. ولأول مرة أستمع لحرقة المرأة العجوز وبكاء الطفل البريء على ما يجري في هذا البلد...ولأول مرة أستمع لنداء الدفاع عن النفس وتشكيل اللجان الشعبية وحمل الأسلحة البيضاء وفتوى رد الصائل من أهل السنة..الخ.
وأرجو من أهل السنة (وخصوصاً المتحمسين منهم) ألا ينجروا وراء هؤلاء.. وأن يحاولوا الاختباء منهم لكي لا تقع الاستفزازات.. وإن وقعت فسيأتي منهم من يعينهم ويدافع عنهم ويقلب التهم عنهم.. بينما تُلقى التهم إلينا نحن أهل السنة..

حادث مدينة حمد
لقد وصل الأمر إلى شيء مقيت من أهل الفتنة.. في دليل على المستوى المنحط الذي وصل إليه هؤلاء.. فها قد بدئوا يتحرشون بنساء أهل السنة.. وفي نفس الوقت تجهزوا للمواجهات وهو كانوا يتوقعون ما سيحصل... وإلاَّ كيف وصلت السيوف والسكاكين للموقع.. إنها فعلاً مؤامرة دُبِّرت بليل.. وستصل عدواها لمناطق أخرى طالما ضل هؤلاء يسعون في الأرض والفساد دون ردع..وطالما أرادت الحكومة ذلك.. وهي التي ستتحمل السبب..
بغض النظر عن من افتعل هذه الحادثة ومن المتسبب بها (والآراء متضاربة إلى حد الآن)...لكننا وجدنا ورأينا بأم أعيننا سيوفاً وخناجر وعصي استخدمت ضد من ينتمي لهذا الوطن (ويسمونهم المجنسين) وهم المساكين الذين دافعوا عن أعراض أمهاتنا وأبنائنا هناك.. رأينا أصابع قُطعت.. ورؤوساً هُشمت.. وظهوراً مُزقت... ثم يصورون 3 من أفرادهم من الشيعة في أحد المستشفيات بإصابات طفيفة ليقولوا بأن المجنسين ضربوهم...

وفعلاً لم أر في حياتي أناس يتقنون فن الكذب كهؤلاء.. لقد جهزوا لجميع السيناريوهات...وهم جاهزون لكل جبهة إعلامية ليردوا عن أنفسهم التهم...
وحسناً فعلت الداخلية بالقبض على من المتسببين بهذه الفتنة وعلى من استخدم السيف وعلى السيف نفسه.. ولكن ما الفائدة.. فستصدر المكرمة قريباً بالعفو السامي..
لهذا أذكر نفسي وأذكر قارئي هذا المقال بالفقرة الرائعة التي ذكرها تجمع الوحدة الوطنية يوم 2 مارس على لسان رئيسها د.عبد اللطيف والتي تصف ما يحدث الآن، وأرجو أن تحفظوها عن ظهر غيب وأن تعوا ما بها وأن تنتشر في كل مكان- وتحوي على منهج مهم للمرحلة القادمة-:
((تريد بعض التيارات السياسية حدوث المواجهات الدامية مع قوات الأمن وكانت تراهن على وقوع القتلى والجرحى في صفوفهم ليؤججوا بها نار الفتنة ، وبعد أن سحبت الدولة قطاعات الجيش والأمن من الشوارع تحاول اليوم تلك التيارات أن تؤجج الفتنة بين طوائف المجتمع وتقوم بالأعمال الاستفزازية طلبا لوقوع الصدام بينهم وبين أطياف المجتمع للوصول إلى المواجهات مع القوى الأمنية، وهذه التعبئة الطائفية والحرب الطائفية امتدت إلى بعض المدارس للأسف الشديد ... كما أن هناك مخططات لنشر الفوضى في البلاد، ولذا فإننا ندعو تلك الجهات للكف عن مثل هذه الأفعال، وندعو المرجعيات الدينية لتتحمل مسؤولياتها لإيقاف هذه الأعمال، في الوقت الذي ندعوكم فيه إلى ضبط النفس وعدم الانجرار لمثل هذه المواجهات وعدم التصادم معهم حتى لا تتحقق مآربهم البغيضة والتي تجمع معظم أطياف المجتمع على استنكاره .
وعلى الدولة أن تتخذ من الإجراءات ما يوقف هذا الانفلات الأمني الذي وصل إلى المؤسسات التعليمية ، وإلا فإننا لا نضمن الانفلات الأمني الذي يصدر من المجتمع المتضرر كردة فعل لما يقع لأبنائهم وفلذات أكبادهم)).

سكت دهراً ونطق كفراً
لعل البعض لاحظ الغياب الإعلامي لعلي سلمان (والذي يمثل الجناح الهادئ عندهم)... ولكنه خرج علينا بتصريح هش اليوم على جريدته المفضلة الوسط (6 مارس) ينتقد دعوة د.عبد اللطيف آل محمود لتشكيل لجان أهلية للدفاع عن المواطنين وخدمتهم.. وذلك لأن هذه اللجان ستكون ميليشيات (واقرءوا تصريحه الغبي على جريدة الوسط اليوم 6 مارس)... وهذا من حقه كونه يريد ميليشيات من الشيعة فقط على شاكلة حزب اللات في لبنان... وبدر في العراق.. والمسلحين بالسيوف والمسدسات في البحرين من الشيعة ولا يريد من يردعهم أو يصدهم... لماذا لم تنتقد يا علي سلمان استخدام السيوف والسكاكين في الشجار وترفض في الوقت نفسه حراسة الناس لأعراضهم وأنفسهم من الغوغاء الذين شكلتموهم لإحداث الفتنة..

وإننا نؤيد دعوة د.عبد اللطيف آل محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية بتشكيل لجان شعبية لحماية المواطنين وخدمتهم.. وهذا أمر مهم كون البلد أصبح دون أمن وأمان.. فالشرطة والضباط تم سحب الذخائر منهم (ولا تظنوا بأن الأسلحة المعلقة على صدور الشرطة مملوءة).. وشاهدنا الشجار على مرأى من الشغب والشرطة دون أي تدخل..وإننا نطالب بتشكيل وتفعيل هذه اللجان.. والتسلح بالأسلحة البيضاء (دفاعاً عن النفس فقط) دون التعرض لهؤلاء تجنباً للفتنة..


توظيف 20 ألف في الداخلية
لقد مللنا فعلاً من تصرفات الحكومة وسلبيتها...
فبعد مناداة الناس للحكومة في التجمع الأول بتحسين المعيشة ومحاربة الفساد خرج علينا الملك ليقيل 4 وزراء سنة ويعين بدل عنهم 3 من الشيعة في وزارات حساسة.. وبعد مناداة التجمع الأول بصد فتنة الدوار وحفظ الأمن يخرج علينا وزير الداخلية ليعلن مكرمة جديدة من (أبو المكارم) بتوفير 20 ألف وظيفة في (الداخلية) أكرر (الداخلية)..
إن هذه الحكومة لا تعي ولا تسمع ولا تعقل.. فهي كما قال د.القرضاوي عن نظام مصر وليبيا (أعمى لا يرى.. وأصم لا يسمع.. وغبي لا يفهم)... فهي كشاكلة من ينقذ الخائف في بيته بإطعامه الخبز.. إن المطلب الأول والأوحد في هذا الوقت (حفظ الأمن) ثم وفروا التوظيف والرواتب والمكرمات...الخ
ولا ندري في حقيقة الأمر ما مغزى هذا الإجراء؟ .. وما الذي تهدف إليه الحكومة؟ وهل هو بالون اختبار آخر من بالونات اختباراتها للسنة والشيعة وقياس ردة أفعالهم؟؟
لقد استمعت لتحليلات البعض و محاولته الطبطبة على هذه التصرفات من الحكومة... ولعل بعضها يكون صائباً كرمي الكرة في ملعب أهل الفتنة وغيرها.. ولكنا نريد أكثر من هذا..نريد أن يسود الأمن والأمان..
ورسالتي لأهل السنة بأن لا ينتظروا من هذه الحكومة الجبانة أي شيء.. بل عليهم أن يلتفوا حول تجمع الوحدة الوطنية وقادته، فهم أدرى من الجمهور ويعلمون ما لا يعلموه.. كما أتمنى ألا يصيب الإحباط أحداً لأن المفترض أننا حصلنا على المناعة اللازمة من تصرفات هذه الحكومة التي تسبب الضغط وترفع نسبة السكر..

الفرق بين ثوار تونس ومصر وبين البحرين
من المضحك أن يتشبه هؤلاء بثورة تونس ومصر...
ففي ثورة تونس ومصر كان الشباب الأبطال وكبار السن هم من يتصدون للشغب بينما يبقى الأطفال في البيت.. بينما هنا يأتي أهل الفتنة بالأطفال على الشاحنات كالخراف ليسيروهم في مسيرات أكبر منهم بينما يمكثون هم في الدوار..
في تونس ومصر كان الثوار يدافعون عن الأطفال والنساء.. بينما هؤلاء يتحرشون بالنساء...
في تونس ومصر كان الثوار يعالجون المرضى.. بينما هؤلاء تخلوا عن المرضى ليعتصموا في خيام السلمانية ليدخنوا الشيشة..
في تونس ومصر كان الثوار يتطوعون لإغاثة البلد والحفاظ عليه.. بينما هؤلاء يعاقبون المتطوعين ويشوهون سمعتهم..

البرنامج الأسبوعي لأهل الفتنة
ما توقعناه بدأ يحصل... فها قد بدء أهل الفتنة في التصعيد.. وبدءوا في التحرك لأماكن حساسة أخرى.. بالأمس كانوا عند وزارة الإعلام.. واليوم (6 مارس) تجرءوا ووصلوا إلى ديوان مجلس الوزراء... ثم للجوازات ومقر المخابرات.. والأربعاء المقبل إلى الديوان الملكي... وأصبحنا لا نستغرب ذلك لأن هناك حكومة تقويهم وتشد من عزمهم وتحرضهم أكثر على المضي قدماً...
ولا يظن أحد بأن الحكومة ستتجرأ لردعهم.. بل ستستنزفهم وستتركهم سالمين غانمين... ظناً منها بأن هؤلاء سيستسلمون وسيملون..

رسالة للملك وللحكومة
نسمع عن اجتماعات يومية إلى الساعة 12 ليلاً.. لا أدري لماذا؟ لماذا تتعبون أنفسكم؟ دعوا الشرطة المساكين يموتون من أجلكم وكفاية.. ولا تتعبوا أنفسكم لأن أهل السنة سيحمونكم!!!

شكراً وصال
كل الشكر والتقدير لقناة وصال التي تعبر عن سرائر أهل السنة والجماعة في البحرين الذين لا يجدوا منبراً غيرها.. ويوماً بعد يوم تزداد أعداد متابعي هذه القناة... بينما يجد أهل الفتنة قناتي العالم والمنار..

د.حسن الشِّيَخي
6 مارس 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق